Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

الإثنين والخميس أفضل أيام الحجامة..وعلاج الصداع أبرز فوائدها: الإثنين والخميس أفضل أيام الحجامة..وعلاج الصداع أبرز فوائدها:
الحجَّامون أطباء في نجران

* نجران - أحمد معيدي:
يبحث الناس عن الصحة الدائمة، والعافية باذلين في ذلك الغالي والنفيس، يذهبون إلى الاستشاريين في أرقى المراكز المتخصصة، وقد يذهبون إلى السحرة والكهنة إن لزم الأمر ما دام أن هناك أملاً يرجونه في الشفاء.
أما بعضهم الآخر فيلتزم الوسطية ويختار الطب الشعبي الذي يجدي نفعاً بعيداً عن المبالغ الطائلة أو الخرافات الزائلة.
والحجامة واحدة من هذا الطب، وهي وسيلة مشروعة حسب الروايات والأدلة التي أباحت التداوي بها.
وأكثر من يقبل على الحجامة هم كبار السن الذين ترهقهم أمراض الشيخوخة وأعراضها فيحاولون دفع أمراضهم حتى لو بذلوا جزءاً من دمهم ولكن الفاسد منه فقط.
ما هي الحجامة؟
هي حرفة وفعل الحَجَام، والحَجْمُ: المَصّ، يقال: حَجَمَ الصبيُ ثدي أمه إذا مصه.. والحَجَّامُ: المَصَّاصُ.
والحجامة معروفة منذ القدم، عرفها الصينيون والبابليون والفراعنة، ودلت آثارهم وصورهم المنحوتة على استخدامهم الحجامة في علاج بعض الأمراض، وكانوا في السابق يستخدمون الكؤوس المعدنية وقرون الثيران وأشجار البامبو لهذا الغرض وكانوا يفرغونها من الهواء بعد وضعها على الجلد عن طريق المص ومن ثم استخدمت الكاسات الزجاجية والتي كانوا يفرغون منها الهواء عن طريق حرق قطعة من القطن أو الصوف داخل الكأس.
واستمرت الحجامة بعد ذلك يتناقلها الأجيال كإحدى وسائل الطب المتوفرة وابرز وسائل العلاج في عهدهم.
وفي نجران في جنوب المملكة مازالت مهنة مصاصي الدماء أي الحجامة تلقى رواجاً واسعاً في أوساط المجتمع وكبار السن بالذات والذين يفضلونها على الطب الحديث باعتبارها موروثاً شعبياً ووسيلة ناجعة لعلاج كل الأمراض حسب معتقداتهم ولانها مازالت خالية من شوائب الحضارة التي تعتمد على المواد الصناعية الضارة وتخوفاً من الأخطاء الطبية وكذلك تمثُّلاً بأسلافهم الذين عاشوا وبادوا على وسائلهم الطبية البسيطة.
أحد المرضى يقول: كنت أعاني من ألم شديد في اسفل الظهر وكنت لا أستطيع الجلوس إلا متكئاً على وسادة أو غيرها، ذهبت إلى الحجام وطلبت منه أن يضع المحجمة على موضع الألم، وبعد الحجامة وجدت خفة وراحة وشفيت من ذلك الألم ولله الحمد.
آخر يقول: كنت أعاني من صداع شديد لم تفلح معه الأدوية والمسكنات، نصحني أحد الإخوة بالحجامة، ذهبت للحجّام وذكرت له ما أعانيه من شدة الصداع فوضع المحجمة على هامتي، وبدأ في مص المحجمة، وبعدما أزال المحجمة عجب الحجام من لون الدم فقد كان لونه للقطران هو اقرب منه للدم، وبعدها خفّ الصداع كثيراً ولله الحمد.
وآخر كان لا يستطيع أن يركع الركوع الصحيح في الصلاة بسبب ألم في ظهره، وبعد الحجامة ذهب عنه ما يجد من الألم وأصبح يركع الركوع الصحيح ولا يشعر بشيء ولله الحمد.
أوقات الحجامة
عن أنس بن مالك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: من أراد الحجامة فليتحرَّ سبعة عشر أو تسعة عشر أو إحدى وعشرين ولا يتبيَّغ بأحدكم الدم فيقتله. رواه ابن ماجة في سننه، وفي رواية عن نافع عن ابن عمر قال يا نافع قد تبيَّغ بي الدم فالتمس لي حجاماً واجعله رفيقاً إن استطعت ولا تجعله شيخاً كبيراً ولا صبياً صغيراً فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: الحجامة على الريق أمثل وفيه شفاء وبركة وتزيد في العقل وفي الحفظ فاحتجموا على بركة الله يوم الخميس واجتنبوا الحجامة يوم الأربعاء والجمعة والسبت ويوم الأحد تحرياً واحتجموا يوم الاثنين والثلاثاء فإنه اليوم الذي عافى الله فيه أيوب من البلاء وضربه بالبلاء يوم الأربعاء فإنه لا يبدو جُذام ولا برص إلا يوم الأربعاء أو ليلة الأربعاء. رواه ابن ماجة.
آلة وطريقة الحجامة
تؤخذ كأس زجاجية ضيقة الفم واسعة البطن حجمها نحو الرمانة الصغيرة، ثم تحرق قطعة من الورق أو قليل من القطن ويُرمى بها داخل الكأس، وتوضع في الحال على الجلد سوف تنطفىء النار وينسحب الجلد إلى داخل الكأس، ويمكن أن تضع قطعة من الكرتون، تركز عليها قطعة صغيرة من شمعة مشتعلة وتوضع المحجمة فوقها.. وكانت القرون تستخدم في السابق في عملية الحجامة وكذلك ما زال استعمالها منتشراً في الأوقات الحالية في بعض المناطق الشعبية في نجران.
يوضع كل من الزجاجة أو القرن في المكان الذي يحس فيه بالألم وكثيراً من الأحيان يوضع في الرأس وبالتحديد في مؤخرته وذلك لوجود كل الأعضاء الحساسة في الرأس باعتباره أهم عضو في الجسم البشري وبالضغط على الجلد يتم تثبيت الأداة على الموضع الذي تم جرحه ويبدأ الحجام بمص الدم ومجه خارجاً حتى يتوقف خروج الدم وبعد عشر دقائق من آخر مصة يبعد الحجام القرن من الموضع ويبدأ بتطهير الجرح وهكذا.
لون الدم
لون الدم هو الذي يحدد حاجة المريض ودرجة المرض بالنسبة للحجام وذلك كالتالي:
عدم خروج الدم: قد يستدل به على سلامة العضو من العلل.
دم أحمر سائل: قد يستدل به على سلامة ذلك الموضع من العلل.
دم أسود سائل: يستدل به على وجود أخلاط ضارة في ذلك العضو.
دم أسود متخثر: يستدل به على وجود أخلاط كثيرة ضارة في ذلك العضو.
توقف خروج الدم أو خروج البلازما المادة الصفراء يُستفاد منه على نهاية الحجامة.
بعد الحجامة
يمتنع من يريد أن يحتجم عن الجماع قبل الحجامة مدة 12 ساعة وبعد الحجامة لمدة 24 ساعة ويمتنع عن شرب السوائل شديدة البرودة لمدة 24 ساعة ويغطي المحتجم موضع الحجامة ولا يعرضه للهواء البارد.
ويجب ألا يأكل المحتجم طعاماً مالحاً أو فيه بهارات بعدها، بل ينتظر لمدة ثلاث ساعات أو نحوها، ويجب أن يرتاح المريض ولا يجهد نفسه ولا يغضب بعد الحجامة لمدة يوم أو يومين وعدم أخذ الراحة الكافية سبب في عودة الألم مرة ثانية.. بعض الناس يشعر بارتفاع في درجة حرارة في الجسم وذلك ثاني يوم من الحجامة، هذا أمر طبيعي ويزول بسرعة، بعض الناس يشعر بغثيان أو يحصل له إسهال عندما يحتجم في ظهره، هذا أيضاً أمر طبيعي.
فوائد الحجامة
يقول الدكتور علي رمضان إن الحجامة تنفع كثيراً بإذن الله تعالى في حالات الصداع المزمن الذي فشلت معه الوسائل الأخرى، وفي حالات الآلام الروماتيزمية المختلفة خاصة آلام الرقبة والظهر والساقين وكذلك بعض حالات تيبس أو تورم المفاصل المختلفة والآلام والحرقان الموجود في الأطراف خاصة مرضى السكر والضغط المرتفع وبعض الحالات النفسية وحالات الشلل وقد وجد بعض المعالجين بالقرآن الكريم أن قراءة القرآن أثناء الحجامة تساعد الكثير من المرضى.. آلام الظهر والمفاصل والنقرس وأمراض البطن (إمساك، عسر هضم، عدم شهية، الأرق، ومشاكل الحيض).
تأثير الحجامة
يقول الحجّامون: الجن يتلبس الإنسان لأسباب عدة منها العين والسحر والعشق والأذى، ويتأثر الجان عندما تستفرغ مادة السحر والعين بالحجامة فتجد المريض في حالة اضطراب وارتعاش بل وإغماء أو حضور كامل أو جزئي قبيل وقت الحجامة، وبعض الجن يكون مقيَّداً في أماكن محددة في الجسد، وربما تكون هذه الاماكن هي مواضع الحجامة، فاما انه يهرب قبل الحجامة أو ينفر المريض منها وهناك حالات يحضر الجان حضوراً كاملاً فلا يشعر المريض بالألم حتى ينتهي منه، وحالات يطلب خادم السحر حجامة المسحور في موضع معين من الجسم لتخفيف كمية السحر الذي يؤثر على المريض، وهذه الأمور غيبية لا نعلم سببها، فبعض الجن يتأذون من الحجامة.. وآخرون يطلبون الحجامة والنتيجة واحدة هي منفعة المريض بإذن الله تعالى.
ومن المعلوم أن الجان يجري من ابن آدم مجرى الدم كما ورد في الحديث, ولعله يتسبب في ترك بعض الأخلاط الضارة في عصب وعضل وعروق الإنسان، والحجامة تستفرغ هذه الأخلاط إذا ما وقعت عليها.
أما العين فإذا اصابت الإنسان يكون لها حيز وجرم داخل جسم الإنسان، إما على شكل بخار أو سائل أو زلال، ومع الرقية تخرج على شكل رشح (عرق) أو على شكل بخار مع التثاؤب او على شكل زلال مع البلغم والإسهالات، ويُستفاد من الحجامة بأنها تمتص العين أو بعضها من الأماكن القريبة من سطح الجلد إذا ما وقعت عليها.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved