Sunday 30th May,200411567العددالأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

سامحونا سامحونا
هلال الداء والدواء
أحمد العلولا

من أجل الاستمتاع بحياة أفضل ينصح علماء الصحة النفسية بالاتجاه نحو مقومات بناء السعادة والابتعاد عن كل المؤثرات السلبية التي لا تجلب سوى المتاعب من ضغوط وقلق وتوتر ونحوها..
تلك التي تتربص بالإنسان وتفتك به شراً, وقد وصف خطرها بالأشد من الأمراض الجسدية!!
قالها الأطباء من قبل كوصفة ناجحة لايمكن تجاهلها.. وهي مطروحة بمثابة نصيحة معنوية بالمجان. ولا تدفع من جيبك ريالاً واحداً لشراء المهدئات من الأدوية.. بكلمة واحدة كانت هي.. اضحك.. ثم اضحك.. وأخيراً اضحك.. لما له من مفعول السحر في طرد الأمراض خاصة النفسية المتأزمة.
في هذا الصدد، أعرف شخصاً منذ فترة طويلة كان محروماً من الابتسامة.. تحسبه قلقاً من نهاره امتداداً بليله، مال للعزلة والانطواء.. قابلته بعد فترة غياب في الشارع، بادرته بالسلام وكنت أخشى عليه من الانصراف دون رد التحية من جانبه!!
لكنه هذه المرة كان على غير العادة.. إنساناً مختلفاً فهو ليس بتلك الصورة المعتادة.. وسبحان مغير الأحوال، لقد انفرجت أساريره، وبانت ملامح الضحكة ان لم تكن الفرحة على محياه!
قابلني بسعادة لا مثيل لها حيث عبر عن ذلك صراحة!
.. حاولت ان اكتشف متغيرات إيجابية في حياته كي أبارك له بها.. سألته إن كان قد قفز أكثر من مرتبة في وظيفته.. أو أن أحد أولاده قد ظفر بشهادة متقدمة.. فقال:لا هذا ولا ذاك!!
سألته بفضول هذه المرة: ما سر التحول المفاجئ في حياتك.. أدام الله البسمة والفرحة عليك وعلى الجميع؟
قال: سأكون صادقاً مع نفسي أولاً..
لعلك تعرف فريقاً (أزرق اللون) له صولات وجولات محلياً وخارجياً فاز بالكثير من البطولات التي لو (وزعت) على البقية لنال كل فريق سعودي بطولة، لكنه (تفرد) بها لنفسه و(حرم) الآخرين.. لقد أصابنا بالإحباط والملل والكراهية وساهم في نشر فكرة (المؤامرة).
.. لذا (لاتسكثروا) علينا الفرحة من خسارته بالخمسات.. فلها مذاق وطعم لا يشعر به إلا شخص مثلي (يكره) الهلال!! (وبجنون)!!
قلت: هل تؤكد ان الهلال كان سبباً في مشاعر الفرحة التي نلمسها لدى البعض وأنت أحدهم؟
قال: ابصم (بالعشرة)..(الشرقاوية والأهلاوية)
انني لم افرح في حياتي بمثل تلك الفرحة!!
** هذا هو الهلال الذي وصف من قبل بأنه قضية ان فاز وإن خسر.. جاء اليوم الذي يصبح فيه (دواء) للمحرومين من السعادة.. إذن فليخسر الهلال مرات ومرات إذا كان سبباً في نشر علامات الفرح وإضفاء السعادة لدى فئة وجدت في الهلال الداء والدواء... وسامحونا!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved