Sunday 30th May,200411567العددالأحد 11 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

من رحلات الحج من رحلات الحج
مذكرات أحد أعيان الزبير عن رحلة الحجِّ سنة 1345هـ

من إنجازات دارة الملك عبدالعزيز الكثيرة سلسلة: كتاب الدارة، وقد صدر في الآونة الأخيرة العدد الرابع من هذه السلسلة وعنوانه: رحلة الحاج من بلد الزبير من العوام إلى البلد الحرام، وهو عبارة عن مذكرات شخصية لرحلة الحج التي قام بها سعد بن أحمد بن حماد الربيعة، وسجل فيها مذكراته اليومية خلال رحلته للحج من بلد الزبير، وقام حفيده سعود بن عبدالعزيز الربيعة بتحقيقها وإعدادها للنشر تحت إشراف دارة الملك عبدالعزيز، ويقع الكتاب المطبوع في 154 صفحة من الحجم الصغير، وفي إخراج أنيق وجذاب.
ومع أن تلك المذكرات يغلب عليها الخصوصية والاختصار الشديدين إلاَّ أن الدارة قد أحسنت صنعاً بإخراجها ونشرها لأهميتها كمصدر تاريخي محلي يصور رحلة الحج ببساطة وعفوية، ويسرد أسماء المواضع والموارد التي مرت بها القافلة، ويعطي وصفاً جيداً ومهماً لرحلة على ظهور الجمال، وما يتعرض له أولئك المسافرون من المشاكل المتمثلة في المعاناة المستمرة مع الصحراء ودروبها وأجوائها المتقلبة، ومواردها التي تصعب أحياناً وتسهل أحياناً أخرى.. كما أنه قد وصف تلك الموارد وصفاً جيداً، وخاصة من حيث عذوبة مائها أو ملوحته، ومن حيث غزارته أو قلته.. كما وصف معاناة الحجاج مع الجمال وما تتعرض له من صعوبات ومشاكل متنوعة كالجوع والعطش، والإنهاك والضياع ونحو ذلك، مما لا يعانيه مسافر المركبات الآلية في العصر الحاضر، ولا يتصوره.
ومما تضمنته تلك المذكرات بياناً دقيقاً لتحديد الزمن الذي تقطعه القافلة بين المواضع التي وردت في الرحلة.
ومن نوادر هذه الرحلة أيضاً أن صاحبها دوَّن مصروفاته اليومية خلال تلك الرحلة، وسماها مصاريف الحج، وهي قائمة طريفة لن يفهم محتوياتها ومسمياتها كثير من القراء الشباب، ومن ذلك على سبيل المثال: مرواب، وغزل للبطن، ومخراق ومجذاب، وهوادي، وحقة كنبار.. إلخ.
أقول: والبُطْن، (بضم الباء وإسكان الطاء)، جمع بطان، والمراوب نوع من الأواني لحفظ الطعام، والكنبار نوع من خيوط الخيش.. الخ.
ومع بساطة هذه المذكرات فقد تضمنت إشارات مهمة وشهادات صادقة على تحول الأحوال في الجزيرة من الخوف إلى الأمن، ومن الفوضى والحروب إلى الاستقرار واستتباب الأمن وخاصة في طرق الحج خلال سنة واحدة فقط من دخول الحجاز في التبعية السعودية.ومن الملاحظات التي أشار لها صاحب الرحلة إشارات عابرة إلى أن لا دلالات مهمة هو ما ذكره من تشدد الإخوان، في الهجر التي مرت بها القافلة بحيث إنهم كانوا لا يردون السلام على أصحاب القافلة، بل إن بعضهم كان يرد بعبارة: كفانا الله شركم.. وفي نظري إن ذلك التشدد الذي مارسه بعض جهلة البادية وإقصائهم للغير لم يلبث أن أدى إلى فتنة الإخوان.. وخروجهم على ولي الأمر خلال أقل من سنتين من تلك الرحلة.. والذي أعنيه أن التشدد هو التشدد في كل عصر ومصر، وما تمر به بلادنا اليوم من حوادث تعكر صفو أمننا واستقرارنا ليس إلاَّ نتيجة لفكر متشدد انغمس فيه فئة من جهال الأمة وأحداثها.وخلال قراءتي السريعة للكتاب سجلت بعض الملحوظات البسيطة التي لم يسلم منها الكتاب، ومن ذلك على سبيل المثال:
1 - ورد في الحاشية رقم (1) ص (73): المدرج: من أضم بمنطقة الليث في مكة.. إلخ.
والصحيح: أن المدرج التي مر بها المؤلف ليست المدرج التي أوردها الشارح، وإنما هي موضع على طريق الحاج النجدي شمالي الطائف ومكة ولا علاقة لها بمنطقة الليث.
2 - ورد في أول ص (74): وفي جهتها الجنوبية شجرة جمبرة عالية، وأرى أن ذلك تصحيف من الشارح لكلمة: جُمَّيزة، وهي شجرة معروفة في الحجاز.
3 - قال في ح (1) ص (92) في تعريف عسفان.. (... منهلة من مناهل الطريق بين الجحفة ومكة، وعسفان قرية جامعة بها منبر ونخيل ومزارع.. إلخ).
والصحيح: أن هذا تعريف قديم لعسفان، كان الأولى أن يشير المؤلف إلى عسفان اليوم بوصفها مدينة عامرة وبها مركز حكومي تابع لمحافظة الجموم التابع لإمارة منطقة مكة المكرمة.
4 - قال في ح (1) ص (92) في تعريف خليص: (خليص: حصن بين مكة والمدينة.. إلخ). وهذا تعريف قديم أيضاً، لم يعد مناسباً.
5 - قال في ح (1) ص (97) في تعريف الحساء: (... والحساء مياه لبني فزارة بين الربذة ونخل).
والصحيح: أن الحساء المذكورة في الرحلة هو الوادي الواقع غربي المدينة بينها وبين أبيار علي، ولا علاقة له بالربذة، ولا بوادي نخل، وقد أصبح اليوم من ضواحي المدينة المنورة.
6 - في ح (1) ص (106) قال في تعريفه لقرية الحليفة في منطقة حائل: (.. وسكانها آل جلدان من هيثم.. إلخ).
والصحيح: أنه ليس هناك قبيلة باسم هيثم.
هذا والله من وراء القصد.

فائز بن موسى البدراني الحربي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved