Monday 14th June,200411582العددالأثنين 26 ,ربيع الثاني 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

أي الأمم أفضل يا هالي؟ أي الأمم أفضل يا هالي؟
عميد/ مانع عبدالله المانع

في عام 1986م أخبرنا الفلكيون أن مذنب هالي قد اقترب من الأرض وقد حددوا الوقت الذي يمكن للمرء أن يرصده وأن هذه الظاهرة لا تتكرر إلا كل ستة وسبعين عاماً فخرجت من منزلي وجعلت أنظر من شرفة تبة لعلي أراه وكان معي ابن عبدالله إذْ يبلغ وقتها من العمر سبع سنين، فقل لي: ما الذي تنظر إليه يا أبي؟ فقلت له إنني أرصد مذنباً يسمى مذنب هالي وهذه فرصتي الوحيدة لرؤيته فإذا لم أره في هذا الوقت فلن أراه أبداً لأنه سيختفي عن أنظارنا ولن يعود إلا بعد ستة وسبعين عاماً أكون وقتها قد فارقت الحياة وليس بإمكاني أن أراه لذا يا بني ستراه إن شاء الله إن طال بك العمر فإذا ما رأيته فقل له: (ياهالي) إن والدي يقرؤك السلام ويقول لك عندما اقتربت منا عام 1986م حاول أن يراك ولكن بالعين المجردة فلم يستطع فأوصاني أن أبلغك السلام ويضيف والدي اسأله نيابة عني كم رأى هالي من الأقوام قبل هذه اللحظة وكم سيرى من الأمم اللاحقة وأي الأمم أفضل برأيه لا بد أن يقول لك وهل في هذا سؤال؟ إن أفضل أمة هي الأمة الموجودة الآن ألا ترى هذا التطور المذهل في كل مرافق الحياة من علوم الذرة وثروة الاتصالات ومن التقدم في العلوم الطبية والإنترنت وكثير من الأمور التي قد لا تخطر على بال أحد قبل قرن من الزمان كل هذه تحققت الآن. حتى السيد بلفور وزير خارجية بريطانيا آنذاك عندما وعد اليهود في إقامة كيان لهم في فلسطين عام 1917م لم يستطع تحقيق وعده إلا بعد مضي ثلاثين عاماً وبعد أخذ موافقة ومباركة زعماء منطقتكم إذاً هذه أفضل أمة رأيتها عندئذ قل له اعتقد أن ذاكرتك ضعيفة يا هالي أليست أفضل أمة هي الأمة التي شهدت بزوغ فجر الإسلام الذي أنار بنوره جميع أجزاء الجزيرة العربية ثم الذين بعدهم والذين نشروا الإسلام حتى وصل إلى معظم أصقاع العالم ثم الذين بعدهم الذين حافظوا على المكاسب التي حققها المسلمون الأوائل إلى أن جاء السلطان عبدالحميد الخليفة العثماني الذي حاول الصهاينة أن يتنازل لهم عن فلسطين ويسمح لهم بإقامة دولة يهودية فأبى وحاولوا إغراءه بالمال وهددوه تارة أخرى فلم ينالوا منه سوى الرفض إلى أن تمكنوا من التآمر عليه والإطاحة به فتم لهم ما أرادوا فأخذوا فلسطين كلها وأجزاء أخرى من الدول العربية وبعد أربعة وخمسين عاماً أخذت أفغانستان وبعد خمسة وخمسين عاماً أخذت العراق وتقول لي هذه أفضل أمة أظن أن ذاكرتك ضعيفة ولا تصلح أن تكون شاهداً على التاريخ، اعتقد أن والدي على حق حينما لم يكلف نفسه عناء احضار منظار كبير (تيلسكوب) ليراك، فكل محاولاته السابقة لرؤيتك كانت بالعين المجردة فلو قدر لوالدي أن رآك وسألك هذه الأسئلة فأجبته بهذا الجواب الذي تعوزه الدقة لكان له منك موقف آخر لذا عليك أن تدعو له بالرحمة وحسن المآب وإلى أن تعود فلسطين والعراق نراك على خير، والسلام عليك أيها العزيز هالي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved