Sunday 27th June,200411595العددالأحد 09 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

ردَّاً على ابن بخيت: ردَّاً على ابن بخيت:
علامَ تقول الرُّمح يثقل عاتقي؟!

وقفت على ما كتبه أخي تحت عنوان (حزب الصحوة) في عدد (11591) من منبر صحيفتنا الرائدة، فرأيت عدولاً منه عما ابتدأ به، وهو الحديث عن الشريط الإسلامي، فقلب ظهر المجن للحق القويم، ذلك أني كنت أحسب أنه سيطلعنا على صدق قوله في خطر هذا الشريط على النشء، على أني كنت متشوقاً إلى ذكر عنوانات الأشرطة الإسلامية - ولو واحداً - التي تعد (ترويجاً لاحتقار المرأة، أو معاداة التقدم والتحديث...)، فإن هو فعل ذلك فقد قدم خدمة للصالح العام، ونقداً يحسب له لا عليه، ولكنه تجاهل الأمر ونحا منحى آخر بعيداً عن صلب موضوعة السالف، وأتى بمفهوم جديد مقحم لا يمت له بصلة في جوانبه الأساسية.
بدأ أخي مقاله بالتعبير عن شدة ألمه من عدم فهم بعض الإخوة لما يصبو إليه، وأوعز إليهم أن يعلموا الناس بين أمر وآخر، قال: (الشيء الذي أتمناه من الإخوة الذين انتقدوا مقالي يوم أمس، والمتهم بالتعميم هو أن يسعى هؤلاء إلى تعليم الناس الفرق الجوهري بين الدين وبين الأيدولوجيا..)، (هكذا إذاً) فالكاتب أعياه الأسلوب، أو ربما توصيل الفكرة وتوضيح الرؤية في مقاله المنصرم، وهذا اعتراف يشكر عليه، فهو لم يستطع أن يفهم الناس - أي أحد - بما يريد أن يطلع الجميع عليه، وتمنى من قلبه أن يتطوع الإخوة بالإفصاح عن قصده والغرض من مقاله، هو كاتب له تاريخه الطويل في الكتابة ووقف عاجزاً إزاء تبيين جزئية يسيرة.
أخي الكاتب العزيز إنك لتعلم أنك قد زاورت عن صلب الموضوع ذات اليمين وذات الشمال، وحسبت أن الأمر يمر على القراء مر السحاب، ونسيت - أو تناسيت - أنّ وضع المجس على الجرح غاية طالب الاستشفاء، فلِمَ تلوي قلمك عن وجهة الحق الصُّراح؟..
لِمَ لم تعرج على زعمك أن الشريط الإسلامي سبب ما نحن فيه من تحول أبنائنا وفلذات أكبادنا إلى أنموذج ل(المقرن القادم)، وتزج بسن قلمك في الفرق بين الدين والأيدلوجيا؟.. ثم تجعل مقالك ينسحب إثر هذا الكشف المفتعل، ذهاباً بنفسك أن أصحاب المقرن متأثرون بالشريط الإسلامي، وعليه يجب مصادرته بلا قيد أو شرط، ونعم لقد أعجبتني لفظة (بعض) حين قلت: (لكي نجيب عن هذا علينا أن نفتش في بعض الخطب وفي القصائد وفي المطويات) هلاَّ كانت هذه اللفظة في مقالك السابق حين ناديت ونصحت هادياً سبيل الرشاد، لو فعلت ذلك لكان الأمر يستحق العناء والتنقيب، أما التعميم فلا مساغ للعذر فيه.
ومع ذلك كله فإنك لم تنج من شرك الأغاليط، ذلك أن المجاهدين حين ذهبوا إلى أفغانستان والشيشان كانوا يأملون وقف الزحف للاتحاد السوفيتي، فلو تم لهذا الزحف بالتقدم، لأكل الأخضر واليابس، بما فيها فلسطين، فكون المجاهدين يرحلون إلى تلك البلدان تاركين فلسطين ل(جحافل شارون وشارون نفسه) تدك مدينة عربية هي بيروت، وتطارد الفلسطينيين وتذبحهم في صبرا وشاتيلا وغيرها من المخيمات ذبح الشياه.. فهم يدفعون أقوى الضررين، ولكن الله حفظ وسلم.لقد أوردت يا أخي مقولات تفوه بها بعض المجاهدين آنذاك إذ قلت (مرة يقولون: إن اليهود كفرة، أما السوفييت فهم ملاحدة، ومرة يقولون: نحن لا نعين المنظمات العلمانية، ويقصدون بذلك المنظمات الفلسطينية)، لقد تقوَّلت على أموات، فأين مصدرك الذي أخذت منه هذه المقولات؟..
لِمَ لم تذكره للأمانة العلمية، وليقف القراء على كاتب يعتمد على أشياء موثقة وليس بحاطب ليل. أخي الكاتب الكريم، حين نريد أن ندعم الرأي يجب أن نأتي بالمصادر ولو عَرَضاً، أما الاعتماد على وجهة النظر الأحادية فهو جور، وافتقار إلى البحث والتحري، ولا تعوَّل على أنَّك ملزم بالكتابة في زاوية (شبه يومية) التي تلزمك السرعة في الكتابة، فها أنت الآن تتألم من عدم فهم الذين انتقدوك، على أنَّك لفي مسيس الحاجة إلى قوة الحجة، ولا أقول هذا لأعلمك ما تجهل، ولكنني أُذكرك بما نسيت، وإلا فالخير كل الخير أن لا تطرق مثل هذه الموضوعات.

أحمد بن عبدالعزيز المهوس


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved