Friday 4th June,200411572العددالجمعة 16 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

رسالة «المحبين» إلى جنودنا المجاهدين رسالة «المحبين» إلى جنودنا المجاهدين

تعليقاً على متابعات وتغطيات (الجزيرة) للأحداث الاجرامية التي تقوم بها الفئة الضالة أقول إلى جنودنا المجاهدين والمرابطين على الثغور حفظهم الله من كل سوء ومكروه.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:
إن القلم ليقف والكلمات لتعجز عن ان تصف لكم مشاعرنا تجاهكم، انتم يا حراس البلد والدين، فكم ليلة سهرتم لننام آمنين، وكم تعبتم لكي نبقى مرتاحين، وكم وقفتم في حر الرمضاء، ولفح الشتاء على الثغور لتحموا حرمات المسلمين، ومهما قلنا وفعلنا فلن نوفيكم حقكم علينا، ولا نملك إلا أن نسأل الله ان يحفظكم في كل وقت وحين، وان يكفيكم شر المجرمين والمفسدين وان يجزيكم عنا خير الجزاء وان يتقبل قتلانا وقتلاكم من الشهداء، وان يعجل لجرحانا وجرحاكم بالشفاء، إنه سميع مجيب الدعاء.
ايها الجنود المجاهدون، لا شك ان ما نعيشه عموماً وتعيشونه خصوصاً في هذه الأيام بسبب هذه الشرذمة الضالة، ليتطلب منا ان نقف صفاً واحداً، لنجاهد في سبيل الله ضد هؤلاء المفسدين، الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون لذلك احببنا ان نذكركم بما لا يخفى على امثالكم، من باب المناصحة بين الاخوان كما امر الله ورسوله بذلك فياجنودنا الأبرار:
أولاً: وقبل كل شيء عليكم ان تستحضروا النية، وذلك بأن تحتسبوا عملكم هذا عند الله وتستحضروا ان عملكم هذا لأجل حماية الدين، وحماية المسلمين، وبلاد التوحيد، فإن الأجر لا يحصل إلا بالنية الحسنة، كما قال صلى الله عليه وسلم: (إنما الأعمال بالنيات) واعلموا - وفقكم الله - انه لا يضر الواحد منكم ان يضيف إلى ذلك نية تحصيل رزقه وقوت عياله، فإن ذلك كله مما يحبه الله ويرضاه.
ثانياً: تذكر أخي الجندي المجاهد انك حين تقف في وجه هؤلاء، انما تقف لتحمي دولة الإسلام وبلاد التوحيد، فأي بلد على وجه الأرض اليوم يدعو إلى التوحيد والسنة وينهى عن الشرك والبدعة، إلا هذا البلد، وأي بلد على وجه الأرض اليوم يحكم بشرع الله، وأي بلد على وجه الأرض يدّرس الدين في مدارسه وجامعاته إلا هذا البلد، وأي بلد على وجه الأرض اليوم يرسل ابناءه إلى الداخل والخارج للدعوة إلى الله إلا هذا البلد، وأي بلد على وجه الأرض اليوم يوجد عنده جهاز كامل للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلا هذا البلد، وأي بلد... إلخ من النعم الدينية والدنيوية التي أنعم الله بها على هذا البلد، والتي لا توجد مجتمعة عند غيره.
وليس معنى ذلك ان هذا البلد كامل أو معصوم، كلا والله، فعندنا نقص، وعندنا تقصير، وعندنا اخطاء، ولكن تصحيح الخطأ ليس بقتل الأبرياء الذين لا ذنب لهم، ولا بسفك الدماء، ولا باتلاف أموال الناس، بل بالمناصحة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، بالطرق الشرعية، وأكبر مثال على هذه الطريقة علماء هذا البلد، ومنهم شيخنا ووالدنا الإمام عبدالعزيز بن باز - رحمه الله - فقد كان ينصح ويوجه ويأمر بالمعروف وينهى عن المنكر، بالحكمة والموعظة الحسنة، ولم نسمعه في يوم من الأيام هدّد او توعّد بالتفجير أو التخريب، بل كان يدعو لولاة الأمر بالصلاح والهداية والتوفيق، لأن ذلك هو منهج أهل السنة والجماعة، كما روى البخاري ومسلم، قال صلى الله عليه وسلم: (إنكم ستلقون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها، قالوا يا رسول الله: فماذا تأمرنا؟ قال : تؤدون الحق الذي عليكم وتسألون الله الحق الذي لكم، وفي رواية قالوا: أفلا نقاتلهم، قال: لا ما أقاموا فيكم الصلاة).
فالثبات الثبات، والله معكم ويدافع عنكم كما قال سبحانه وتعالى: {إِنَّ اللّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَواْ وَّالَّذِينَ هُم مُّحْسِنُونَ}.
ثالثاً: أخي الجندي المجاهد والمرابط، هل تعلم ان عملك من الجهاد في سبيل الله فأي جهاد أعظم من حماية بلاد التوحيد، وأي جهاد أعظم من حماية الآمنين من عبث المفسدين، لذا قال سماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز في فتاويه (18-252) (عمل المتطوعين في كل بلد ضد الفساد مع رجال الأمن يعتبر من الجهاد في سبيل الله، لمن اصلح نيته، وهو من الرباط في سبيل الله، لأن الرباط هو لزوم الثغور ضد الأعداء، وإذا كان العدو قد يكون في الباطن، واحتاج المسلمون ان يتكاتفوا مع رجال الأمن ضد العدو الذي يخشى ان يكون في الباطن، يرجى لهم ان يكونوا مرابطين ولهم أجر المرابطة لحماية البلاد من مكائد الاعداء الداخلين) انتهى كلامه.
وهل تعلم انك إذا قُتلت - لا قدر الله - اثناء مواجهة هؤلاء الأعداء انك بإذن الله من الشهداء، فقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم ان هؤلاء المفسدين سيخرجون فقال: يخرج أناس يحقر أحدكم صلاته إلى صلاتهم وصيامه إلى صيامهم وقراءته إلى قراءتهم - يعني انهم يكثرون من الصلاة والصيام وقراءة القرآن - ثم قال صلى الله عليه وسلم، يقتلون أهل الإسلام ويدعون أهل الأوثان، طوبى لمن قتلهم أو قتلوه - يعني بشرى من النبي صلى الله عليه وسلم بدرجة عظيمة في الجنة لمن قتلهم أو قتلوه، وقال صلى الله عليه وسلم عن هؤلاء : (لإن أدركتهم لاقتلنّهم قتل عاد) يعني انه لو أدركهم صلى الله عليه وسلم لاستأصلهم وأبادهم، فاثبت ثبتنا الله واياكم على الحق.
وسئل الشيخ ابن باز - رحمه الله تعالى في فتاويه - (4- 410) هل يعتبر شهيداً من قُتل من رجال مكافحة المخدرات عند مداهمة اوكار متعاطي المخدرات ومروجيها؟ فأجاب:(لا ريب ان مكافحة المسكرات والمخدرات من اعظم الجهاد في سبيل الله، ومن أهم الواجبات التعاون بين افراد المجتمع في مكافحة ذلك، لأن مكافحتها في مصلحة الجميع، ولأن فشوها ورواجها مضرة على الجميع، ومن قتل في سبيل مكافحة هذا الشر وهو حسن النية فهو من الشهداء) انتهى كلامه.
ومعلوم أن هؤلاء الخوارج اعظم إثماً، وأكبر خطراً على الإسلام والمسلمين من مهربي المخدرات، وهذا باجماع أهل السنة كما ذكر ذلك ابن تيمية وغيره.
رابعاً: أخي الجندي المجاهد اياك ان تتردد في الوقوف في وجه هؤلاء المفسدين، ولا تشك من اجل انهم - كما يزعمون - يريدون الاصلاح، بل هم المفسدون، ولكن لا يشعرون وقال سبحانه: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ وَإِذَا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيِهَا وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللّهُ لاَ يُحِبُّ الفَسَادَ وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ}، وهذا إمام أهل السنة في زمانه الشيخ ابن باز لم يلتفت إلى كلام هؤلاء وأمثالهم، بل رد عليهم ودعاهم إلى التوبة والرجوع إلى الله تعالى فقال في فتاويه (9-100) (هذه النشرات التي تصدر من الفقيه، او من المسعري، أو من غيرهما من دعاة الباطل ودعاة الشر، يجب القضاء عليها واتلافها وعدم الالتفات إليها ويجب نصيحتهم وارشادهم للحق، وتحذيرهم من هذا الباطل ولا يجوز لأحد أن يتعاون معهم في هذا الباطل، ونصيحتي للمسعري والفقيه وابن لادن وجميع من يسلك سبيلهم أن يدعوا هذا الطريق الوخيم، وأن يعودوا إلى رشادهم، وأن يتوبوا إلى الله مما سلف منهم). انتهى كلامه.
خامساً: إياك ثم إياك ان تستمع لاصحاب الأفكار المشبوهة اذناب الغرب الذين يصطادون في الماء العكر، والذين يريدون ان يستغلوا هذه الأحداث للطعن في الدين وأهله، فأرادوا أن يصوروا للناس ان هذه الأحداث بسبب تمسكنا بديننا، وبسبب الصالحين - أو كما نسميهم المطاوعة - أنهم هم السبب بلا استثناء، وهذا كذب وافتراء، فإن كثيراً من أهل الدين والصلاح كانوا ولا زالوا ولله الحمد يقفون في وجه هؤلاء المفسدين، ويردون عليهم، كعلمائنا ابن باز وابن عثيمين وآل الشيخ والفوزان وغيرهم، وهؤلاء العلماء هم خيرة أهل الدين والصلاح، ثم إن هؤلاء المفسدين والمخربين، خرجوا في زمن الصحابة فهل كان السبب هم أهل الدين والصلاح في زمن الصحابة؟ بل الصلاح والتقوى والاستقامة بالمعنى الحقيقي والصحيح هي سبب الأمن في الدنيا والآخرة، كما قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُواْ الصَّلاَةَ وَآتَوُاْ الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ} وقال تعالى: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} ، وقال سبحانه: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا}، فالواجب علينا جميعاً ان نكون من أهل الصلاح والتقوى، وان نعود إلى ربنا فإن ذلك من أعظم اسباب امننا، كما ان المعاصي سبب لفقده كما قال تعالى: {وَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ عَتَتْ عَنْ أَمْرِ رَبِّهَا وَرُسُلِهِ فَحَاسَبْنَاهَا حِسَابًا شَدِيدًا وَعَذَّبْنَاهَا عَذَابًا نُّكْرًا}.
حفظ الله عليك دينك وروحك وابقاك ذخراً للإسلام والمسلمين، ورد كيد عدوك وعدو الدين إلى نحره، وكفانا الله وإياكم شره، إنه سميع مجيب الدعاء، وآخر دعوانا ان الحمد لله رب العالمين.

حمد بن عبدالعزيز العتيق
مدير المكتب التعاوني للدعوة بالرياض بحي العزيزية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved