Monday 12th July,200411610العددالأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

وبقي الموقف النبيل يا سلطان الخير وبقي الموقف النبيل يا سلطان الخير

تابعت باهتمام كبير تلك المقالات التي نشرت في هذه الصحيفة عن النائب الثاني صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبد العزيز إبان فترة مرضه - حماه الله من كل مكروه -.
وقد تناولت تلك المقالات جوانب متعددة من شخصية هذا الأمير الإنسان، والكل كان يسلط الإضاءة على جانب معين أو جوانب محدّدة من سمات الأمير.. وهي سمات فيها من الأصالة والإنسانية والخلق القويم ما يجعل من شخصه الكريم بحراً من العطاء والسمو الإنساني في أرفع درجاته.لكنني على الصعيد الشخصي عشت عطاءً خاصاً من سلطان الخير والعطاء، حيث عانى والدي العمدة خوجلي - رحمه الله - من المرض قبل أن توافيه المنية بداره العامرة بالأهل والضيفان والخلان وفي خلوته العامرة بالقرآن والصلاح والإيمان بحاضرة العوامرة - مدينة أفطس - محافظة الحصاحيصا - ولاية الجزيرة في السودان، هذه المدينة التي تعتبر مسقط رأسه، وامتد إشعاعه فيها ليشمل كل ديار العوامرة الذين أولوه كل الحب والتقدير.. عانى والدي منذ سنوات المرض واحتضنته داره العامرة بأهله وتردد على مستشفى الخرطوم، لتمتد إليه يا سلطان الخير يداك الحانيتان، ويدق له قلبك العطوف، وتوصي بعلاجه في الرياض، وحملت أنا ابنه تأشيرة الزيارة وقبل وصولي إلى الخرطوم بثلاثة أيام فقط لتكملة الإجراءات سبقت إرادة الله وصعدت الروح إلى بارئها، وهذا سبيل الأولين والآخرين. رحل الرجل وبقي هذا الموقف النبيل - يا سلطان الخير - الذي يجسد عطاءك وحبك ووفاءك وعطفك النابع من القيم الإسلامية السمحة، وصفات مشرقة سجلتها بأريحيتك وكريم معاملتك وطيب معدنك بمداد من ذهب. وظل هذا الموقف السامي لدى أهل الفقيد وكل أبناء السودان الذين تعني لهم الكثير بمواقفك المشهودة في جانب الخير والإنسانية راسخاً في الأذهان، وأشهد الله - يا صاحب السمو - أنك مسحت المعاناة والمأساة عن الكثيرين، وأزلت الأحزان على امتداد البلاد الإسلامية، والسودان واحد من هذه البلاد، التي حظيت برعاية سموكم الكريمة والمواقف الجليلة.. تلبي كل نداء - يا سلطان الخير - وأنت مسارع بشموخك، يدفعك الضمير والحس الديني والإنساني؛ لتخفيف الألم ومداواة الجراح.. يداك اللتان تغرسان الخير - يا سلطان الخير - وتفعله وتعلم الآخرين فعله وتدلهم إلى طريقه، وتسعى به وإليه بحيث يصبح فعل الخير سمة أياد مباركة كريمة سعادتها دائما مقرونة بسعادة الناس، وهناؤها في بسمة تعلو الشفاه عقب الألم والمعاناة.. تقف مع المرضى ابتغاء مرضاة الله.. إنه خير دائم عمّ نفعه الكثيرين، وتجاوز تأثيره حدود هذه البلاد الطاهرة المباركة الخيرة ليشمل البلاد العربية والإسلامية.
دعواتنا الصادقة لله تعالى أن يجعل هذا العمل في موازين حسناتك، وإن يبارك فيك، ويمتعك بالصحة والعافية، وجزاك الله خيراً، ورعاك يا سلطان الخير، وحفظك من كل مكروه.

إبراهيم العمدة خوجلي
مراسل صحيفة (قون) الرياضية السودانية في الرياض


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved