Friday 4th June,200411572العددالجمعة 16 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مركز الملك فهد .. أنموذج رائد للعطاء الخيري مركز الملك فهد .. أنموذج رائد للعطاء الخيري
د. عبد الإله ساعاتي

بدعوة كريمة من الصديق الأستاذ صالح آل الشيخ المدير التنفيذي لمركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال ومركز الأبحاث، زرت هذا المركز المنجز الحضاري الرائد المتخصص في معالجة الأطفال الأبرياء من الداء الخطير، وألفيته يضاهي ما هو موجود في العالم المتقدم طبياً.
بل ليس من الغلو القول بأنه لا يقل كثيرا عن مركز (سانت جود) الطبي الأمريكي الأشهر على مستوى العالم.
وعند الحديث عن مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال لابد لنا أن نذكر بالتقدير الموقف الكبير والعطاء السخي لمعالي الدكتور ناصر الرشيد الذي قام بإنشاء هذا المركز على نفقته الخاصة، حيث بلغت التكلفة الإجمالية للمركز (400) مليون ريال، جعل الله ذلك في موازين حسناته.
وهي مناسبة ندعو فيها أصحاب المال ورجال الأعمال ومحبي البر والإحسان للمساهمة الخيرية في المجالات الصحية.
ففي دول العالم المتقدمة نشاهد المستشفيات الخيرية والمراكز الطبية كجزء هام في منظومة القطاع الصحي بتلك الدول.
وأستطيع القول في ظل المعطيات القائمة إننا بحاجة ماسة لمثل هذه المشاريع الخيرية الصحية ففي ذلك نفع كبير للمسلمين وتلبية لاحتياجاتهم في أثمن ما يملكون (صحتهم)، فهذه المشاريع من أعظم المشاريع الخيرية الرابحة بإذن الله تعالى.
ولقد شيد المركز وفق أحدث المعايير الطبية الدولية المتخصصة، وزود بأحدث ما أنتجته صناعة التقنية الطبية في هذا المجال.
ولكن المركز بعد انتهاء تشييده وتجهيزه وبعد أن أصبح جاهزاً للتشغيل في عام 1990م، ظل موصداً لم يتم تشغيله على مدى سبع سنوات كاملة. حتى جاء الدكتور أنور الجبرتي واتخذ في 1997م قرارا رياديا بتشغيل المركز وتحمل مستشفى الملك فيصل التخصصي مهمة تشغيله وعبء ميزانيته، واختار أخي صالح آل الشيخ مديراً تنفيذياً له. وتواصلت الجهود في هذا المركز الطبي الإنساني المتميز حتى وصل إلى هذا المستوى المتقدم.
يقول الأستاذ صالح آل الشيخ: لقد كانت هناك حاجة ماسة لهذا المركز، كان طفل مريض يموت يومياً وهو ينتظر دوره في الحصول على سرير في مستشفى الملك فيصل التخصصي، نظرا لقلة عدد الأسرّة والأجهزة الخاصة بالأطفال وكثرة عدد المرضى. وجاء المركز ليفرج هموم أهالي المرضى ويقدم بلسم الشفاء للمرضى بإذن الله تعالى.
لقد استقبل المركز منذ افتتاحه أكثر من (61) ألف حالة، واليوم يغطي المركز (70%) من الأطفال المرضى على مستوى المملكة، ويستقبل نحو (750) مراجعا شهرياً.
ولقد حقق المركز إنجازا هائلا حين بلغ نسبة (75%) في شفاء المرضى - ولله المنة - فهذه النسبة العالية وضغت المركز في المستوى الثاني على مستوى العالم من حيث نسبة الشفاء.
ولقد أسعدني الاطلاع على مشروع التوسعة الجديدة للمركز والتي ستنتهي - إن شاء الله تعالى - بزيادة السعة الاستيعابية للمركز ينسبة (70%) لقسم التنويم و(45%) لقسم العلاج اليومي وغرفتي عمليات وقسم خاص للترفيه، الأمر الذي سيجعله بإذن الله تعالى في مقدمة المراكز الطبية المتخصصة في علاج أورام الأطفال وأبحاثها على مستوى العالم.
والواقع أن مركز الملك فهد الوطني لأورام الأطفال يعد نموذجاً مشرقاً لصورة التفاعل المثمر بين القطاع الحكومي والخاص - على وجه العموم - وبين هذين القطاعين في المجال بصفة خاصة.
وهو كذلك تجسيد لما يمكن أن يصنعه العمل الخيري من إنجاز ريادي وفعل حضاري يشع رحمة وعلاجا وخيرا، ليمثل صدقة جارية مستمرة بإذن الله تعالى.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved