Sunday 20th June,200411588العددالأحد 2 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

كل يوم كلمة كل يوم كلمة
النهائي بين فكر الاستثمار وثقافة الاستهلاك
عبدالعزيز الهدلق

أجمل مافي نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم أنه قدم نموذجين مختلفين بل ومتناقضين في تعاطيهما مع نظام الاحتراف.
فبينما كانت معظم الأندية تتعاطى مع نظام الاحتراف بمنطق متردد وعدم وضوح في الموقف فهي تارة تعمل من منظور احترافي وتارات كثيرة تعود للعمل بعقلية الهواية. فإن (بحر) الاحتراف لم يلج فيه إلى العمق سوى ناديين فقط هما الاتحاد والشباب. وهما طرفا نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين.
ومن حسن الحظ أن التجربتين الجريئتين في تطبيق نظام الاحتراف لم تكونا متطابقتين في المفهوم بل كانتا على طرفي نقيض لتأتي مواجهة النهائي كاختبار حقيقي ومحك قوي لكل منهما.
فالمفهوم الشبابي لنظام الاحتراف ارتكز على (الصناعة) و(الإنتاج) و(التصدير) وبالتالي حقق مفهوم (الاستثمار) وهو في تقديري الهدف الأسمى في نظام الاحتراف.
أما المفهوم الاتحادي لنظام الاحتراف فهو مفهوم ارتكز على الثقافة (الاستهلاكية) حيث تعامل الاتحاد مع نظام الاحتراف على أنه تجميع وتكديس للاعبين والنجوم. ما يحتاجهم ومالا يحتاجهم. والصرف ببذخ وتبذير وإسراف مبالغ فيه وصل إلى أن بات هناك من يحسب تكلفة الدقيقة للاعب الاتحادي مثلما حدث سابقاً مع البرازيلي بيبيتو أو حاضراً مع الأرجنتيني زاراتي.
والفكر الشبابي القائم على الاستثمار حقق لخزينة النادي قبل الوصول لنهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين (28) مليون ريال حسب تقرير صحفي نُشر مؤخراً. فيما الثقافة الاستهلاكية الاتحادية القائمة على التجميع والتكديس للاعبين والنجوم من محليين وأجانب كبدت الخزينة الاتحادية وفي موسم واحد فقط أكثر من سبعين مليوناً.!!
وبعيداً عن مقارنة التكاليف بين الناديين وحجم الإيرادات والمصروفات بينهما التي اتجهت بلا شك نحو تفوق شبابي واضح وصارخ أكدته لغة الأرقام التي لا تكذب، فإننا نأتي الآن إلى المقارنة الفنية بين نتاج العمل الاستثماري الشبابي والعمل الاستهلاكي الاتحادي. وهي مقارنة ليست بحاجة إلى شرح أكثر مما شرحه نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين حيث رأينا فريقاً شاباً يافعاً يتدفق حماساً وحيويةً يكسب خصمه الاستهلاكي المترف الذي تشبع لاعبوه بالأموال والأضواء والنجومية فلم يعد لديهم ما يدفعهم لتحقيق المزيد.
إن نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين لهذا الموسم هو خير من ألف محاضرة يمكن أن تلقى عن مفهوم الاحتراف.
انه درس حي ونموذجي لكيفية التعامل والتعاطي مع نظام الاحتراف.
وفي حين كان الفريق الشبابي هو النموذج الإيجابي كان الفريق الاتحادي هو النموذج السلبي.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved