Thursday 8th July,200411606العددالخميس 20 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الريـاضيـة"

رأي رأي
الاحتراف الإداري
تركي بن قاعد العتيبي(*)

الإدارة هي عملية استغلال الموارد المتاحة سواء المادية أو البشرية الاستغلال الأمثل للقيام بمهام ووظائف متعددة داخل المنظمة أو الجهاز من تخطيط وتنظيم وتوجيه وتنسيق ورقابة على مختلف الأنشطة.
كما أنها تعتبر ذات جانبين لا غنى لأحدهما عن الآخر أولهما أنها علم يشتمل على كثير من النظريات والمبادىء والأسس التي ضمتها الأوعية المعرفية من كتب ودراسات ومراجع بحيث ينبغي للمدير المتميز الاطلاع عليها من حين لآخر لزيادة معرفته في عمله وهذا يمثل الجانب النظري للإدارة، أما الجانب الآخر فهو إن الإدارة ذاتها تعتبر فناً وهذا هو الجانب التطبيقي حيث إن المدير في مختلف المجالات يصبح ممارساً للإدارة أثناء قيامه بعمله الإداري يومياً فنجده يخطط إما بصورة قصيرة أو طويلة المدى ونجده ينظم العمل ويوجه المرؤوسين والأفراد ويراقب سير الأعمال ويعطي مساحة للتغيير والتطوير للأصلح ويتخذ القرارات الإدارية المختلفة لضمان القيام بالعمل على أكمل وجه وبدون وجود قصور أو انحرافات.
والمدير في جهاز حكومي أو مؤسسة خاصة أو مصنع أو مستشفى هو نفسه المدير في نادٍ رياضي وبالتالي فإن من الضرورة أن يتم اختيار رؤساء الأندية وفق معايير وضوابط معينة مثل أن يتصف بأنه قيادي أو أن تتوفر فيه القدرة على التخطيط والرقابة والتطوير والتنظيم والاتصال الإنساني وقدرته على بناء روح الفريق داخل ناديه، وهذا بالطبع على عكس ما نلاحظ عند اختيار رؤساء الأندية هنا فنجد أن الرئيس المختار هو فقط من يقوم بقبول المهمة في ظل ظروف معينة وفي الغالب تكون سيئة إما لضائقة مالية تمر بالفريق أو عند تقديم الفريق لمستوى باهت أو لتزايد الأصوات المطالبة بتنحي الرئيس السابق - مع أن السبب الأخير قد لا يكون مؤثراً في غالب الأحيان لغياب عنصر مهم وهو التغذية العكسية أو ترك مساحة لإبداء الرأي حول مدى صلاحية بقاء الرئيس لفترة أطول من قبل المهتمين بشؤون النادي من أعضاء شرف أو مجلس إدارة أو جهاز فني أو لاعبين أو حتى من الجماهير التي تتكبد عناء متابعة هذا الفريق وتسافر معه وتبذل جهداً ووقتاً وتريد في النهاية علو كعبه على باقي الفرق وهو حق مشروع لكن هذا الحق يضيع سداً إن علمنا أن بعض الرؤساء لهم عقود من السنين وهم يحتلون كرسي الرئاسة!! وكأنه ملك شخصي لهم متجاهلين رغبة كثير من الجماهير وذوي العلاقة لعدم قدرته على إحداث جديد في الفريق أثناء فترة عمله أو عدم قدرته على المنافسة على البطولات المختلفة وفي أسوأ الحالات يكون الفريق قد وصل إلى انهيار تام فهو لم يحصل على بطولات ولم يحافظ على اللاعبين النجوم ولم يوفر الجو الملائم للعمل أو التدريب هذا إن لم يكن قد سعى إلى غياب وابتعاد هؤلاء النجوم إما بسبب تثبيط روحهم المعنوية أو لتأخير صرف مستحقاتهم من رواتب ومكافآت، أو قد يكون إبعادهم عن مشاركة الفريق ليس إلا تصفية حسابات أو لعدم اقتناع الرئيس في مستوى اللاعب وهذا للأسف تدخل واضح ومتكرر في عمل الجهاز الفني، ونحن هنا يجب أن نعي الفرق بين تدخل رئيس الفريق في عمل المدرب بدون معرفة تامة لهذا العمل وبين وظيفة مهمة من وظائف الرئيس وهي متابعة عمل المدرب وتقييمه ومقارنة الخطط الموضوعة في بداية توليه التدريب مع المنهجية المتبعة مع الوسائل والأدوات والسبل المستخدمة مع النتائج النهائية مثل الارتقاء بمستوى اللياقة للاعبين أو قدراتهم المهارية وحصول الفريق على بطولات من عدمه.
* لماذا يا سادة ونحن في عصر الاحتراف لا نحاول إيجاد مديرين محترفين بحيث يكون عملهم فقط إدارة شؤون الفريق ويكونون من أصحاب التخصص أو محترفي الإدارة إلى أن يرى أعضاء شرف النادي وجمهوره ضرورة تغيير ذلك الرئيس لعدم قدرته على تحقيق نتائج إيجابية أثناء فترة عمله.
قد يكون ما دعاني للمطالبة بمثل هذا الرأي ظهور بعض الرؤساء بين حين وآخر في وسائل الإعلام وهو يتذمر من كونه ليس متفرغاً للعمل في النادي وأن لديه الكثير من الارتباطات العملية في غير النادي أو ظروف التجارة وغيرها، مع أن هذا الرئيس بالرغم من هذا التذمر قد يكون ما ان يسمع باختيار رئيس جديد إلا ويكون أول من يرشح نفسه لهذا المنصب الذي يسعى البعض إلى الظهور الإعلامي من خلاله، ومن وجهة نظري الشخصية هناك مجموعة من المقومات التي تساعد في نجاح رئيس النادي سأورد بعضاً منها كما يلي:
* ضرورة أن تتوفر فيه صفات قيادية أو فكرية أو قدرته على القيام بوظائف الإدارة من رسم الخطط والتنظيم والرقابة وبناء الفريق والاتصال الإنساني واتخاذ القرارات في وقتها وبالاعتماد على المنهج العلمي السليم، ولا تكون القرارات مجرد ردود أفعال حال وقوع مشكلة ما.
* أن يكون الرئيس ذا ميول رياضية ليس شرطاً إلى ناد معين بل القصد ميوله واهتماماته بالرياضة عموماً لكي يستطيع العمل في ذلك المناخ.
* انتهاج أساليب إدارية حديثة مثل (التدوير الوظيفي) ويعني تغيير الرئيس كل فترة زمنية معينة قد تحدد بثلاث سنوات لضمان الاستقرار الإداري للنادي خلال تلك الفترة ومساعدة الرئيس في أن يعمل في جو عمل ملائم، بالإضافة إلى ضمان بث دماء جديدة في الإدارة بعد تقييم الرئيس واتخاذ قرار بتغييره.
* اهتمام الرئيس بعنصر التطوير واستخدام أساليب ووسائل إدارية حديثة لتلمس المشكلات وتشخيصها وتحليلها بدقة ومن ثم محاولة حلها سواء كانت مشكلات فنية أو إدارية أو مالية أو سلوكية، مع محاولة استشراف المستقبل والتنبؤ بالمشكلات والمعوقات قبل حدوثها والعمل على حلها قبل أن تصبح مشكلة ملموسة قد يصعب التعامل معها في ظل ظروف معينة.
* تفرغ رئيس الفريق للعمل في النادي وتطبيق مفهوم الاحتراف على مستوى المديرين من شأنه توفير الجو الملائم للعمل.
* الاتصال الإنساني في العمل والتعامل النفسي ركزت عليه (مدرسة العلاقات الإنسانية) كإحدى المدارس المهمة في الإدارة، ووجود أهمية قصوى لتبادل المعلومات ووجهات النظر والأفكار بين عناصر الفريق الداخليين من جهاز إداري وفني وطبي ولاعبين، أو من العناصر الخارجيين كأعضاء الشرف والجماهير.
* اتباع المنهج العلمي في مختلف العمليات والأنشطة التي يقوم بها رئيس النادي، والنظر للمواضيع والمواقف المختلفة نظرة عقلانية واعية، والحكم على الحالات والأفراد بموضوعية مطلقة.

ماجستير إدارة عامة
عضو هيئة التدريب بمعهد الإدارة العامة


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved