تطوير قرار الجدار إلى معاقبة إسرائيل

ليس من باب الحلم أو شطح الخيال التطلع إلى معاقبة إسرائيل، فهي مدانة وجرى تجريمها وهي تستحق العقاب، ليس الآن فقط ولكن من عدة قرون، لكن الآن هناك (مستمسكات) قانونية ساخنة تنتظر التنفيذ لمعاقبة هذا الكيان الذي لا يفتأ يتبجح بجرائمه ويرتكب المزيد منها كلَّ يوم لكن دون أن يطاله العقاب.. والآن يعرف العالم كله أنّ إسرائيل مطالبة بإزالة الجدار العنصري الذي تبنيه في أراضي الضفة الغربية، وهذه المطالبة تتمثل في قرار محكمة العدل الدولية الصادر الجمعة الماضية، والقرار واضح لا لَبْسَ فيه مهما حاولت إسرائيل التشكيك فيه، فالمحكمة التي أصدرت القرار ترأسها قاضٍ أمريكي وهو صوّت ضد القرار لكنه في النهاية خضع لرأي الأغلبية ونطق بالحكم الذي يعارضه.
والآن هناك دفعٌ باتجاه تفعيل هذا القرار التاريخي ليسير في سياقه الطبيعي إلى المآل الذي ينبغي أن ينتهي إليه وهو معاقبة إسرائيل في حال لم تستجب له..
وينبغي أن تكون الولايات المتحدة مثل، ذلك القاضي الذي ينتمي إليها، وأن تخضع بالتالي لإرادة المجتمع الدولي الذي يريد أن يرى إسرائيل وهي تنفذ ما يتطلع إليه وإلاّ فإنها تتعرض للعقاب، وألاّ تقف الولايات المتحدة ضد هذه الإرادة الدولية من خلال اللجوء إلى الفيتو لحماية دولة مجرمة.. ولا ينبغي أن تتوقف المساعي الرامية لمعاقبة إسرائيل لمجرد أنّ الولايات المتحدة ستحاول إنقاذها من العقاب، بل يجب الاستمرار وبقوة لحشد جميع القوى الدولية الفاعلة وراء القرار، حتى ترى الولايات المتحدة وإسرائيل المدى البعيد الذي يمكن أن تذهبا إليه في وقف مسيرة العدالة الدولية وبالتالي تهديد الإنسانية جمعاء بترك كبار المجرمين ينجون بجرائمهم.. وحتى تترسخ القناعة دولياً بشأن الدعم الأمريكي اللامحدود واللاعقلاني للكيان الإسرائيلي المجرم.. وتتردى الولايات المتحدة في المزيد من الأخطاء، إن هي فضَّلت مساندة إسرائيل في هذه المسألة، وهي تدرك فداحة ما تفعل وانعكاسات ذلك ليس لدى الآخرين لكن بين أبناء شعبها الذين باتوا يضيقون ذرعاً بما يتعيَّن عليهم دفعه من كلفة عالية من أجل أن تنعم إسرائيل بالأمان رغم جرائمها البشعة اليومية..