|
|
انت في
|
|
لعل من أهم ما يميز وظيفة الضابط في أي قطاع عسكري هنا هو أن تعيينه وترقيته تأتي بمرسوم ملكي, أي أن وجوده في هذه الوظيفة لا بد أن يوافق عليه ويؤيده أعلى الهرم في البلاد, وهو خادم الحرمين الشريفين, وهذا التميز يتطلب أموراً تناسب مقام المرسوم الملكي، أي أن الضابط لا بد أن يعي قيمة إصدار مرسوم ملكي بتعيينه في القطاع العسكري, ويدخل في ذلك السلوك اليومي والحياة التي يجب أن يمارسها الضابط داخل وخارج مقر عمله, وبمعنى آخر فيجب على الضابط سلوكيات محترمة تتناسب مع رتبته التي جاءته بالمرسوم الملكي, فحركاته وسكناته محسوبة عليه كإنسان شرّف بذلك المرسوم, ومعناه أنه يختلف عن غيره من العاملين في القطاع العام، ومن هنا أضم صوتي لأصوات الذين ينادون بأن يكون القبول في الكليات العسكرية بعد الشهادة الجامعية، لأن الشاب إذا تخرج من الثانوية وبقي ثلاث سنوات في الكلية العسكرية يتخرج ضابطاً، وهو هنا لم يكن بينه وبين طالب الثانوية سوى 3 سنوات, وهي فترة قصيرة في عمر التجارب والخبرة العملية، بل تجد بعض الشباب يتخرج من الجامعة وهو يحمل عقلية طالب الثانوية، كالتسرع والغضب بسرعة والزهو بالذات.. الخ, أما الطالب الجامعي فإنه يمضي أربع سنوات على أقل تقدير في الجامعة التي تعطيه الخبرة في البحث والتعامل مع رجال العلم والفكر، هنا يزداد رزانة وحصانة ضد العجلة في اتخاذ القرار، ومثل هذه النوعية هي التي تصلح لأن تكون من الضباط، بعكس خريج الثانوية الذي يتخرج من الكلية ولا زال بعمر وعقلية زميله في الثانوية. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |