نوازع
هؤلاء الضالون!
د. محمد بن عبد الرحمن البشر

يتحدث الناس كثيراً في مجالسهم عن هؤلاء الضالين الذين روَّعوا البلاد والعباد، وتباينوا في وجهات نظرهم حول أهدافهم وأعدادهم ومن وراءهم، كما تباينوا في أسباب جنوحهم، وثقافتهم وغير ذلك مما يدور حولهم.
أجمع الكثير على أن ما يقوم به هؤلاء الضالون هو أقرب إلى الجنون الفكري منه إلى ثقافة بعينها، وأن الوصول إلى تلك الدرجة من الجنون الفكري لا يمكن أن تتأتى دون منهج فكري يصل بالمرء إلى تلك الدرجة من الجنون، ويبدو أن ذلك المنهج الفكري قد تكون خلال حقبة معيَّنة من الزمن أثناء الحرب الأفغانية، ثم ما لبث أن تحول إلى جنون فكري فيما بعد أصبح يظهر بين الفينة والأخرى في البلاد الإسلامية.
لقد حرص البعض من ذوي المرامي والأهداف على استغلال ذلك الجنون الفكري لنيل المبتغى، وتجنيد هذا العدد المحدود من المجانين فكرياً، مستفيداً من الظلم الظاهر البيِّن الذي تتعرض له الأمة الإسلامية في فلسطين وغيرها من دول العالم الإسلامي.
أجزم أن عدد هؤلاء الضالين محدود جداً، وأنه أصبح من العسير عليهم تفريخ نشء جديد يؤمن بفكرهم، أو يسلك مسلكهم. وحتى إن بدا للبعض أن هناك من قد ينظر إليهم نظرة يشوبها التبرير، فالفاعل قليل جداً، والاستجلاب أقل، ولهذا فهذه ظاهرة يبدو أنها في طريقها للزوال كما حدث في دول أخرى اكتوت بنار هذا النوع من السلوك الضال، الجنون الفكري المستغل جعل هؤلاء الضالين، والذين استغلوهم يقتلون البريء من مواطن ووافد، فمن خلال الجنون الفكري يموت هذا الضال، ولتحقيق غاية المستغل تنفذ الأفعال، ويستهدف بريء جاء من بلده بطلب منَّا ليشارك في مسيرة التنمية التي يستفيد منها الضال وأسرته. وعلينا أن نتفهم شعورنا لو أن السعوديين تم استهدافهم من قبل مواطني دول أخرى أثناء إقامتهم فيها.
لم نسمع أن أحداًَ قد تجاوز الأربعين قد شارك في مثل هذه الأفعال الدنيئة لكننا سمعنا عن من تجاوز الأربعين وسعى في التأليب والتشجيع من خارج البلاد وداخلها.
الإسلام الحق دين التسامح والمحبة والإخاء، ومخلبة للبشرية جمعاء، والمسيحية الحقة التي أرسل الله بها موسى عليه السلام، ووردت في نصوص الإنجيل الصحيح، هي رسالة الله التي تتضمن خير البشرية جمعاء، واليهودية الحقة التي أرسل الله بها موسى عليه السلام، ووردت في نصوص التوراة الصحيحة، هي رسالة الله التي تتضمن خير البشرية جمعاء، ولهذا وجب علينا نحن المسلمين أن نؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله، لأنها من عند إلهٍ واحدٍ لا شريك له.
لقد بُليت البشرية بالكثير من المتطرفين من عقائد مختلفة، أكثروا الفساد، وسعوا في دمار الأرض بدل إصلاحها، مدفوعين بأيدلوجيات متطرفة لا تمت للقيم الإنسانية بصلة.
وستظل الحرب بين الخير والشر قائمة على وجه هذه الأرض لكنها تشتعل تارة وتخبو أخرى، وتمتد في سعيرها سنوات، أو تخبو سنوات.
غير أن درجة فتكها تختلف باختلاف الزمان، وزماننا هذا يضم بين جنبيه وسائل دمار فتَّاكة، استغلها المتطرفون والضالون للدمار، فكان أثرها أكثر ألماً، وجرحها أكثر نزفاً.
حمى الله هذه البلاد والعالم أجمع شر الضلال والتطرف وأدام علينا الأمن والأمان.