إضاءة
خبيرات التجميل
د. محمد غياث التركماني*

إنه موسم الأعراس، فالأسواق ملأى بالناس، والباعة ينتظرون خروج اليد من الجيب لشراء الذهب والألماس.
إنه موسم الزواجات كما يسمونه، أي أنه موسم الأفراح (أدامها الله نعمة).
ومع هذا الموسم تنشط بيوت الأفراح، ويلتهم (المفطّح) وتنتبج (الكروش) وتنتعش الأسواق أيضاً. فساتين الزفاف، الذهب والألماس وما يتبعها من مستلزمات العروس والعريس فهما يفتشان عن أفضل الطرق كي يظهرا في يوم الزفاف في أجمل حلة ومظهر، والحاضرون أيضاً لهم نصيب في ذلك فالتي تزوجت العام الماضي تريد أن تظهر بأنها لا تزال عروساً، والتي لم تتزوج بعد تريد أن تخبر من حولها بأنها الأحق بأن تكون العروس القادمة، ويأخذ الجلد والبشرة والشعر الهم الأكبر لدى معظمهن فيبدأن بالتفتيش عن أفضل الطرق للحصول على بشرة جميلة نضرة يافعة كي يبدون ولا أحلى في يوم الزفاف. ولم لا فهذه ليلة لا وكل الليالي ((ومبروك سلفاً للجميع)).
ويبدأ الناس بمراجعة صالونات التجميل والحلاقة الذين يفتون لهم شرقاً وغرباً، ولا تستغرب إن لم تجد موعداً لدى خبيرة التجميل ((فلانة)) لأنها مشغولة طوال أيام الصيف.... ومع أن معظمهن يعرفن حدودهن ويعملن في مجال تخصصهن على أكمل وجه لكن البعض منهن يعتبرن أنفسهن طبيبات مختصات في أحدث وأقدم وأعقد المشاكل الجلدية، ولا يكاد يمر يوم في العيادة إلا أرى وزملائي الأطباء بعضاً من مآسي أولئك الخبيرات.
حروق في الوجه بعد تشميعه وإسمرار تال لتقشيره وتساقط شعر بعد فرده وحبوب وبثور بعد نتفه وتحسس جلدي بعد تدليكه وتسلخات وتشققات بعد حمام (صاروخي) عفواً مغربي.
ثم يقال: يا دكتور (صلّح) ما أفسدته الخبيرات. وقد قيل قديماً ((لا يصلح العطار ما أفسده الدهر))، ونقول اليوم ((لا يصلح الطبيب ما أفسدته الخبيرات)). إلا من رحم ربي والله المستعان.