Tuesday 1st June,200411569العددالثلاثاء 13 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أمريكا.. أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب!!! أمريكا.. أسمع كلامك أصدقك أشوف أمورك أستعجب!!!
هيفاء الشلهوب/ الجزيرة

لست بمحللة سياسية ولا خبيرة عسكرية ولا مسؤولة أمنية ولكنني مواطنة عربية يتفطر قلبها ألما أمام شاشات التلفاز في كل دقيقة وتذوب دمعتها في حرارة الوضع المرير في عالمنا العربي.
أما ما عنونت به كلامي فهو مثل عامي نستخدمه في حياتنا اليومية لكل من يقول ولا يفعل، نطلقه على من يتشدق بطيب الأفعال وهو أبعد ما يكون عنها وهذا هو الحال مع الدولة العظمى ملكة الديمقراطية ومتبنيتها، فرحنا واستبشرنا حين سمعنا ما أطرب اذاننا من جمل رنانة مغناة على لحن الديمقراطية وقصائد مقفاة نظمت على أوزان الحرية، وفجأة أصبح الغناء بكاء والألحان أحزانا والحرية شعارات جوفاء وطرق رصفتها الدماء.
كان الدخول لبغداد يحمل هدفا ساميا ونبيلا ألا وهو الخلاص من طاغية فإذا بمن دخل.. يزرع على أرضها آلاف الطغاة!!!!!؟؟؟؟؟
نسمع الكلمات ونستمع للمبررات.. ولكن كيف نقتنع بعكس ما تراه أعيننا وما تشهده أنظارنا من قتل ودمار واحتلال واستحلال ونهب وسلب وتشتيت وتفتيت واعتقال ومهانة وانتهاك للحرمات وامتهان للإنسانية.
فليس أبلغ من الكلام إلا الصور.. شاهدها العين ومؤيدها القلب...
هل تقوم الحرية والديمقراطية على أنقاض البيوت وهدم المرفقات واعتقال الشباب والبنات وترميل الزوجات.. هل تقوم على أدمع اليتامى وبكاء المفجوعين؟؟!! هل تقوم على إدانات وتنديد وبقاء غير شرعي؟؟
هل تقوم على احتلال في دولة ومحاربة دول وترك دولة مستحلة تقوم بما يحلو لها وسط مباركة شاملة وصمت مدقع عن أبشع الممارسات في حق أصحاب الحق..
فما الحال في فلسطين إلا شاهد على بعد الديمقراطية والحرية عن ما يدعي به وينادى إليه.. فلا خارطة طريق ولا أرض مقابل سلام ولا انسحاب وتراجع!!!
وما يحدث في العراق ما هو إلا تأكيد على بعد القول عن الفعل.. فأين عراق الحرية واين بغداد السلام.. اين هو الفجر الجديد وأين خيوط الشمس الذهبية بعد ظلام صدام؟؟
أنا المواطن العربي البسيط.. المسلم الصادق الأمين على دينه وعلى وطنه المحافظ على هويته.. تزيد قناعتي في حكامي حين أرى وأعيش ما يفعلونه لي ولوطني ويزيد تمسكي فيهم حين ألمس جهودهم في تقديم ما هو صالح لي ولأولادي ويكبر حبي لهم في كل نبضة قلب ومع شروق كل شمس..
وبقدر الثوابت في داخلي لهم يزيد اهتزاز المثل لغيرهم.. فمنادي الحرية مغتصبوها.. وداعي السلام محاربوه.. والباحثون عن حقوق الإنسان اهانوه.. ومن يدعون انهم بلسم الجرح أوجدوه..
وما (غوانتانامو) و (سجن ابو غريب) و (غزة فلسطين) الا شاهد على عصر الاقوال لا الافعال. فإلى متى نغفو على كلمة ونصحو على اغتراب للحلم القصير في ايجاد سلام عادل ودائم لكل مهجر ومشرد ومنهوب حق ومسلوب وطن..
الى متى نقول سمعنا وما رأينا يا داعية السلام.. امريكا.. اسمع كلامك اصدقك اشوف امورك استعجب!!!!!!!!!!!!!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved