Sunday 6th June,200411574العددالأحد 18 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أكبر من الحب أكبر من الحب
البندري بنت عبدالعزيز

كتبت لك فلسعتني كلماتي قبل أن تخرج من فرن قلبي وأضعها في سلال سطوري لترى النور وتتناولها الأيدي.. لا أجيد نظم القوافي ولا تنميق العبارات، ولكني أحس بعذاب كبير ليتني أصفه.. هذا العذاب المتجدد دائماً والمتجذر.. كل يوم أراه بثوب جديد وبعذاب أكبر من حروفي ومن عباراتي ومن كل أحاسيسي.. هذا العذاب شلّ قلمي وأخرس كلماتي فأصبح في قلبي لغة لا تكتب، ودموعاً تبكي الدموع.. أردت أن أحقق أمنية قلبي فإذا بك أمنية كل ذرة من كياني.. اختصمت فيك وخاصمتني فيك كل الحواس.. كل حاسة تقدم الحجج والبراهين في حبك وأكون جانية لو فضلت حاسة على حاسة.
أحبك أكبر من الحب، وأحبك وأحب فيك كل الحب.. أنت الأصل وما حولي صورة وولائي لك كولاء الجذور للنبتة والأرض للجذور.. أصبح جسدي بذورا تثمر بحبك في كل الظروف وأنت الوحيد الذي يرميها بالحجارة منذ أن أحببتك أصبحت نهرا للدموع.. من فيض دموعي ارتوت الصحارى وأنبتت زهور الحب وأهديتك تلك الزهور لتكون شهادة على حبي لك.. تتداعى لك كل مشاعري فتنهار وتؤرجحني الآهات فتحيل قلبي وجسدي إلى نار.. نار في قلبي ونار في جسدي وكل ما حولي نار.. ضاق جسدي بكل شيء ولم يعد يحتمل شيئاً وكل ما يلامسه وقود.. شعلة ذكراك تذيب قلبي، تثير شجوني، تجعلني كتلة من لهب طويلة.. لا أطيق لحظة بدونك فكيف أطيق أياماً؟
سامحني أرقام الحساب في خانتك تختلف عن كل حسابات البشر.. تخل كل المعادلات والموازين وتبقى القاسم المشترك الأكبر في حياتي.. أنت كل ثواني ودقائق وساعات عمري.. تمر الأيام معك وتُشل بدونك.. آه ما أقسى تحول الأشياء إلى الأسوأ.. أحيانا لا تتكلم ولكن قد نقتل حتى في صمتنا.. أصبحت أبكي حبي وأبكي أحاسيسي وأبكي دموعي ولا أجد إلا الألم أدور في محوره مشدوهة.. خرجت من رحم الألم ودخلت في رحم ألم أعمق وحياتي حبلى بالألم وذنبي أن قلبي لا يعرف إلا الحب.. يبكيني الوفاء ويميتني الغدر.. في حياتي حُرمت من كل شيء إلا من العذاب.. يتيمة في حبي.. يتيمة في عذابي ولدت والدموع تزفني وتتعقبني وترافقني وتتخلى عني بعد أن شكّلت عذاباً تحوّل إلى بركان يصهرني.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved