Monday 12th July,200411610العددالأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

يارا يارا
مقهى صدام حسين
عبدالله بن بخيت

فكرت أن أفتح مقهى في الرياض أو في لندن، أطلق عليه مقهى صدام حسين، لا أعرف قانونية مثل هذا الاسم في المملكة، هل ستسمح البلدية استخدام هذا الاسم ؟ لا أظن أنه يوجد لدينا قوانين تصل إلى هذه المرحلة من التنظيم، أما في المملكة المتحدة فاعتقد أن الأمر أيسر، أتذكر في السبعينات أقيم مطعم أو مرقص في بيروت أطلق عليه صاحبه مطعم الكيلو مئة وواحد، وهو الموقع الشهير في صحراء سيناء الذي نصبت فيه الخيمة التي انطلقت فيها المباحثات المباشرة بين المصريين والإسرائيليين، التي امتدت حتى وصلنا إلى ما يعرف باتفاقيات كامب ديفيد التي أخرجت مصر من الصراع العربي - الإسرائيلي نهائياً، استغل ذلك التاجر شهرة تلك الخيمة وأسس مطعمه، يقال إن المطعم حظي بإقبال شديد حقق لصاحبه أرباحاً طائلة قبل أن تتفاقم الحرب الأهلية اللبنانية وتتسبب في إغلاقه، لكن هناك فرق بين أن تطلق اسم شخص بعينه على مكان تجاري وبين أن تطلق اسم مكان، لكن ما يجعل استعارة اسم صدام حسين ممكنة هو ما نراه من إطلاق أسماء شخصيات تاريخية على أماكن تجارية، فاسم أبو نواس على سبيل المثال أطلق على محلات كثيرة في أماكن كثيرة من العالم، فالمسألة يبدو لي تعود إلى قبول الناس للاسم وليس إلى مشكلة مع النظام في أي بلد، اعتقد أن مقهى يحمل اسم صدام حسين سوف يحقق أرباحاً كبيرة، وخصوصاً إذا صمم هذا المقهى ليستقبل المثقفين والسياسيين وصار مجمع الخيبات العربية ومكان تجمع لكل الناس الذين صنعوا مجد صدام حتى أوصلوه إلى الحفرة، وأن تكون خلفية هذا المقهى الأغاني البطولية التي أُلِّفت في العالم العربي منذ حرب تحرير فلسطين إلى يومنا هذا، وخاصة الأغاني التي مجدت بعض الزعماء العرب طوال العقود الخمسة الماضية.
لاشك أن أفضل مدير لهذا المقهى هو الكاتب محمد حسنين هيكل، فهو تقريباً الكاتب العربي الوحيد الذي عاصر كل هذه العقود وما زال يعيشها كما هي، بإمكانه أن يجلس خلف طاولة الحساب ليتحدث مع زبائن المقهى بنفس الطريقة التي ربما شاهدتموها في قناة الجزيرة هذه الأيام، ما زال أسوة بكل المثقفين العرب يظن أن حلول المشاكل العربية مدفونة في كتبه ولكن العرب مع الأسف لا يقرؤون، مقهى كهذا لن يكون بديلاً للقنوات الفضائية وإنما مكمل لها، تتحقق من خلاله لقاءات مباشرة بين المثقفين العرب وبين الناس الطامحين في رؤية هؤلاء الذين زفوا صدام حسين والأمة العربية معه إلى حفرة مجده الأخير في تكريت الشهيرة.
لن ينافس هذا المقهى سوى مقهى آخر سوف يفتح في باريس بعد سنتين أو ثلاث سنوات سيعرف بمقهى معمر القذافي، هذا ما يفسر لماذا قررت عائشة القذافي الترافع عن صدام حسين ؟ فالخبرة أصبحت ضرورية للدفاع مستقبلاً عن الوالد.

فاكس 4702164


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved