Sunday 30th May,200411567العددالأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

الطريق من الشرق إلى المجر الطريق من الشرق إلى المجر

هل يُعقل أن يكون المجر (الهنقار) قدموا من الشرق؟ وأن يكون لهم أصول شرقية؟
لقد أصدرت وزارة الخارجية المجرية سنة 1997م تقريراً بهذا الشأن بعنوان: (الطريق من الشرق إلى وطننا الحالي: ولادة الدراسات الشرقية - المجرية وإنجازاتها)، وقامت دار الفيصل الثقافية - المنبثقة عن مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية - سنة 1424هـ - 2004م بترجمة التقرير بعنوان (الطريق من الشرق إلى المجر..) وقام بالترجمة الأستاذ نعيم سعيد الغول، وراجع الترجمة العربية وعلّق عليها ووضع فهارس الترجمة الأستاذ عبدالرحمن محمد عمر العقيل.وجدير بالذكر أن الدكتور غيزا ميهالي السفير المجري السابق لدى المملكة، ومدير القسم العربي في وزارة الخارجية المجرية حالياً، وهو الأستاذ المتخصص في اللغة العربية، ويتحدث بها بطلاقة - قد قرأ الترجمة أيضاً وعدّل أسماء الأعلام حسب منطوقها في اللسان المجري، وللدكتور ميهالي محاضرة في الموضوع نفسه، ألقاها السنة الماضية في مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية، تحت عنوان (الاستشراق المجري والتحولات المعاصرة).
ويؤكد هذا التقرير ارتباط المجر (هنقاريا) بالشرق، فهو يبحث في أصل المجريين، ومن جهة أخرى يُسلِّط الأضواء على العلاقات الثقافية المجرية المشتركة القائمة مع العرب والأتراك والفُرس والصينيين والهنود واليابانيين (كل على حدة)، متتبعاً أقدم ما يتوافر من معلومات عن الاتصال الثقافي وروّاده وآفاق مستقبله، ومستعرضاً النشاط الثقافي المتبادل وبخاصة في الترجمة البينيَّة.لقد انطلق أسلاف المجريين (القبائل المجرية) من سهول جبال الأورال في آسيا، واختلطوا بشعوب من أقارب الفنلنديين، وذلك بين القرنين الخامس والتاسع من الميلاد، وتوجهوا إلى مشارف جبال القوقاز الشمالية حيث استقروا في حوض جبال الكاربات.وحاضر اللغة المجرية وبعض أدوات الزينة والاستعمال اليومي في حياة الإنسان المجري شاهدة على الأثر التركي والفارسي والعربي في حياة المجر، كما ان حضور المآذن والقباب والحمامات والمصنوعات الشرقية في حاضر المجريين شاهدة أيضاً على امتزاج الشرق بالمجر، أو المجر بالشرق.وللرحّالة والجغرافيين العرب أثر عظيم في متابعة حركة القبائل المجرية، والحديث عنهم وعن عاداتهم وواقعهم، ووصف بلادهم، والحديث عن علاقاتهم بالشعوب الأخرى، والمتتبع لكتب الجغرافيين والرحّالة العرب مثل: ابن رُسْته، والبَكري، والمقدسي، والبَلخي، وابن فَضْلان، وأبو حامد الغرناطي، وغيرهم يجد الحديث عن (المَجْغريَّة) و(الباشغرد) و(الهنكار)، وهم القبائل المجرية أو الهنقارية.وجدير بي أن أختم هذا الاستعراض السريع بما خُتمتْ به مقدمة الترجمة العربية (فعلى الرغم من الصلة القوية بين المجر والشرق، وكما يكشف عن هذا التقرير، إلا ان المعلومات العربية عن الجمهورية المجرية ضعيفة جداً!!) فمن الواجب على مراكز البحث العلمي التوجه إلى مثل هذه الدراسات الإنسانية، التي تُظهر ما بين شعوب العالم من علاقات قديمة، وقواسم مشتركة تكاد الحياة المادية المتسارعة المعاصرة أن تقصيها إلى حيث يلفّها النسيان.
** الطريق من الشرق إلى المجر: ولادة الدراسات الشرقية - المجرية وإنجازاتها.
** تقرير صادر عن وزارة الخارجية المجرية - بودابست (1997م)
** ترجمة نعيم سعيد الغول، راجعه بالعربية وعلّق عليه عبدالرحمن محمد عمر العقيل.
** الناشر: دار الفيصل الثقافية - الرياض 1424هـ


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved