Sunday 30th May,200411567العددالأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

حماية المرأة والطفل! حماية المرأة والطفل!
فهد الحوشاني

دائما ما يقفز امامي سؤال بلا جواب كلما قرأت موضوعا عن الحقوق والحماية من الاعتداءات وجدت المرأة والطفل معا! ويلح السؤال: لم هذا الارتباط والربط الذي يغلب عليه التعميم بين المرأة والطفل عندما يتم الحديث عن الحقوق والحماية في الواقع ليس لدي تفسير حقيقي، فاذا كانت حماية الطفل واجبة بالنظر الى عدم قدرته على الدفاع عن نفسه ففي المقابل هناك صنف من النساء لا يحتاج إلى حماية بل يفضل أن يتم اصدار تشريعات للحماية منه ومن بطشه!! وهذا الصنف النسوي الفتاك سواء جسديا او نفسيا من حسن حظ الرجال أنه صنف يعتبر أقلية اذا ما قيس بأغلبية النساء التي تعيش بيننا او نحن نعيش بينها! فالفئة الطيبة المسالمة من النساء بحمد الله هي ( الاكثرية)، ولانها طيبة ومسالمة فالمجتمع يطالبها بالصبر والتحمل والسكوت عما يصيبها من ظلم اذا ما تعرضت للضرب المبرح والمستمر والاهانة من الرجل الذي يصول ويجول في البيت يسب ويضرب ويهين دون رادع، يستمد تلك التصرفات لاعتقاده أن صفة (ذكر) تتيح له ان يفعل ما يشاء! وبسبب معارك وبطولات هذا النوع المتسلط من الرجال أنشأت وزارة العمل مؤخرا ادارة عامة سمتها ادارة حماية (المرأة والطفل)، ورغم أن هذه الادارة تغلب عليها الناحية الادارية والتنظيمية إلا أن انشاءها وإن كان متأخرا هو امر جيد، هذا إذا ما عرفنا أن نسبة الايذاء الموجودة في المجتمع كبيرة سواء للمرأة او للطفل والتي لا يكتشف الكثير منها الا عن طريق بيانات اقسام الطوارئ في المستشفيات أو طلاب معقدون ومجروحون في المدارس! كثير من جرائم الاعتداء والايذاء لا يعلن عنها لأن الضحايا أنفسهم يعتقدون أن الايذاء سلوك اجتماعي عام بل ربما اعتقدوا انه من (خصوصيتنا) لكثرة ما نتكلم عن هذه الخصوصية التي تميزنا عن العالم!
انشاء ادارة بهذا المعنى على أهميته ربما لا يكفي لتخفيف المشكلة فلابد أن يتوازى مع استقبال الضحايا الذين غالبا لا يظهرون أنفسهم بحكم تقاليدنا الاجتماعية لابد أن تتوازى مع ذلك حملة يقوم بها خطباء المساجد وحملة اعلامية واسعة وأن يتم تهيئة المؤسسات التربوية للقيام بدور التوعية ايضا بهدف الوقاية من حدوث الايذاء سواء الجسدي أو النفسي او انتهاك الحقوق وألا يقتصر الجهد على التعامل مع الجريمة بعد وقوعها.
في كثير من الدول القانون يحمي الطفل حتى من ايذاء الوالدين ويقوم البوليس (بكلبشة) الاب الذي يقوم بالاعتداء البدني الوحشي والمستمر على الطفل وربما ابعد الطفل إلى أسرة بديلة اذا حكمت المحكمة بذلك.. الامر في مجتمعنا قد لا يصل إلى هذا الحد لكن الوقاية مهمة ومعرفة كل فرد حقوقه ومسؤولياته وماذا يمكن أن يفعل اذا حدث له الايذاء مهم جدا، حتى لا تصبح الادارة العامة للحماية الاجتماعية تتعامل وكأنها قسم استقبال الحوادث في أي مستشفى، بالتأكيد ان ما يحدث في المجتمع هو ما دفع إلى انشاء هذه الادارة ولكن الامر يحتاج إلى الابتعاد عن الاجراءات الروتينية وجعل هذه الادارة تسبق الحدث لا تأتي بعده فقط فالايذاء بمختلف انواعه ربما أنتج بعد ذلك أفرادا قد يعاقبون اسرهم او أفراد مجتمعهم عندما يجدون فرصة للقيام بدور غير دور الضحية الذي سبق أن مارسوه، إن من أهم خطوات هذه الادارة أن تعلن حقوق الجميع في العيش بسلام وتوزع ارقاما ثلاثية مثل ارقام الشرطة والدفاع المدني والاسعاف يسهل على الضحايا الاتصال بها إما للاستشارة أو لطلب النجدة !


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved