Sunday 27th June,200411595العددالأحد 09 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "شعر"

شمسُ الحقيقة شمسُ الحقيقة
(إلى كلِّ قلبٍ يخفق في أرجاء وطننا الغالي)
شعر: عبد الرحمن صالح العشماوي

شَمْسُ الحقيقةِ مَن يردُّ ضياءَها
ومَن الذي يعطي الظلامَ بهاءَها
ومَن الذي يُخفي مفاتنَ وجهها
لمَّا يُطلُّ، ومَنْ يَسُدُّ فضاءَها
شمسٌ تدفَّق نورُها حتى غَدَا
نَهْراً يعيد إلى الحياةِ صفاءَها
نهراً من الوحي المبين يَزيدُها
أَلَقاً، ويكشف أرضها وسماءَها
شمسٌ خفافيشُ الظلامِ تخافُها
واللِّصُّ يكرهُ أن يرى أضواءَها
من مَهْبطِ الإسلامِ شَعْشَعَ نورُها
حتى رأتْ عينُ المدى أرجاءَها
وأعادتِ الذكرى لوادٍ مقفرٍ
قد أبرزتْ فيه الهضابُ جفاءَها
ما ردَّدتْ إلاَّ عُواءَ الرِّيحِ في
يومٍ تَمَلُّ الرِّيحُ فيه عُواءَها
وادٍ بلا زرعٍ، وقيظٌ لاهبٌ
وظهيرةٌ رسمَ الهجيرُ عناءَها
رأت الرَّضيعَ وأمّه، جَمَع الصَّدَى
بين الجبالِ، بُكاءَه، وبكاءَها
يا أمَّ إسماعيلَ، سعيُكِ راشدٌ
ستقرِّب الواحاتُ منكِ رُواءَها
عودي إلى الطفلِ الرَّضيعِ، فعنده
ستُزمْزِمينَ من الرَّكيَّةِ ماءَها
فلأنتِ في الأرضِ المباركةِ التي
لا يعرف الكونُ الفسيحُ كِفاءَها
شمسُ الحقيقةِ أشرقتْ في أرضنا
حتى رأى المجدُ التَّليدُ حراءَها
ورأى ينابيعَ الضياءِ تدفَّقتْ
نَهْراً يطهِّر بالهُدى بطحاءَها
ورأى رحابَ البيتِ، أبصر كعبةً
نسجتْ تباشيرُ الصَّباحِ كساءَها
ورأى نبيَّ اللهِ يفتحُ صدرَه
للناسِ، يُنصفُ عدلُه ضعفاءَها
ما كان إلا رحمةً ممنوحةً
سَعِدَتْ به الآفاقُ لمَّا جاءَها
ميراثُه الوحيُ المبينُ ودعوةٌ
ما زال يُسْمِعُنا المدى أصداءَها
من أرضنا انطلقتْ قوافلُ هَدْيهِ
تُهدي إلى مرضى القلوب شفاءَها
أرضٌ مشرَّفةُ البقاعِ لأنَّها
فرشتْ لأفواج الحجيجِ رداءَها
يا ابنَ الموحِّد يا وليَّ العهدِ في
أرضٍ تَزُفُّ إلى المدى أشذاءَها
يا مَن خدمتم مسجدَيْها خدمةً
حتى غدا كلُّ الورى شهداءَها
تصفو قلوبُ الناسِ تُشرقُ رحمةً
لمَّا تعلّق بالإلهِ رجاءَها
وَسَطٌ شريعتُنا فما رفعتْ على
غيرِ العدالةِ والوفاءِ لواءَها
أنَّى تخاف من الدعاوى دولةٌ
رفعتْ إلى الله العظيم دعاءَها
بالعدل ترتفع الصروحُ قويَّةً
حتى تعانق في الذُّرى جَوْزاءَها
في أرضنا تمشي قوافلُنا التي
لا يعرف المتهوِّرون حُداءَها
الله شرَّفها بوحيِ كتابه
وببعثةِ الهادي البشيرِ أضاءَها
مرَّتْ بها الأحداثُ يطوي بعضُها
بعضاً، وربُّ الكون يصرف داءَها
كانت مفرَّقةً فجمَّع شملَها
وعلى يدي عبدِ العزيزِ أفاءَها
هي دوحةُ الإسلامِ قام بناؤها
والعدلُ يحمي في الخطوبِ بناءَها
هي دوحةُ الإسلامِ يحرسُها الذي
ما زال يصرفُ دونَها أعداءَها
أتُثارُ فيها فتنةٌ دمويَّةٌ؟
يا ويلَ مَنْ لا يحفظون نقاءَها
هي فتنةٌ ربح الخسارةَ مَنْ مشى
فيها، ومَنْ قَرَع الطبول وراءَها
مَنْ أيقظ الفتنَ العظامَ فإنَّه
سيكونُ أوَّلَ مَنْ يذوقُ شقاءَها
ما صال فيها صائلٌ متطاولٌ
إلا رأى سوءَ المصير جزاءَها
ماذا يريد المرجفون؟ أما دروا
أنَّا ألِفْنا صيفَها وشتاءَها
نمشي على اسمِ اللهِ فيها دونما
وجلٍ نؤلِّف بالهدى أجزاءَها
فالعِيْسُ لا تخشى الهجيرَ؛ لأنَّها
تمشي، وتحمل نَعْلَها وسِقاءَها
يا ابنَ الموحِّد يا وليَّ العهدِ في
أرضٍ تُمهِّد للضيوفِ فِناءَها
بعضُ العقولِ ذكيَّةٌ، لكنَّها
في الشرِّ تُطْلِقُ فَهْمَها وذَكاءَها
طَرَفانِ من حبلِ الغُلوِّ تجاوزا
وتجاهلا من أمتي عُقلاءَها
طَرَفٌ إلى التَّغريبِ يمَّمَ وجهَه
مستحسناً زَبَدَ الرُّؤى وغثاءَها
ما زال يؤذي المسلمين بوهمه
ويثيرُ من أفكارِه ضَوْضاءَها
يسعى إلى تمزيقِ أمتِنا التي
سرق العدوُّ فِراشَها وغطاءَها
وأمامَه طَرَفٌ تنطّع واهماً
حتى رأتْ منه البلادُ بلاءَها
طَرَفٌ تَذَبْذَبَ في الشريعةِ فَهْمُه
فمضى يُخالفُ بالهوى علماءَها
رَكِبَ الأعاصيرَ التي عَصَفتْ به
متجاوزاً أَلفَ النُّصوصِ وياءَها
أنَّى ينال مكانةً في أمَّةٍ
مَنْ لا يُبالي أنْ يُريقَ دماءَها؟!
طَرَفان مَشْؤومان في أرضِ الهُدَى
لا يَفْهمان من النصوصِ سواءَها
تضليلُ أفكارٍ، وقتلٌ غاشمٌ
يا ويلَ مَن سَلَبوا الطيورَ غناءَها
ًَرَسَمَ الصَّهاينةُ الطريقَ لمن بغى
والعنصريَّةُ حرَّكتْ عُملاءَها
صاروا، وهم لا يشعرون رجالَها
وغَدَوا، وهم في غفلةٍ سفراءَها
أيُفتِّتون كيانَ أمتنا، وقد
جَمَعتْ مُحاربةُ الهدى حُلفاءَها؟
إنَّا لندعوهم إلى سَنَنِ الهُدى
ومَحَجَّةٍ كَشَفَ الإلهُ خفاءَها
لغةٌ من العَفْوِ الكريمِ نقَلْتها
عن خادم الحرمينِ، صُغْت نداءَها
فلعلَّهم يتفيَّأون ظِلالَها
ولعلَّهم يستشعرون صفاءَها
والعَفْوُ من شِيَمِ النفوسِ إذا صَفتْ
طَبْعاً، وأعطت للإلهِ وَلاءَها
با ابنَ الموحِّد، يا وليَّ العهد في
أرضٍ تصونُ رجالَها ونساءَها
إني أرى البُشرى وأسمعُ لحنَها
تشدو وتنشرُ فوقَنا أفْياءَها
ما دام شرعُ اللهِ في أرضِ الهدى
فلسوفُ يحفَظُ أمنَها ورخاءَها


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved