Monday 14th June,200411582العددالأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "منوعـات"

وعلامات وعلامات
وذكّر ..!
عبدالفتاح أبو مدين

في خطبة الجمعة في مسجدنا، يوم 16-4- 1425هـ، تحدث الخطيب الكريم عن - الاختبارات -، والهموم التي تصاحب الأسر والطلبة والطالبات، والقلق الذي ينتاب الملايين، من الطلبة وأسرهم، وقبيل حلول أيام الامتحان في آخر كل عام دراسي، تبدأ حالات من الطوارئ والخوف المتواصل، حتى تنتهي أيام الامتحان وتظهر النتائج بإيجابياتها وسلبياتها، وهذه النتائج السنوية يترتب عليها الكثير من الخوف والحرص، وهكذا دواليك.!
* تحدث الخطيب الكريم بإيجاز وشمول، واصفاً هذه الحال المزعجة والمقلقة لحياة الأمة، خوفاً من الفشل، وحرصاً على النجح، وكلنا نعيش هذا القلق، أعني الذين لهم ذرية في التعليم العام والجامعية، غير أن هذه الدورة السنوية، لا تشغل الذين فرغوا منها، لأن أبناءهم وبناتهم، قد فرغوا من الدراسة وشقوا طريقهم في الحياة أعمالاً وزواجات إلخ..
* ومن خلال وقفة الخطيب الكريم على هذا الهم المتجدد ونتائجه وما يحدثه من ارتباك وشجون وهموم.. عرّج على همٍّ أكبر وأخطر، لأن فيه مصير وحصاد حياة انتهت وانقضت، ذلك همّ الامتحان الأكبر والأعظم، وذكر الخطيب أن قليلاً من الذين يأبهون ويتخوفون من ذلك اليوم العظيم - يوم يقوم الناس لرب العالمين.. قليل إذاً الذين يشغلهم يوم المصير الأكبر، وهم في خوف وحذر من مصيرهم، وما ينتظرهم من حساب وعقاب، في يوم طويل، كألف سنة، وكخمسين ألف سنة، يوم عسير، يحتاج إلى زاد وإلى الإعداد له، وإلى تقديم ما يقي وينفع ويثقل الميزان، وتجاوز الصراط، وإلى... وإلى...!
* وقدم الخطيب آيات من الكتاب العزيز، مثل قول الحق: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ {34} وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ {35} وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ {36} لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} (سورة عبس) وأن أماً تتعرض لابن لها ترجوه أن يهبها حسنة واحدة تعبر بها وتثقل ميزانها، لكن الابن يومئذ يعتذر لأحب الناس إليه في الدنيا، ففي ذلك اليوم.. نفسي.. نفسي.!
قال الله تعالى في مطلع سورة - الحج -: {يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ {1} يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ}.. نسأل الله السلامة والعافية! إنه يوم عبوس قمطرير، تكلح فيه الوجوه، شديد العبوس، كما صورته الآية الكريمة في سورة الإنسان.. أرجو الله بكرمه وفضله، أن يقينا شر ذلك اليوم.!
* أنا لا أقول للناس ازهدوا في الحياة وانقطعوا للعبادة والدعاء، ولكني أذكّر بما قاله الأخيار من السلف الصالح: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غدا).. لأن الناس اليوم أصبحت الدنيا أكبر همهم، ومبلغ علمهم، كأنهم مخلدون فيها، ونسوا الموت، والحساب والعقاب، لأنهم في غفلة.. ورحم الله ذلك الإنسان البصير الذي قال: (الناس نيام فإذا ماتوا استيقظوا)، غير أنها يقظة بعد فوات الأوان لا قيمة لها، ولا جدوى منها، والكيّس من زرع وقدّم لغده ما يعينه في ذلك اليوم الثقيل العسير، أجل الناس في غفلة، وهي أخطر شيء في حياتنا نحن المسلمين، وقد ذم الكتاب العزيز الغفلة، فقال الحق في الآية (179) من سورة الأعراف: {وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ}.
* نسأل الله جل جلاله ألاّ يجعلنا من الغافلين، وأن يعيننا على شكره وذكره، كما نسأله سبحانه، أن يعيننا على أنفسنا حتى لا نضل، وأن يعيننا على أعدائنا حتى لا نذل، إنه هو البر الرحيم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved