Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

مهرجانات الصيف بين الشعار والإنجاز؟! مهرجانات الصيف بين الشعار والإنجاز؟!
ناهد بنت أنور التادفي / عضو الجمعية السعودية للإعلام والاتصال

في ظل الشعارات الجذابة لمهرجاناتنا الصيفية التي تبرز الوجه الحضاري والجميل لمواقعنا السياحية ولسياحتنا الوطنية، نتساءل: هل تجاوزنا بريق (الشعار) إلى حقيقة (الفعل) و(الإنجاز)؟ وهل استطعنا بالفعل أن نحوّل مرارة الواقع إلى حلاوة الإعلان عن سياحة داخلية مهمة؟ وماذا بعد تلك المهرجانات؟ هل تم التقويم اللازم لها من قبل جهة الاختصاص؟ وفي ضوئه هل تم استشراف المستقبل السياحي لتلك المناطق؟
أسئلة عدة ولدت من واقع المراجعة والتقويم، واشتعلت في ذاتي لهذا الاكتساح المبكر للإعلان عن سياحة وطنية عبر الأثير:
[ أولا: لماذا هذه المهرجانات؟
طبيعة المناخ الصيفي في هذه البلاد تفرض على أهلها البحث عن فرص تنعشهم وتجلب لهم الترفيه البريء المناسب لعاداتهم وتقاليدهم، ومما تتميز به هذه البلاد مساحتها الشاسعة؛ وبالتالي تنوع مناخها في أركانها المختلفة؛ مما يتيح ازدهار نشاط سياحي حقيقي وممتع ومفيد أيضا، ولكن ليس بمقدور كل الناس المغادرة إلى المصايف في الجنوب أو إلى الطائف أو غيرها؛ فهناك من يرتبط بعمله الوظيفي، وهناك من يتابع أعماله الخاصة. ورغم ذلك فإن الأسرة بكاملها في حاجة إلى التخلص من ضغط الظروف المناخية والروتين الحياتي؛ ومن هنا ظهرت الحاجة إلى مهرجانات الصيف في أكثر المدن.. بغض النظر عن وجود المقوّمات التي تساعد على النجاح أو عدم وجودها؟
[ ثانياً: إطلالة على الواقع
هناك مهرجانات صيفية ناجحة وأخرى فاشلة وثالثة بين بين؟ والسؤال: لماذا؟
لن آتي بأمثلة ولكنني سأحاول أن أعطي صورة واضحة عن الوضع العام لهذه المهرجانات عن طريق بيان مقومات النجاح وأسباب الفشل.
<< مقومات المهرجان الناجح، كثيرة، ومن أهمها:
1 - الطبيعة وأدوات الترفيه، مثل المناخ، البحر، الشواطئ الجميلة المنظمة، المتنزهات المهيأة، الملاهي المحققة لرغبات كل الأسرة، المسابقات الجيدة، تنويع النشاطات لتحقيق رغبة أكبر شريحة من المجتمع... إلخ.
2 - العقول القادرة على توظيف ذلك كله في نشاط مميز وسلس، تغوص الأسرة كلها في فعالياته دون أن تشعر بالوقت أو الضجر أو ما ينغص استمتاعها.
3 - التخطيط الحكيم والمتابعة المستمرة.. الناجح لا يتثاءب أبداً؛ ولذا نجد أن المهرجانات الناجحة يبدأ التخطيط لها منذ وقت مبكر.. ثم بعد بدئها هناك لجان فعالة تتابع وتقوّم وتعالج السلبيات في وقتها بحكمة وحزم دون تردد.
4 - الدعاية المنظمة، فكم من مهرجان شد الناس إليه بسبب تميز شعاره الدعائي.. مما جذب الناس إليه.. وأيضاً لابد من حسن اختيار الدعاية وبعناية.. فلابد أن تكون مركزة.. ولا بد أن تكون في وقتها.. وإذا تأخرت عن وقتها فلا فائدة منها.
5 - التوقيت السليم لتاريخ بدء المهرجان ونهايته ولتوقيت فعالياته وتنظيم أوقاتها بحسب طبيعة كل فعالية، فهذا يتيح للأسرة الاستمتاع الحقيقي بالمهرجان.
6 - آخرها وهو أهمها على الإطلاق العامل الاقتصادي أي مصادر التمويل.. ومصادر التمويل تأتي من طريقين الطريق الأول الانتماء الوطني المجرد أي رغبة الممول في إنعاش سياحة وطنه أو مدينته فيدفع تبرعا غير مشروط، والطريق الثاني الدافع الاستثماري أي التمويل بهدف دعائي أو تسويقي عن طريق فعاليات المهرجان التجارية والإعلامية والتفاعلية.
<< أسباب فشل بعض المهرجانات:
1 - ضعف التخطيط, بسبب الارتجال وفوضى التنظيم، وضعف المتابعة.. إلخ.
2 - الاقتصاديات الضعيفة، فالمهرجانات الناجحة تحتاج إلى مصادر تمويل ضخمة - كما أسلفت، ولكن للأسف هناك مهرجانات تقام باجتهادات شخصية ودون وجود مصادر تمويل حقيقي فتفشل أو تضعف على الأقل.
3 - المنافسة غير الشريفة.. فهناك مهرجانات أنشئت لمجرد منافسة مدن أخرى وقد تكون قريبة منها جداًَ لمجرد العصبية؛ مما يجر إلى تداخل الفعاليات وعدم الاستفادة الحقيقية منها.
[ ثالثا: المأمول من مهرجانات الصيف:
1 - تنويع نشاطاتها، فإذا كانت نشاطات كل عام هي ذاتها نشاطات العام الماضي سئم الناس منها وتركوها إلى غيرها.
2 - حسن اختيار الشخصيات المشاركة في المهرجان، من ذوي العلم والخبرة، وتجديد هذه الأسماء كل عام، ليكون هناك حافز وتطلع من المتابعين للمهرجان وإلى جديده في كل عام.
3 - إدخال تعديلات مستمرة على مكان الاحتفال في موقعه وديكوراته؛ كي يشعر المتابع بالتجديد، ولإيجاد منافسة حقيقية بين المواقع المختلفة.
4 - المتابعة الإعلامية الفعالة لهذه المهرجانات؛ فالوسائل الإعلامية تقدم منذ سنوات مادة إعلامية تلفزيونية وإذاعية وصحفية عن هذه المهرجانات في مختلف الفعاليات.. ولكن المأمول تفاعل حقيقي لا يقتصر على رسالة يومية رتيبة ومملة وإنما مشاركة في مسابقات الفعاليات في مواقعها المختلفة.. ولقاءات حية ونحو ذلك مما نراه ونشاهده في بعض القنوات الفضائية الناجحة.
5 - الاستفادة من الاستبيانات، وذلك بتكليف بيوت خبرة استشارية لدراسة نقاط الضعف والقوة في المهرجان وفق أسس دراسة علمية حقيقية للاستفادة منها في كل نشاط قادم.
6 - ضرورة التنسيق بين مختلف المهرجانات في بلادنا للاستفادة من الخبرات.. ولتلافي السلبيات.. وهذا العنصر للأسف الشديد مفقود.. وأتطلع إلى أن تقوم الهيئة العليا للسياحة بواجبها في هذا المجال فتتولى التنسيق بين تلك المهرجانات.
إن آمالنا بنشاط سياحي متميز يناسب خصوصية بلادنا وقيمنا الموروثة كبيرة.. ومما يعزز هذا الأمل ما تتمتع به بلادنا ولله الحمد من الموارد ومقومات الجذب السياحي, وفضلا عن كونها مهد الإسلام وموطن الحرمين الشريفين فإنها تحظى بتميز جغرافي حضاري عريق, وتمتلك موارد الطبيعة المتنوعة وتراثا ثقافيا واجتماعيا زاخراً ومقومات من البيئة الأساسية التي يمكن أن تسهم في تنمية سياحة ناجحة ومتميزة - بإذن الله تعالى.

الرياض - فاكس 014803452
www.nahidanwar.net


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved