Sunday 27th June,200411595العددالأحد 09 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مضار التدخين..! مضار التدخين..!
سلوى أبو مدين

أصدر أحد المستشفيات في المملكة كتيبات خاصة عن مضار التدخين، تلك العادة السيئة التي أخذت تتفاقم في الآونة الأخيرة بين الشباب ومضاره على الصحة العامة لدى المدخنين!
وقدَّم كتيباً صغيراً يشرح بالتفصيل تلك الأضرار وأنواعاً متعددة للتبغ، والغليون والسجائر. وآثاره على الحامل والجنين، حيث ثبت أن 90% من المدخنين في الوقت الحالي بدؤوا التدخين في مرحلة المراهقة!
ولو طرحنا سؤالاً مهماً لماذا يدخن المراهق؟
يدخن المراهق أول سيجارة وهو في سن (14) سنة. ويختلف الدافع لأول نفثة دخان من شخص لآخر، فبعضهم يدخن ليشعر بالانتماء إلى المجموعة التي حوله.. وليلقى قبولاً من عندها، والبعض الآخر يعتقد أن التدخين يجعل منه صورة قريبة الشبه لشخص معجب به، أو بمن يشاهدهم في الأفلام السينمائية، وآخرون لإظهار استقلاليتهم أو بلوغهم مرحلة الكبار أو التمرد.. إلخ ومنهم من يدخن قصداً للاسترخاء، ويعتقد خبراء الصحة أن الإعلانات الموجهة إلى قطاع الشباب مسؤولة إلى حد كبير عن ارتفاع نسبة المدخنين في وسطهم!
أن نصف عدد المدخنين الذين يجربون التدخين يتحولون إلى مدخنين منتظمين أو مدخنين بصفة يومية. ويكون التحصيل الدراسي للمراهقين الذين يدخنون يومياً منخفضاً عن غيرهم، وحالتهم الصحية العامة أسوأ (من غير المدخنين).. ويتعاطون أدوية أكثر، ويتغيبون عن المدرسة، ولياقتهم البدنية ضعيفة، وأداؤهم الرياضي منخفض، ويكثر عندهم السعال والبلغم، ويزداد احتمال شدة إصابتهم بأمراض الجهاز التنفسي، ويتباطأ عندهم معدل نمو الرئتين.. مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الوظيفة العادية للرئتين. فالتدخين سبب رئيسي للسرطان وأمراض القلب والشرايين وتلف الرئتين!
كيف يمكنك حماية أبنائك من أن يصبحوا مدخنين؟
1 - عزز لدى طفلك الشعور بالاعتداد بالنفس.
2 - تحدث عن موقفك اتجاه التدخين وآثاره الضارة.
3 - كن على علم بما يجري ويستجد.
4 - كن قدوة صالحة.
تلك الخطوات التي ينبغي الالتزام بها لتكون أول من يرفع شعار: لا للتدخين وعاهد نفسك بالبقاء بعيداً عن التدخين.
إن موضوع التدخين متشعب وطويل ويحتاج لوقفة طويلة؛ لما له من آثار سيئة وأضرار نفسية واجتماعية ودينية على الفرد والمجتمع، والإسلام يحرم التدخين لما له من أضرار جسيمة على المجتمع بأكمله! قال جلَّ شأنه {وَلاَ تُلْقُواْ بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ}. إن قضية المدخن مع التدخين من القضايا التي يعاني منها المجتمع الإسلامي والتي تحتاج إلى علاج. فلا بد لنا من حماية أنفسنا ومجتمعنا من الأخطار التي تفتك به، ونبينا الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم لم يترك لنا أمراً من أمور الدين والدنيا إلا وبيّنه لأمته ووضَّح الحلال والحرام. يقول عليه الصلاة والسلام (إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق).
فنحن نحتاج لوقفة مع أنفسنا ومحاسبتها ومعالجة القصور فيها.. بدون تعالٍ وتقويمها ومراقبة أبنائنا في أقوالهم وأفعالهم وتقديم النصح لهم في اختيار علاقاتهم مع أصدقائهم لأنهم أمانة في أعناقنا، وسوف نُسأل عن هذه الأمانة. لذا لا بد من أن نكون قدوة يحتذى بها في القول والعمل.
نرجو الله السلامة إنه سميع مجيب.
مرفأ
نسيء إلى نفوسنا.. عندما لا نكبح رغباتها الجامحة.. ولكن غالباً ما نستيقظ بعد أن يمضي قطار العمر..!


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved