Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

اتركوا الإرهاب عودوا للرّشاد اتركوا الإرهاب عودوا للرّشاد
علاء الدين بن أحمد الجلود العبيدي

إنّها لمكرمة عظيمة، إنّها أحاسيس ومشاعر قائد هذه الأمة.
إنّها العفو عند المقدرة، وبعد المقدرة، وفي حالة الانتصار حقاً إنها لمكرمة عظيمة، يهتزُّ لها الفؤاد طرباً كما يهتز الهزار على غصنه أيام الربيع، فيشدو بألحانه المطربة.
كم بكت لها العيون فرحاً، كما أذهبت عن القلوب هموماً وأزاحت غموماً، كم طردت من أحزان.
إنها اللُّحمة بين القائد وشعبه، يشعر بآلامهم، يفرح لآمالهم، يحقق تطلعاتهم، يتلمَّس الجراح فيصف علاجها.
حكيم أنت أيها الملك العظيم، فقد كانت مقالتكم الحكيمة المتعالية، رفيعة القدر بقدر حكمتكم التي قال الله فيها: {وَمَن يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا}.
فالحكمة ما قلتم والحكمة ما أمرتم به على لسان ولي عهدكم الأمين المحبوب، الذي أعلنها صراحة مدوِّية عالية مكشوفة ظاهرة لا لَبْسَ فيها أمام العالم كله.
العفو - المسامحة - اللُحمة - الحياة - الاستقرار - الأمن - الصفح الجميل، دون ضعف، أو وهن، دون تخاذل أو تراجع، عفو عند المقدرة.
لقد فعل الفهد - حفظه الله ورعاه - وكذلك ولي عهده الأمين وهذه الحكومة الرشيدة. كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم عام الفتح حيث دخل مكة منتصراً فقال لأهلها تلك المقالة المشهورة (ما تظنُّون أني فاعل بكم).
قالوا: (أخ كريم وابن أخ كريم) فقال صلى الله عليه وسلم: (اذهبوا فأنتم الطلقاء).
فقالها الفهد وطبَّقها أعوانه وجنوده ..فبالأمس استسلم أحد المطلوبين أمنياً وهو صعبان الشهري فما كان له إلا العهد والوعد والصدق والوفاء فقد أُطلق وهو بَيْن أظهرنا آمن وفي مساجدنا يصلي وفي أسواقنا يمشي فهنيئاً له وهنيئاً لنا عودته وتوبته.
ليكن هذا شعارنا، وهذا أملنا، وهؤلاء الكرام هم قادتنا، وهذا هو شعبنا السمح المتسامح، وإننا لنهيب بمن ضُلِّلوا من أبنائنا وإخواننا ان يراجعوا أنفسهم ويعودوا لرشدهم، فليس عيباً ان يخطئ الإنسان ولكن العيب كل العيب ان يصرّ الإنسان على خطئه. قال صلى الله عليه وسلم: (كل ابن آدم خطّاء وخير الخطائين التوابون). حديث صحيح.
وقال الله سبحانه: {قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ } (53) سورة الزمر.
فله الحمد والشكر على مراجعة بعض أبنائنا أنفسهم ونبذهم الأهواء وقدومهم طائعين تائبين فها هي طلائعهم قد أقبلت وها نحن نستقبلهم بالحب والعفو ونحن بانتظار الباقين - لنحقن الدماء - ونجمع الشمل ونعيد الفرحة ونعيش بأمان فإن بلادنا مضرب المثل بالأمن والأمان.
قال الله سبحانه: {الَّذِينَ آمَنُواْ وَلَمْ يَلْبِسُواْ إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُوْلَئِكَ لَهُمُ الأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ} (82) سورة الأنعام.
وهذه قصيدة نُصح علَّها تجد قلوباً واعية وآذاناً صاغية فهي من القلب لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.


أيّها البَاغونَ في كلّ البلادْ
اترُكوا الإرهابَ عُودوا للرّشادْ
نحنُ منكمْ ولكمْ نعطي العُهُودْ
ارجعوا للحقِّ من دونِ عِنادْ
قالها فهدٌ أمانٌ عَهْدُنا
وكذا قال الوليُّ في سَدَادْ
قدْ نَصَحْنا فَخُذوا في نُصْحِنا
نُمْهِلُ الفارِّينَ شهراً للمِعادْ
آمنٌ حقّاً وصِدْقاً آمنٌ
منْ أتانا دونَ تحريكِ الزِّنادْ
هذه فُرصَتُكمْ فلتحذروا
أنْ تُضِيعُوها بلا نَيْلِ المُرادْ
فَدَعوا كلَّ شكوكٍ جانباً
وادخلوا في السِّلمِ قدْ فَاحَ الوُدادْ
فعُطُورٌ وزُهُورٌ دَرْبُنا
قد زرعناها لأحْبابِ الفُؤادْ
شاركونا فرحةً إن رمْتُمو
أن نعيشَ اليوم من دونِ اصطيادْ (1)
فَجِهادٌ ليسَ هذا درْبهُ
في فلسطينَ وفي القدسِ الجهادْ
أيها التائبُ أهلاً مرحباً
فطليقٌ أنتَ حرٌّ يا زِيادْ
ناشِدِ الأحبابَ ممَّنْ ضُلِّلُوا
كيْ يؤوبوا (2) بعدَ ذَيَّاكَ الفسادْ
فعُهودٌ قد قطعناها لهمْ
نُشْهِد الرحمنَ خلاّق العبادْ
لا نخُونُ العَهْدَ أو نَنْكُثُهُ
خابَ مَنْ خانَ عُهُوداً أو أرادْ

(1) دون اصطياد: دون قتل
(2) يؤوبوا: يرجعوا


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved