Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

دعوة للأثرياء وأصحاب الوصايا دعوة للأثرياء وأصحاب الوصايا
وهل من التفاتة لمغسلي (الأموات)؟!

حملت عزيزتي الجزيرة في عددها الصادر يوم الأربعاء الموافق 5-5-1425هـ عنوانين حول المقابر ومغاسل الموتى، والموت والحديث عنه صعب لأنه يفيد بفراق الأحبة عن بعضهم وقدوم إلى حساب دقيق، وانتهاء الحياة يأتي بأشكال متعددة فمن موت طبيعي إلى موت بسبب حادث إلى موت بالغرق إلى موت بالحرق إلى موت بتنفيذ القصاص إلى غير ذلك وليس الحديث عن الموت فقد تعددت الأسباب والموت واحد، ولكن من يتولى أولئك بعد موتهم من تغسيلهم وتكفينهم وتلحيدهم ودفنهم ولئن كان التلحيد والدفن ليسا مشكلة غير أن من يطلع على خفايا الأموات وحالاتهم هو الأمر الصعب والصعب جدا أن ذلك هو ما يطلع عليه المغسلون فقط، فهذا ميت قد تقطع فيؤتى به في كيس لتغسيله وذلك يؤتى به وقد تلزق جلده من الحريق وآخر يؤتى به منتفخ البطن لطول بقائه بعد الموت وقد أصبح ذا رائحة كريهة، حالات وحالات يتولاها أولئك المغسلون تشمئز منها الأنفس، ولكن الله سبحانه وتعالى قيض لها أناسا (ذكوراً ونساءاً) يتعاملون معها وفق متطلباتها بكل رفق وهدوء مصحوبا بصبر، ومن أولئك من يعمل بأجر وآخرون احتسابا لوجه الله، وقد تفرغوا وربطوا أنفسهم لذلك ووضعوا عناوينهم وهواتفهم للعمل ليلا ونهارا ابتغاء وجه الله، أولئك الذين نذروا أنفسهم لهذا العمل وللتعامل مع الحالات التي أشرت إلى بعض منها عندما تبحث حالتهم المادية تجدهم أو أغلبهم أصحاب أسر كبيرة وقد تجد منازلهم بالإيجار هم يعملون لوجه الله تعالى وربما يسعون لتعليم غيرهم هذه المهنة الصعبة حتى لا نحتاج في يوم من الأيام إلى من يقوم بهذا العمل من غير أبنائنا، ومن يطلع على وصايا أصحابنا من الأثرياء وغيرهم يجد أن تركيزهم في تلك الوصايا والأوقاف في غالبها أن تكون في أوجه البر، وفي رأيي المتواضع أن تغسيل الموتى وتكفينهم ودفنهم من أعظم أعمال البر وأن أحق المستحقين لذلك هم الذين نذروا أنفسهم لهذا العمل الشاق والمفزع حتى وإن كانوا يعملون لوجه الله تعالى حيث لا ننافي بين الاثنين، ثم يليهم الذين يعملون مقابل أجر يأخذونه من الدولة كموظفي تغسيل الأموات، لأن مراتب أولئك تكون غالبا على البند أو في مراتب دنيا.. ليت أصحاب الفضيلة في المحاكم وكتابات العدل يلتفتون لذلك ويبدون آرائهم لمن يأتي لكتابة وصية أو لإيقاف وقف أو لتوثيق شيء من ذلك فيبدون آرائهم لأصحابها بجعل شيء منها لصالح أولئك، حيث المقصود من تلك الوصايا والأوقاف فعل البر واكتساب الأجر للموصي حيا كان أو ميتا فالناس فيهم الخير ويبحثون عنه ولكنهم يحتاجون إلى من يرشدهم إلى مواطنه والقضاة وكتاب العدل هم خير من يؤخذ منهم في هذا المجال، كما أن هناك رأياً آخر يختص بالبلديات عموما وهي التي تعين على وظائف تغسيل الموتى بأن تسعى لخدمة أولئك من حيث منحهم قطع أراض مما تقوم بتوزيعه على المواطنين وأن ترفع مستوى مراتب أولئك وأن تلزم كل من يتم تعيينه على شيء منها بمزاولة عملها إن كان أحد منهم بعيداً عن ذلك، وأن تعطي لهم الدورات المكثفة في هذا المجال، هذه وجهة نظر... والله الموفق والهادي إلى سواء السبيل.

محمد بن عبدالرحمن الفراج
ص.ب 5726 بريدة 51432


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved