Monday 12th July,200411610العددالأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

الخطاب الديني .. والتغير الخطاب الديني .. والتغير
عبدالله سليمان الطليان - الخرج

تتجاذب الآراء وتتفاعل مع الأحداث وخاصة في جانب الفكر والتوجه الديني الذي أصبح يؤثر بشكل عام على الواقع فكان هناك العديد من الأطروحات التي راحت تنظر بعمق عن الفهم الصحيح والخاطئ للدين.كنا سابقاً نشهد نوعا من المواجهة الجامدة القائمة على فرض الرأي وعدم تقبل الرأي الآخر وعطاء الشخصية عصمة من الخطأ فأوجد ذلك نوعاً من الشد الذي خلص إلى النفور وصب كل أنواع النقد العام ظهر جلياً في إشكالية الحوار فاختلط الحابل بالنابل وتكونت صورة سيئة لدى الغالبية عن كل شخصية ذات توجه ديني.لكن المواجهة في الوقت الحاضر تغيرت بعدما ظهرت سلبية فرض الرأي وأدت إلى الانقسام والتحزب ولعل أبرز مسببات ذلك هو الوقوع في التفسير الخطأ الذي يعتبر هو حقيقة نتائج ما نشهده الآن من أحداث فصار هناك تعصب مفرط لرأي بين جماعات مختلفة لكن الخطاب تغير بشكل جذري في مفهوم الحوار وارتقى بعدما كان هناك انغلاق فكري في بعض أوقاته ينكر وجود الآخر ولا يعطي له قيمة وتغير الكثير من الصفات والنعت بالجهل وعدم الدراية والتشكيك إلى البحث عن نقطة التقاء وتوافق تقرب أكثر من أن تنفر ومحاولة مقاربة وقائع الماضي مع الحاضر ومتغيراته بأسلوب مدروس ومفيد بدلا من التمسك بها من الناحية العاطفية والحماسية فقط والتي عادت في بعض منها ما تصب أحيانا في معالجة فردية وليست جماعية وتخدم حيزا ضيقاً وليس واقع أمة يضاف إلى هذا محاولة طرق المواضيع ذات الأثر الفعال التي تمس الحاضر وتكون أقرب إلى طريقة المعاملة التي ما تفسر عادة بالماضي ونحن هنا نريد الاقتداء بشخصيات الماضي في تعاملها وليس في مظهرها فقط مع عدم مقارنة واقعها بحاضرنا فلابد من المسايرة غير المخلة بالمنهج بالتشريع وأخذ مبدأ تبادل المصالح والمنافع التي تقوى واقع الأمة وهي في أمس الحاجة إلى ذلك، ولا نجعل الحماس المندفع يجعلنا في بعض الأوقات نقع في مواقف قد لا تخدم أهدافنا التي نرجو ونبتغي ولننظر من نخاطب أثناء الإلقاء ولا نورد الحقائق في غير مكانها المناسب وعدم التدقيق بشكل كاف وواف في مصدرها ووردها.وإذا كان واقع الأمة في عصرنا الحاضر مصابا بالضعف فلابد من البحث عن المصدر الذي يعالج هذا الضعف ولا يأتي ذلك عن طريق المواجهة والتصادم ونحن في هذا الواقع بل الحوار والنقاش الجاد مع الآخر للوصول إلى شبه تفاهم يخدم الأمة ومستقبلها ويحقق تطلعاتها ولا يكون الخطاب الديني رهينة لأحد يطلق العنان لتوجهاته ومصالحه الفردية التي تضر بالصالح العام وتفرق وتشرذم والأمة في حاجة إلى التعاضد والتكاتف في مواجهة الأخطاء.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved