Monday 12th July,200411610العددالأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

صديقي المدمن! صديقي المدمن!
أحمد العجلان

كنت أعتقد أنه بلا ذنوب وأنه أطهر من ماء البحر، بشرته البيضاء وثيابه الناصعة توحي لي بذلك كنت أبحث عنه فأجده في الأماكن الرائعة، نعم إنه دائماً في المسجد أو الجامعة أو في زيارة لأقاربه، رجل يحبه الجميع شاب يتفجَّر النشاط منه ما أجمل ذلك الصديق، مرت الأيام وهو يتغيَّر ببطء شديد ومقنع يقنعني كثيراً بمشاكله الأسرية وأنها سبب السهر الذي يبدو ظاهراً على شكله، أنا أعلم ذلك جيداً فوالده قد انفصل عن والدته منذ زمن ووالدته توفيت مؤخراً والظروف الصعبة تكالبت عليه، نفسه عفيفة جداً فهو يرفض الكثير من الخدمات التي تعرض عليه، لكن ومن ضمن المتغيرات أصبح يطلب مني المساعدة ويريد أن أقدم له الأموال وأنا كصديق مخلص لم أتردد ولو مرة واحدة في مساعدته إيماناً تاماً مني بنزاهته وصدقه وبظروفه الصعبة جداً، ولكن الصاعقة هو نبأ دخوله المستشفى كمدمن للمخدرات وحالته الصحية سيئة جداً، بل خطرة، لم أتمالك نفسي فقد كنت أدفع له ثمن ذلك السم الذي يتناوله نعم فقد أعطيته أربعة آلاف ريال قبل ثلاثة أسابيع وقبلها الكثير والكثير من المبالغ والآن أتفاجأ بأن ما أقدِّمه له من خدمة وفق تفكيري إنما هو نقمة في حقه وحق المجتمع، بكيت ولم أذق طعم النوم ولكن هل سيعود صديقي المدمن لا أعتقد ذلك، نعم فكما يقول المثل الشعبي (الشق أكبر من الرقعة)، أكاد أن أيأس لن أسامح نفسي على سذاجتي معه، نعم أنا ساذج أكتشفت ذلك فكيف لا أستطيع أن أكتشف أمر ذلك الشاب الذي أخرجني من المنزل في منتصف الليل ذات يوم من أجل أن أمنحه قيمة الجرعة (400) ريال وفي كل مرة يريد أن يبيع شيئاً من مقتنياته الخاصة والثمينة أرفض ذلك من مبدأ الصداقة وأقول أنا أو فلان من أحد الأصدقاء سنساعدك. نعم كنت أساعده على شراء السم كنت أساعده ليتخلص من عمره كنت أريد له الموت من حيث لا أدري كنت ساذجاً مغفلاً أشتري له المخدر بمالي وبغباء شديد لن أسامح نفسي وأدعو الله عز وجل أن يسامحني وأن يشفي صديقي المدمن المسكين الذي استغله الأشرار أبشع استغلال، لا أملك سوى الدعاء له بالشفاء وأعترف بأنني أخطأت كثيراً بحق نفسي وحقه باندفاعي المنبثق من الصداقة التي تربطني به. وانا هنا أنصح كل من يقرأ هذا المقال أن ينتبه لمن هم حوله، فهذا السم القاتل قد لا تشعر به في صديقك إلا بعد أن يقع الفأس في الرأس وبعد ذلك لا بكاء ينفع ولا شكوى تفيد. هذه القصة ذكرها لي أحد أصدقائي وطلب مني نشرها وأنا أيضاً قد عشت بعض فصول هذه القصة الحزينة (لا حول ولا قوة إلا بالله).
فاصلة:
السعيد من اتعظ بغيره


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved