Monday 14th June,200411582العددالأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الرضا الوظيفي وعلاقته بالعمل الرضا الوظيفي وعلاقته بالعمل
محسن الروقي/ مدير شؤون الموظفين بهيئة التخصصات الصحية

يعتبر الرضا الوظيفي أو الرضا عن العمل من الموضوعات التي ينبغي أن تظل مجالاً للبحث والدراسة والجدل أمام الباحثين.. وذلك لأسباب متعددة، فما يرضي الفرد حالياً قد لا يرضيه مستقبلاً، وكذلك لتأثر الرضا بالتغير في مراحل حياة الفرد وتغير لبعض ملامح التركيبة النفسية للفرد عبر حياته، وكذلك أيضاً للتغير الحاصل في مناخ بيئة العمل.ولقد تعددت مفاهيم الرضا الوظيفي. فمنها ما يعتبره بعض الناس أنه تقبل العامل لعمله من ناحية أو نواح خاصة به، أو الدرجة ما بين توقعات الفرد من عمله وما يحصل عليه فعلاً. ويعرفه آخرون بأنه مشاعر العاملين تجاه وظائفهم، والناتجة عن إدراكهم الحالي لما تقدِّمه الوظيفية لهم، وإدراكهم لما ينبغي أن يحصلوا عليه من الوظيفة، ومن ثم فالرضا يمثِّل الناتج من الإدراك الحالي لما تقدِّمه الوظيفة، وإدراك ما ينبغي أن تقدِّمه الوظيفة، هذا ويمكن اعتبار الرضا الوظيفي محصلة الشعور الذي يشعر به الفرد من خلال عمله الذي يتأثر بعدة عوالم تمثِّل عوامل فرعية، وهي الرضا عن الأجور والمرتبات، والرضا عن محتوى العمل أو طبيعة الوظيفة، والرضا عن فرص الترقي، والرضا عن جماعة العمل، والرضا عن عدد ساعات الدوام، والرضا عن الرئيس المباشر، والرضا عن سياسات المنظمة.
والقرارات الجيدة والثابتة لهذه العناصر تساعد على تحديد العوامل المؤثرة في الرضا الوظيفي وتتوقف على عاملين هما: خصائص بيئة العمل، وخصائص الفرد نفسه، فبيئة العمل التي يعمل بها الفرد تؤثر في تحديد مستوى رضاه الوظيفي، وأهم العناصر المتعلقة ببيئة العمل هي طبيعة العمل الذي يشغله الفرد، وكذلك العوامل المرتبطة بالوظيفة نفسها، ومنها الأجر والحوافز المادية، والعلاقات الاجتماعية في العمل ونمط الإشراف السائد في العمل، وفرص الترقي المتاحة، ومدى الشعور بالأمن الوظيفي.وفيما يتعلق بخصائص الفرد والمؤثرة في مستوى رضاه الوظيفي فيمكن إجمالها في العوامل التالية:السن، الجنس، المستوى التعليمي، مستوى طموح الفرد، حاجات الفرد.
ولقد ثار جدل حول مدى وجود علاقة بين الرضا الوظيفي والأداء، ففي بداية الاهتمام بموضوع الرضا الوظيفي كان هناك اعتقاد أن العلاقة بين الرضا الوظيفي والأداء خطية، فكل زيادة في الرضا تؤدي إلى زيادة في الأداء، فالرضا هو المتغير المستقل (السبب) والأداء هو المتغير التابع (النتيجة)، إلا أن الواقع وبعض الدراسات التجريبية أشارت إلى وجود أفراد لديهم رضا عال، وأداء منخفض والعكس، والأمر معكوس فالأداء هو المتغير التابع، والرضا هو المتغير المستقل، فالأداء العالي للفرد يمكنه من الحصول على مختلف الفوائد والإشباعات التي تزيد رضاه والعكس. وهنا فإن الأمر يتوقف على مدى شرطية العوائد بمستوى الأداء، والأمر ليس بهذه البساطة، فنحن نتحدث عن عوامل (رضا أداء) يحكمها العديد من المتغيرات التي تحتاج إلى دراسات ميدانية متكاملة، لذلك فنحن نفتقر إلى نموذج تطبيقي متكامل لهذه العلاقة، وإن كانت هناك بعض النماذج التي تحدد هذه العلاقة.
فالأداء يتحدد بثلاثة عوامل: قدرات الفرد، وإدراك الفرد لدوره الوظيفي، وجهد الفرد، والجهد يتوقف على قيمة العوائد التي يحصل عليها الفرد، ومدى شرطية هذه العوائد بالجهد المبذول والأداء يؤدي إلى حصول الفرد على مكافآت وعوائد داخلية وخارجية بشرط أن يدرك الفرد عدالة هذه العوائد: ومن ثم العلاقة بين الرضا الوظيفي والأداء وفق هذا النموذج علاقة غير مباشرة وليست علاقة مباشرة يتخللها إحساس الفرد بعدالة ما يحصل عليه من عوائد. وبعيداً عن الفرضيات النظرية فإن الشواهد التطبيقية اليومية تشير إلى أن أداء الفرد في أي عمل يحدده عاملان هما: قدرات الفرد ورغبته في العمل.ورغبة الفرد في العمل تحدد في ضوء مستوى رضاه الوظيفي، فإذا كان الفرد لديه رضا وظيفي عال سيؤدي ذلك إلى زيادة الروح المعنوية وارتفاعها لديه وهو ما يوجد ويزيد الرغبة في العمل، ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل إن الرضا الوظيفي يمكن أن يساعد الفرد على اكتساب قدرات جديدة ونموها وبالتالي يؤثِّر ذلك في مستوى أدائه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved