Sunday 13th June,200411581العددالأحد 25 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "زمان الجزيرة"

3 - 7 - 1391هـ الموافق 24 - 8 - 1971م العدد 357 3 - 7 - 1391هـ الموافق 24 - 8 - 1971م العدد 357
رأي سياسي
لمصلحة من هذا الانشطار

يحار المراقب لأحداث العالم العربي والمتبصر في واقعه الذي يعيشه اليوم.. ويوشك ان لا يصدق ما ترى عيناه أو تسمع أذناه من وقائع عجيبة وتناقضات غريبة لم تعهدها الأمم والشعوب من قبل.. فهل يعني ذلك ان الشعب العربي لم تعد له - من شدة ما صبت عليه من الأهوال والنكبات - تلك المميزات والخصائص يوم كانت له السيادة في أرجاء المعمورة والصدارة والشموخ، لا غروراً وكبرياء وعصبية انما لعظم الامانة التي حملها والرسالة التي بلغها الى شعوب الارض قاطبة بجدارة وتمكن وصدق؟ أليس من الحق اذا ان يذهل المرء وهو يرى الامة التي حملت راية الاسلام الخفاقة ونشرت دين الله الحق في الارض ورفعت مشعل الحرية والعدالة واضاءت دروب الخير للناس اجمعين وهي تشق طريقها بوحدتها وتماسك ابنائها وسمو احاسيسهم ومشاعرهم واهدافهم المشتركة النبيلة.. يوم كانت الجماعات كالأفراد والافراد كالجماعات جزءا واحدا وجسدا واحدا يشد بعضه بعضا وعلى اساس من ذلك ساداو ومن اجله عملوا وجاهدوا وانقاد لهم غيرهم، انه ليحز في النفوس وأيم الله ونحن نستعرض صفحة مضيئة من مزايا امتنا الرشيدة وامجادها ان تقع اعيننا كل يوم على صفحة سوداء جديدة من صفحات تاريخنا المعاصر الذي لا يغيظ عدوا ولا يسر صديقا.. ان ينقسم العرب في وقت الحاجة وانه لمن المؤلم ان يتفرقوا ابان الحاجة الى الاتفاق وينشطروا الى فئتين متباعدتين متضادتين سلكت احداهما طريق الثورة والخروج على الاوضاع والتقاليد والمثل السائدة والسمات الموروثة للأمة في حاضرها وماضيها، والاخرى لم ترخ العنان لأهوائها فظلت متمسكة بعقيدتها محافظة على مقوماتها عاملة على ربط الماضي الآفل بالحاضر الحافل.
والمؤسف حقا ان هذا الانشطار جعل الصف الواحد صفين في كل ازمة يرجى لها الوفاق. وصارت الاحداث المتلاحقة تقيم كل يوم دليلا جديدا يجسد البعد بين الفريقين ويبرز الحاجز بين الثورية السلبية والايجابية الوادعة المقيمة على عهد الود وحسن الجوار..
اليس من حقنا ان ندعو لدعاة السلبية بالعقل والتروي والهداية والرشاد؟ ولمصلحة من يبقى هذا الانشطار؟

عربي


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved