Monday 12th July,200411610العددالأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

نحن وفلسطين نحن وفلسطين
عبد العزيز بن صالح العسكر - الدلم

بيننا وبين فلسطين رباط وثيق بدأ منذ أن أسرى الله بعبده محمد صلى الله عليه وسلم من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى.. وامتدت تلك العلاقة على مدى أربعة عشر عاماً لم ينس فيها المسلمون فلسطين ومسجدها الأقصى.
فلسطين أرض الإسراء، والقبلة الأولى، وأرض الملاحم الإسلامية جزء من الوطن العربي الإسلامي الكبير لم ينسه المسلمون في تاريخهم كله.. ولئن مرت بفلسطين محن وأزمات فإن في ثنايا تلك المحن منحاً وانتصارات، ولقد كان لدعم المسلمين ومنهم العرب للفلسطينيين في برامج العلاج والغذاء والكساء والتعليم فوائد كثيرة من أبرزها:
1- بقيت فلسطين رغم كل محاولات ابتلاعها وطمسها وسحقها.
2- أثار أهلها الرعب في نفوس أعدائهم وبدأ أولئك الأعداء يفكرون في وسائل الوقاية من شجاعة وبطولة وجهاد الفلسطينيين ووجدوا أن من أهم وسائل الوقاية - في نظرهم - بناء جدار عازل بينهم وبين الفلسطينيين، وهو الجدار الذي أدان بناءه العالم أجمعه وليس العرب وحدهم!!
3- سطر المجاهدون الفلسطينيون أروع ملاحم الانتصار والعزَّة بعمليات كان التخطيط والتموين والتنفيذ لها معتمداً اعتماداً كلياً على جهود الفسطينيين، وأثبت الفلسطينيون للعالم أنهم شعب لا يمكن ابتلاعه، وأنهم أهل حق لن يتخلوا عن حقهم مهما كلفهم من ثمن ومهما كثرت التضحيات، ومهما طال الزمن.. وذلك ما سيكفل لهم النصر المؤزر بإذن الله، وتحرير فلسطين وبقاء المسجد الأقصى في أيدي المسلمين طاهراً من رجس اليهود.
والمملكة العربية السعودية التي ترى أنها راعية مقدسات المسلمين وقبلة صلاتهم، ومهوى أفئدة الحجاج والمعتمرين لم تقصر حكومة وشعباً في بذل العون للفلسطينيين في شتى المجالات ومن أبرزها:
1- دعم التعليم في فلسطين.
2- علاج الجرحى في المستشفيات السعودية.
3- دعم المستشفيات الفلسطينية بالعلاج والسيارات وغيرها.
4- تقديم المساعدات الغذائية للمحتاجين.
5- بناء المساجد ورعايتها وتقديم المصاحف.
وجهود أخرى تقوم عليها لجنة يرأسها الأمير نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية حفظه الله ووفقه لكل خير.
وحينما تقدم الحكومة السعودية والشعب السعودي تلك المساعدات ويناصرون الفلسطينيين في المحافل الدولية فإنهم يرون ذلك واجباً أخوياً لا منّة فيه، بدأه مؤسس المملكة العربية السعودية الملك عبد العزيز - رحمه الله وغفر له -، وواصل السير فيه أبناؤه من بعده، وسيظل ذلك نهجاً لهذه البلاد الكريمة رغبة في الأجر من الله الكريم وحده.
ونحن نرى أن حاجة إخواننا في فلسطين لدعم إخوانهم المسلمين تزداد بحجم ما يحاك لهم من مؤمرات وما يكتنفهم من مآسٍ، وما يتسلط عليهم من أعداء فهل يتخلى العرب والمسلمون عن فلسطين لتبقى في فم التنين ويسهل عليه ابتلاعها، هل تقرُّ عيوننا بأن نرى الفقر والمرض والتشرد يهدد أهل فلسطين ونحن نرفل - ولله الحمد - في أعلى درجات الغنى والصحة والأمن والأمان؟!!
كلا فما ذلك من شيم الكرام علاوة على أنه ليس من أخلاق المسلمين الذين يقرؤون في كتاب الله تعالى: {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ}، {وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ} ومن معاني الولاية في الشرع النصرة والعون والتأييد.
ولقد شدّ انتباهي وأثار عجبي ما قرأته من رأي أحدهم حينما قال: إننا قد بذلنا كل ما نملك من أجل فلسطين، وقدمنا لها ولأهلها كل عون وكل ما نقدر عليه!!
وقال كذلك: إن تأييدنا لفلسطين والفلسطينيين قد جرَّ علينا الويلات والمشكلات الاقتصادية وغيرها وعشنا في دوامة من المشكلات والتخلف بذلك السبب وحده!!
إنها لمصيبة في حياة الفرد حينما يزكي نفسهولكارثة للأمة حينما تستمع للرأي الأعرج ولا أدري هل هي الأنانية أم قصر النظر أم هو ضيق الأفق أم غير ذلك قد دعا ذلك الكاتب لتلك المقولات.. ولكن الحق الذي لا مرية فيه أن أمر فلسطين أكبر من خواطر الكتَّاب وخيالات أدباء القصة وتحليلات مجالس الأنس.. حفظ الله بلادنا وكل بلدان المسلمين وحماها من شرور أعدائها وجزى الله كل فاعل للخير وداع إليه خير ما يجزي عباده الصالحين والحمد لله رب العالمين.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved