Thursday 1st July,200411599العددالخميس 13 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "تحقيقات"

ابْتُكرت وطُبِّقت بمدرسة طيبة بالجبيل ابْتُكرت وطُبِّقت بمدرسة طيبة بالجبيل
تدريس الرياضيات بطريقة جديدة تعتمد على معمل تطبيقي حسِّي

* الجبيل - ظافر الدوسري:
تشكل مادة الرياضيات هاجساً نفسياً لدى الكثير من الطلاب، هل لكونها صعبة غير مهضومة؟ أم لكونها خيالية وبعيدة عن الواقع؟ لا بالطبع. اذن ما الذي يجعل الكثير من طلابنا متأخرين في مستوياتهم؟ يقول المختصون إن أسباب التأخر الذي أصاب طلاب المدارس في المملكة في هذه المادة كونهم لا يربطون بين ما هو موجود في الكتب وما هو على أرض الواقع فيتلقى التلميذ معلومات كثيرة لا حصر لها ونجد أنها (مادة الرياضيات) مجردة في عمومها فلا بد من تطبيقها..
ومن هذا المنطلق ولتحقيق الهدف التطبيقي الذي يساير التطور التعليمي في العملية التدريسية خاصة في مادة الرياضيات حققت مدرسة طيبة الابتدائية بمجمع التحلية السكني بمحافظة الجبيل إنجازاً يضاف إلى إنجازات ادارة المدرسة والمعلمين فيها حيث انتهت مؤخراً من العمل في إنشاء معمل لمادة الرياضيات ليكون جاهزا لاستخدامه مع بداية العام الدراسي الجديد ليتمكن الطلاب من تطبيق هذه المادة على أرض الواقع ولعقد الدورات التنشيطية للمعلمين الجدد بالمحافظة.
ولتسليط الضوء اكثر حول هذا العمل واهدافه والآمال المرجوة منه قامت (الجزيرة) بجولة فيه والتقت بالمختصين والمشرفين عليه.
معمل تطبيقي:
في البداية تحدث مدير المدرسة الأستاذ أحمد العماري عن أهداف انشاء معمل الرياضيات بمدرسة طيبة قائلاً: لتهيئة الجو الدراسي للتلاميذ واخراجهم من الروتين السائد في اكثر المدارس في المملكة عمدنا إلى تدريس الرياضيات في جو يسوده المناخ التطبيقي الذي يتلاءم مع متطلبات المادة حيث إن الاستعداد النفسي والذهني سيكون مختلفا تماما عنه بالطرق التقليدية السابقة وكذلك تدريس الرياضيات بطريقة حديثة، ولعل من أهم أسباب التأخر الذي أصاب طلاب المدارس في المملكة كونهم لا يربطون بين ما هو موجود في الكتب وما هو على أرض الواقع فيتلقى التلميذ معلومات كثيرة لا حصر لها ونجد أنها مجردة في عمومها لذلك عمدنا إلى ايجاد معمل لمادة الرياضيات كونها مادة تطبيقية تعتمد على المحسوسات لا المجردات غالباً، وتكمن أهمية المعمل في كونه يعرض المعلومة بشكل تدريجي محسوس وملموس بطرق حديثة بالإضافة إلى أن هذا المعمل سيكون مهيأً لعقد الدورات التدريبية والدورات التنشيطية لمعلمي المادة على مدار العام.
وأشار الأستاذ العماري إلى أن الفضل في هذا العمل يعود بعد الله لجهود الاستاذ ساير الجعيد الذي يملك حق الفكرة وتنفيذها وهذا بلا شك سوف يعود بالنفع والفائدة الكبيرة على طلاب هذه المدرسة خصوصا وكافة طلاب المدارس ممن ستطبق أمامهم التجربة في حال قناعة القائمين على تدريس المادة بها في مدارسهم.
المعرض لا يقارن بالمعمل
بعد ذلك التقينا بالاستاذ ساير ساعد الجعيد خريج كلية المعلمين وصاحب الفكرة فقال: إن هذا المعمل يختلف تماماً عن المعارض التي تقام لمادة الرياضيات اذ كثيراً ما نسمع بإقامة معارض للمادة لا تحقق الفائدة الكبيرة لفهم الطالب وانما يقتصر المعرض لمعرفة الشيء فقط ناهيك عن كونه وقتيا ومن ثم تغلق ابوابه بينما المعمل شبه ثابت بالمدرسة يمارسه الطلاب ويطبقون المادة كما قلنا على ارض الواقع ويعيشون جو المادة وسوف يخدم أكثر من 300 طالب بالمدرسة.
واضاف يقول: إن المعمل ورشة عمل يمارس فيها الطالب مختلف المهارات الرياضية مع وجود الوسائل المعينة والمسهلة لفهم مادة الرياضيات كما يتعلم الطالب الرياضيات باكتشاف المبادىء وتطبيق التجريدات الرياضية في مواقف عملية من خلال تمثيلها بأشياء ملموسة أو محسوسة ونماذج وانشطة عملية مثل الالعاب.
وعن استخدام معمل الرياضيات عموماً قال بأنها تساعد الأنشطة المعملية في تحقيق الأهداف المعرفية والوجدانية وتساعد الطلاب على كيفية الاستقلال وتمكنهم من اكتشاف مبادىء ونماذج رياضية وممارسة اساليب القياس والتقريب والتقدير والتحويلات عن طريق الممارسة الفعلية والعملية.
منشأ الفكرة
وعن الاسباب التي دعته للقيام بإنشاء المعمل قال شاهدت ظاهرة ضعف الطلاب الشديد في مادة الرياضيات مما جعلني أسعى لطرح هذه الفكرة لكسر الروتين المعتاد في تدريس هذه المادة خاصة ان اللبنة الاولى في التعليم تعتمد على مادة الرياضيات في المرحلة الابتدائية فاذا لم يكن الاساس قوياً سوف يواجه الطلاب عقبات كبيرة في فهم الرياضيات المتطورة في المراحل ما بعد الابتدائية وهم غير ملامين في هذا الشأن اذا كنا نسير على الوتيرة العقيمة في تدريس هذه المادة كما هو في واقعنا حاليا بالإضافة إلى أنني شاهدت نتائج مذهلة حققها الاستاذان علي العامودي ورائد بخاري اللذان يدرسان في مدرسة الجاحظ بالطائف وعملت معهم لفترة في تطوير مستويات الطلاب عموماً.
واردف يقول: كما أنني جعلت الطلاب المميزين يشاركونني الرأي في كيفية انشاء هذا المعمل وبعد ذلك قمت وتابعت العمل وواجهت صعوبات في جلب الأدوات وترتيبها التي اخذت جل وقتي إلى أن وصلنا لهذه المرحلة التي تنتظر التفعيل فقط، ونوه بوقفة ادارة المدرسة التي شعرت بأهمية ودور المعمل في العملية التدريسية والنتائج المتوقعة بإذن الله لذا فان هذا المعمل يجير بحق وبجدارة باسم مدرسة طيبة الابتدائية، كما لا أنسى هنا الدور الذي قامت به ادارة محطات تحلية المياه التي قدمت خدماتها المدنية وغيرها منذ أول لبنة بدأناها في انشاء المعمل وحتى الانتهاء منه وهذا بلا شك سيعود بالنفع على ابناء موظفي تحلية المياه خصوصاً.
تجاهل مكتب الإشراف
وعن مدى التعاون بينه وبين مكتب الاشراف بمحافظة الجبيل وهل تم دعمه لهذا العمل فقال: المسؤولون بمكتب الاشراف للاسف لم يحصل منهم أي تعاون أو دعم ولم يكن هناك أي تقبل لهذه الفكرة بالشكل المحفز سوى أن موقفهم كان في نطاق ضيق لا يكاد يذكر لأنهم لم يشعروا بأهمية المعمل وأهدافه المستقبلية المرجوة.
واردف يقول: لم يتم أي تكريم سوى ورقة فاكس بسيطة شكر لادارة المدرسة على إنشاء هذا المعمل، لذا تقدمت متأسفاً بطلب نقل من هذا المكتب بسبب تجاهله للعمل والجهد الذي قمت به وإنني متأكد انه حينما ينشأ مثل هذا المعمل في مكان آخر سيجد الاهتمام والتقدير بشكل يليق بأهمية وقيمة مثل هذه الإنجازات والتي تجعلنا نتقدم حضاريا في طريقتنا التعليمية لأبنائنا.وعن آماله المستقبلية قال: سوف نقوم في الفترة القادمة بإذن الله بإنشاء معمل لمادة الرياضيات متنقل وهو صورة مصغرة للمعمل الثابت وهو يفيد المعلم في استخدامه في حال انشغال المعمل وهو عبارة عن سبورة ذات عجلات متحركة يمكن التنقل بها لأي فصل بالمدرسة وفيها أغلب الادوات الضرورية لتطبيق مادة الرياضيات بشكل حضاري، وناشد الاستاذ ساير بتفعيل هذا المعمل بشكل يساير التطور الحضاري في التعليم.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved