Tuesday 1st June,200411569العددالثلاثاء 13 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

هبة وطنية ضد الإرهاب هبة وطنية ضد الإرهاب
آل الشيخ: أعداء الإسلام استغلوا (الإنترنت) وضلال بعض أبنائنا أعطاهم الفرصة
وزير الشؤون الإسلامية يوجه بتشكيل فريق للرد على الأباطيل والشبهات التي تثار ضد الإسلام

* الرياض - الجزيرة:
وجّه معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد الشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ إلى مضاعفة الجهود لمتابعة ورصد جميع ما ينشر، ويكتب عن الإسلام ومصادر تشريعه: القرآن الكريم، والسنّة المطهرة, وسيرة النبي صلى الله عليه وسلم في وسائل الإعلام المعادية من خلال فريق عمل من المختصين في الوزارة والمؤسسات والهيئات الخيرية والدعوية، يقوم بتفنيد تلك الأباطيل، والرد عليها وفق منهج علمي رصين، مسترشداً بالدليل من الكتاب والسنّة، وأقوال العلماء الربانيين، وطلبة العلم والدعاة المعروفين بسعة العلم، وغزارة الثقافة في العلوم الدينية والدنيوية.
وقال معاليه - في تصريح صحفي بمناسبة تزايد الحملات الشرسة ضد الإسلام والمسلمين، والطعن في القرآن الكريم وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم - : إن المملكة العربية السعودية ممثلة في وزارة الشؤون الإسلامية سخرت إمكاناتها لمواجهة أعداء الإسلام والمسلمين الذين يهاجمون، ويطعنون في دستور الأمة (القرآن الكريم)، و(السنّة النبوية المطهرة)، والتشويش على سيرة النبي صلى الله عليه وسلم.
وأبان معالي الشيخ صالح آل الشيخ أن الوزارة ماضية في إعداد مجموعة من الخطط والبرامج الهادفة إلى مواجهة تلك الهجمة الشرسة التي يشنها أعداء الإسلام، ويستخدمون فيها وسائلهم الخبيثة للهجوم على الإسلام وأهله، وكتاب الله تعالى، وسنة المصطفى عليه السلام، وفي مقدمة تلك وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة، ومواقع (الإنترنت).
وأفاد معاليه أن الوزارة تواصلت في هذا الإطار مع مثيلاتها من وزارات الشؤون الإسلامية في الدول العربية والإسلامية، وكذا الهيئات والمنظمات والمراكز الإسلامية في مختلف أنحاء المعمورة للتنسيق معهم، واتخاذ المواقف الجادة والمخلصة والملتزمة بمنهج علمي للتصدي لتلك الحملات من خلال الحوار البناء مع أصحاب الفكر والقلم العقلاء من غير المسلمين، لبيان حقيقة الإسلام، وتعاليمه السمحة التي بواسطتها وبالتزامهم بها ساد المسلمون العالم في عقود مضت.
وفي هذا السياق، أعاد معاليه التذكير بما تعرض له الإسلام في عصور مضت من هجمات على أهله، والطعن في القرآن الكريم، والسنّة والسيرة النبوية المطهرة، وقال: ما أشبه اليوم بالبارحة في كثرة المعاداة للقرآن الكريم وأهله، فمن طاعن في القرآن بأنه هو الذي يولد الإرهاب، ومن طاعن في القرآن الكريم بأنه أحد أسباب التخلف، وعدم الأخذ بركاب المدنية.
وأكد معاليه أن القرآن الكريم ضد الإرهاب والغلو بجميع أنواعه. ويقر حقوق الإنسان الحقيقية، قال الله تعالى: (ولقد كرمنا بني آدم وحملناهم في البر والبحر ورزقناهم من الطيبات وفضلناهم على كثير ممن خلقنا تفضيلا)، وكتاب الله العزيز يدعو أيضاً إلى انفتاح مأمون على أنواع المدنية وأنواع الإصلاح وفق الضوابط والأصول العظيمة التي لا حياد عنها لأن القرآن باق إلى قيام الساعة وهو الصالح لكل زمان ومكان وإن من لوزام الناس في أخذهم للقرآن أن يكونوا متجددين بتجدد القرآن الكريم إلى قيام الساعة، وألا يكونوا سبباً في إعاقة إيصال هداية القرآن إلى النفوس.
ورأى معاليه أن من الوسائل الناجعة لمواجهة تلك الحملات والقائمين عليها أن تكون مواجهتم في نفس الوسائل التي يستخدمونها، وبخاصة وسائل الاتصال الحديثة، منها مواقع الإنترنت وصفحاتها، ملاحظا معاليه أن معظم هذه الحملات زادت بعد أحداث الحادي عشر من سبتمبر 2001م حيث استغلت تلك المواقع للهجوم على دستور الأمة (القرآن الكريم) وعلى الرسول صلى الله عليه وسلم وسيرته العطرة.
وفي الإطار ذاته تناول معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة والإرشاد ما تتعرض له السنّة المطهرة والسيرة النبوية من هجوم وطعون قائلاً: إن هذه السنة الممثلة في أقوال النبي صلى الله عليه وسلم وأفعاله وتقريراته وسيرته، بل الممثلة في دين الإسلام هوجمت وواجهتها التحديات والصعوبات مع ذلك أعلى الله لها مناراً, وأخمد جل جلاله لأعدائها ناراً.
واستطرد معاليه موضحاً أن طاعة الرسول صلى الله عليه وسلم هي طاعة ما أمر به ونهى، وما وجه إليه, وأرشد في حياته، أو في سنته بعد وفاته, فإن السنة محفوظة بما نقله الخيرة العدول من صحابته والتابعين لهم إلى أن دونت الكتب من الصحاح، والسنن، المسانيد وغيرها، وضاقت صدور بهذه السنة، فجابهها فئات في تاريخ الإسلام، فجابهها غير المسلمين بالنقض بها، والنقص فيها، والقدح فيها، والتشكيك، وجابهها فئات منتسبة إلى الإسلام ممن يسمون بالعقلانيين، وأشباههم، فطعنوا في السنّة تارة إما في متونها، وإما في أسانيدها، بل تجاوز ذلك إلى أن طعن في عدد من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم الخيرة الذين نقلوا سنته عليه الصلاة والسلام كأبي هريرة رضي الله عنه وكغيره، واستمرت الطعون، وأصبحت هجمات كبيرة تتعرض لها، وخاصة في وسائل الإعلام العالمية التي دأبت على شن الهجوم، والطعن في المملكة بسبب تمسكها بكتاب الله، وسنة النبي صلى الله عليه وسلم، مؤكداً معاليه أن السنة إن شاء الله منصورة يحميها العلماء ويحميها في كل بلد إسلامي علماء أجلاء يحرصون على نشر الخير، ونشر هذه الهداية، لأن الدفاع عن السنة واجب علينا في كل حال وأوان.
وأبرز معالي الوزير آل الشيخ أن المملكة اعتنت بالسنة النبوية، واعتنت بسيرة المصطفى صلى الله عليه وسلم، فسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ضياء نقتفي أثره، وينير لنا الدرب في ظلام يتجدد حينا بعد حين، لافتاً النظر إلى أن المملكة بتوجيهات ولاة الأمر فيها برفع راية العناية بالسنة النبوية وبسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام نشراً للهداية، واستمساكاً بالحق، ورأفة بالضال، وهداية للخلق مهما خالف المخالفون، مبيناً معاليه أن السنة النبوية هي الداعية إلى كل خير لو أخذنا بها تماماً، وأخذ بها المصلحون لعلموا أنها هي التي تكفل الله جل جلاله بنصرها، ونشر هدايتها، لأن السنة النبوية هي الحربة في وجه المشككين في الإسلام، والسنة النبوية هي السيف القاطع للغلاة الذين جاؤوا فطعنوا هذه البلاد، وطعنوا في الكثير من بلاد المسلمين، كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في شأنهم إنهم يقتلون أهل الإسلام.
وقال معاليه: إن هذه السنة إذا نشرنا هدايتها بفهم صحيح متوسط معتدل هي التي تردع أولئك الغلاة، الذين استباحوا الدماء، واستباحوا الأموال، واستباحوا الأعراض، وانتهكوا الأمن وحاربوا الله جل جلاله وحاربوا الرسول صلى الله عليه وسلم، قال تعالى: (ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم). وقال تعالى: (وإذ قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون) فما أشبههم بهؤلاء.
وشدد معاليه على أن الواجب نصرة السنة ومواجهة فئة المشككين في السنة، وفئة الذين يقدحون فيها, وفئة الذين يطعنون في متونها، وفي أسانيدها وفي صحابة النبي صلى الله عليه وسلم وفي رواة الحديث، والذين يطعنون في كتب السنة المعتمدة وأهلها، والدفاع عن ذلك واجبنا جميعاً، كما هو واجب متبع في دولة السنة والإسلام، وواجب جميع دول الإسلام.
ولفت معالي رئيس المجلس التنفيذي لمؤتمر وزراء الأوقاف والشؤون الإسلامية في دول العالم الإسلامي النظر إلى أن تلك الأراجيف والأباطيل عن عقيدة المسلمين ودستورهم، وسنة نبيهم صلى الله عليه وسلم تصاعدت في السنوات القليلة الماضية مع ظهور الأفكار والأقوال والآراء المنحرفة لبعض أبناء المسلمين الذين شط بهم تفكيرهم عن جادة الحق والصواب، وهداية الله مما أعطى مجالاً أوسع لأعداء الإسلام لمحاولة النيل من المسلمين، وتشويه صورة الإسلام، والطعن في القرآن الكريم، والتشكيك في سنة المصطفى صلى الله عليه وسلم، تعالى الله عما يقولون علواً كبيراً.
وشدد معاليه التأكيد على أهمية تعاون الوزارات والهيئات، والجامعات، والمؤسسات الخيرية والعلماء والدعاة، وطلبة العلم في مواجهة تلك الهجمة الشرسة, وقال: يجب أن يتعاون الجميع على رد الشبه والأباطيل، وأن نكون مؤثرين بالمنهج الوسط، وأن نعلم في التأثير بالكلمة والقلم، وألا نكون متفاعلين مع الأمور بطريق الخطأ كأن نكون مغالين في الأمور.
وأضاف معاليه أن الظروف الراهنة صعبة حيث استغل الأعداء كافة إمكاناتهم للنيل من العقيدة الإسلامية وأهل الإسلام، مما يتطلب من الجميع الشعور بالمسؤولية، والوقوف بحزم مع ما تقتضيه الظروف، حاملين للأمانة والمنهج الصحيح وعقيدة أئمة السنة والجماعة بحق، وأن نكون خير مؤتمن على ذلك.
واختتم معاليه تصريحه قائلاً: إن من الجهود الظاهرة في مواجهة تلك الحملات قيام الوزارة بتنظيم ندوتين، الأولى في العام الماضي 1424هـ في مكة المكرمة: (أثر القرآن الكريم في تحقيق الوسطية والاعتدال)، والثانية بعنوان: (عناية المملكة العربية السعودية بالسنّة والسيرة النبوية) في هذا العام 1425هـ، حيث شارك في الندوتين علماء وباحثون ومتخصصون من داخل المملكة وخارجها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved