Monday 14th June,200411582العددالأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

ضرورة التثقيف لمستخدمي المرافق ضرورة التثقيف لمستخدمي المرافق
عبدالعزيز بن سعد القضيبي

المرفق العام ضرورة تستدعيها مصلحة المجموع، والنظر إليه نظرة سويَّة ضرورة يتطلبها استمرار ذلك المرفق؛ وبالتالي فإن الواجب على كل عاقل أن يحرص على سلامة هذه المرافق كي تؤدي وظيفتها؛ فالمرافق الصحية والتعليمية والخدمية مثلاً مرافق عامة يستفيد منها المجموع؛ فالواجب أن نربي أبناءنا على حبها واحترامها والحرص على سلامتها، وأن نبتعد ونبعدهم عن كل ما يسيء إليها؛ لأن الله نهى عن الفساد والإفساد في كل شيء، كما أن المرفق العام في الدولة الحديثة جزء من كيانها وصورة حية تعكس اهتمامها بمصلحة مواطنيها.
والمتخصص في مجال تشغيل وصيانة المرافق بمختلف أنواعها في القطاع الحكومي يلاحظ عدداً من الممارسات الخاطئة سببها عدم الاكتراث بالمسؤولية الملقاة على عاتق مستخدم المرفق، مما يعني ضرورة زيادة جرعات التوعية والإرشاد لتثقيف الجمهور بهذه المسؤولية من خلال بيان الجوانب المهمة في استمرار خدمات المرافق والحفاظ عليها.
والمرافق يمكن ان ينظر اليها من عدة زوايا، الزاوية الأولى الجانب الديني، حيث أمرنا الشارع الحكيم بالحفاظ على الممتلكات وعدم العبث بها، والتعاون على ذلك لأنه من التعاون على البر والتقوى قال تعالى: {وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ}، كما أن المرافق تدخل ضمن الأموال المحترمة والحفاظ عليها من الأمانة التي يحرم الإخلال بها.
والزاوية الثانية ينظر إليها من خلال الجانب الاجتماعي والإعلامي، في الأسرة- آباء وأمهات وإخوة وأخوات- وفي المدرسة - إدارة ومعلمين ومعلمات- وفي وسائل الإعلام- مرئية ومسموعة ومقروءة ومكتوبة، بهدف توعية النشء وتدريبهم على الإحساس بالمسؤولية، وتحقيق معاني الانتماء الوطني؛ بحكم أن المرافق جزء من البنية الأساسية للوطن.
فالمنزل له أثر كبير في احترام المرافق العامة؛ لأن الطفل يقلد الكبار، فإذا كانت تصرفاتهم نحو المرافق العامة متشحة بالعيب أو عدم الاهتمام نبتت هذه النظرة بعيبها وسوئها في فكر الصغير ووجدانه، والعكس صحيح.. فإذا كان تعاملهم معها تعاملاً صحيحاً فإن هذا التعامل يصبح قدوة حسنة للصغار فيقلدونه ويقر في وجدانهم.
وقد يقصر البيت في زرع هذه البذرة الطيبة فحينئذ ننزع الى تلمس واجب الجهات الأخرى ونسأل أنفسنا: هل تضمنته مناهج التعليم في قصص مسلية مؤثرة ومفيدة؟
وهل أدت وسائل الإعلام حق هذا تضمنته مناهج التعليم في قصص مسلية مؤثرة ومفيدة؟ وهل أدت وسائل الإعلام حق هذا الواجب فعنيت به وأظهرته للمجموع بهياً لابساً ثياب التشويق والحيوية والإبداع؟
وهل استطاع خطيب الجمعة من على منبره، والمحاضر في محاضرته، والعالِم من خلال موعظته، والشاعر عبر قصيدته أن يُدنوا هذه المعاني الراقية الى قلوب الناس وعقولهم؟
والزاوية الثالثة، من زوايا النظرة للمرفق، زاوية مهمة لأنها تتعلق بالجانب الاقتصادي الذي هو عصب حياة الافراد والدول، فالدولة تخصص بنوداً مالية من ميزانيتها العامة كل عام للتشغيل والصيانة، ومن المنطقي أنه مع التثقيف وزيادة الوعي سنخفض كلفة تشغيل المرافق وصيانتها، كما تؤكد ذلك القراءات الإحصائية المجراة على عينات في مواقع محددة.
والزاوية الرابعة هي الجانب الإشرافي، حيث يلاحظ أن نوعية الاتصال مع المستخدمين للمرافق العامة تختلف باختلاف نوع المرفق، وكونه دينياً أو صحياً أو تعليمياً أو إدارياً أو سكنياً، مما يقتضي ضرورة تحديد الطريقة المثلى لايصال رسالة التوعية والتثقيف.
والزاوية الخامسة وهي زاوية مهمة في هذا العصر وهي جانب الأمن والسلامة، حيث إن الغاية من التثقيف تأخذ دوراً مزدوجاً يجمع بين سلامة المرفق وتطبيق إجراءات وخطوات السلامة.
وحاصل النظرة الى المرافق العامة بجوانبها المختلفة يجعلني أقدم اقتراحات في عملية توصيل رسالة التثقيف والتوعية على النحو التالي:
أولا: التركيز على رسالة التثقيف والتوعية في المناهج التعليمية، وتوعية الأسرة بأهميته، وتكثيف الرسالة في وسائل الإعلام المختلفة.
ثانياً: إعطاء مساحة كافية لهذا الموضوع في خطب الجمعة، لأن التوعية الدينية ذات تأثير كبير في نفوس عامة الناس.
ثالثاً: إقامة يوم سنوي لتذكير الناس بأهمية المرافق والمحافظة عليها.
رابعاً: عقد المحاضرات والندوات وجلب المختصين للإسهام في عملية التوعية المطلوبة.
خامساً: التأكد بحثياً من مدى خفض التكلفة بعد تطبيق رسالة التوعية والتثقيف من خلال دعم الدراسات الإحصائية والعلمية والميدانية.
سادساً: نؤكد على أهمية تعزيز العلاقة بين المحافظة على المرافق العامة والإحساس بالانتماء والمواطنة والتفاعل مع ذلك؛ لأن رفع هذا الشعار والعمل به سوف يعطي، بإذن الله، نتائج إيجابية اجتماعية ووطنية واقتصادية لبلادنا الحبيبة.
والله من وراء القصد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved