Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

« الجزيرة » تتجول داخل سجن تبوك وتحاور نزلاءه (الحلقة الخامسة) « الجزيرة » تتجول داخل سجن تبوك وتحاور نزلاءه (الحلقة الخامسة)
نزيل: السجن غيَّر مجرى حياتي.. والسُكْر آفة

  * حلقات أعدها من سجن تبوك - عبدالرحمن العطوي:
السجن مدرسة لمن يعتبر منه ودروس مهمة في حياة الانسان وهو مراجعة للنفس وفي سلسلة لقاءاتنا مع عدد من نزلاء سجن تبوك نلتقي اليوم مع أحد النزلاء الذي أكد أن مكوثه في السجن غيّر كامل مجرى حياته ورجع إلى الله من خلال السجن وعرف طريق الحق من الخطأ.. ولقاؤنا كان مع النزيل بسجن تبوك (م.م.ش) يبلغ من العمر 45 عاماً قضيته كانت الاشتباه في شرب المسكرات.
يقول (م.م.ش) صدر بحقي حكم شرعي بالسجن ثلاث سنوات مع الجلد على فترات متفرقة وله بالسجن سنة وشهر.وعن طبيعة عمله قال: كنت أعمل في دولة الامارات العربية المتحدة وعند حضوري للمملكة وتحديدا مدينة تبوك قبض عليَّ في هذه القضية وصدر بحقي الحكم الشرعي الذي ذكرته لكم.
* كيف وجدت السجن؟
- والله ان سجون المملكة نعمة من نعم الله على كل من قدر الله له أن يقضي عقوبة شرعية بها ولا تقارن بأي سجن من سجون العالم فيكفيك حفظ القرآن الكريم والحلقات الدينية والندوات والمحافظة على الصلوات وكل ما تريده يوفر لك بالاضافة الى حفظ كرامة الانسان واحترامه وهذه شهادة لله اسأل عنها يوم الموقف العظيم.
* هل حفظت أي جزء من القرآن الكريم؟
- نعم والحمد لله فأنا تعليمي بسيط ورغم ذلك حفظت أربعة أجزاء ومستمر في حفظ القرآن الكريم حتى احفظه كاملاً بإذن الله ومنتظم في حلقات التحفيظ وحضور المحاضرات الدينية فقد تغيرت حياتي وأصبحت شخصاً آخر ورغم وصولي هذا العمر أكثر من 45 عاماً فأنا لم أتزوج ولم أفكر في الزواج والآن أصبحت أفكر لو جمعني الله مع بنت الحلال لأقضي بقية عمري في طاعة الله والبعد عن المعاصي وأود أن أقول نصيحة من أبيات من شعري لمن غرتهم الحياة الدنيا ومشوا في درب المعاصي وشرب الخمر:


يا شاربين الخمر مرة مرة
والثالثة بعد الوناسات بحبوس
الخمر ما به فود غير المضرة
ومن غير هذه ينشري الخمر بفلوس
للمال نقص وللمكاره يجر
شر يبته دايم من بؤس لبؤس

هذه نصيحة أوجهها عبر صحيفة (الجزيرة) لكل ذي عقل أن يبتعد عن شرب الخمر والمخدرات بأنواعها فهي تؤدي للذل والهوان وأقول لكل سجين في المملكة أن يحمد الله على نعمه وانه في سجون المملكة التي تحفظ كرامة الانسان وتقدم له سبل التوبة وان يستغل بقاءه في السجن في الاستفادة من ذلك والعودة الى الله، كما أنصح شباب اليوم بعدم السفر للخارج فهو والله مدعاة للشر والسير في طريق المخدرات وشرب المسكرات والمعاصي التي تؤدي بالانسان إلى التهلكة.
* كلمة أخيرة في نهاية اللقاء؟
* أرجو أن تسمحوا لي بأن أقدم نصيحة أخرى وهي عبارة عن قصيدة ألقيتها في حفل في السجن قبل عدة أشهر أمام عدد من المشايخ والمسؤولين في حفل تكريم لحفظة كتاب الله الكريم بالسجن وأقول فيها:


ودي أقدم لي نصيحة بهذا اليوم
فرصة سنحت لي فيه الشؤون الدينية
فرصة ثمينة ما يفيد الندم واللوم
كود احبتها وقنعة النفس مبغية
خلك غزوم وجازم يافتى قيدوم
وحذارى دروب ابليس تغويك موليه
بقوة عزيمة لا تؤجل محمله اليوم
عاود لربك واجعل الامر حسمية
العمر يمضي كالثواني ما هو بيدوم
وش ادخارك منها الاعمال مرضية
هيا معي نقصد واحد قيوم
يبدل سياستنا بحسنات مجزية
نقوم بالفرايض خمسها ونجتهد بالصوم
وان استطعنا الحج فلا باس به شيه
وكثر التمادي بالخطأ سائم ومشؤوم
الين تلقى النفس وحده خلاويه
لا تقول هذا واقع وصار لي مقسوم
احزم واعزم خلّ العزوم جزميه
بيدك خلاصك ماحدٍ بالبشر معصوم
ومن لا ندم ما يفيد لاقال عفوية

هذه نصيحة لمن أراد أن يسمعها ويتعظ منها وان يسيرعلى درب الحق فوالله ان الانسان لا يتعظ الا بعد ان يرى الواقع المرير الذي هو عليه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved