Monday 12th July,200411610العددالأثنين 24 ,جمادى الاولى 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

نصيحة لكل حامل: لا تهملي الصداع وزغللة البصر وفقدان التركيز نصيحة لكل حامل: لا تهملي الصداع وزغللة البصر وفقدان التركيز
المضاعفات العصبية للحمل والولادة نادرة الحدوث.. شديدة الخطورة

الحمل ظاهرة فسيولوجية طبيعية في حياة المرأة، وضعها الخالق سبحانه وتعالى لعمارة الأرض بالذرية، وغالباً ما يتم الحمل والولادة بدون حدوث أية مضاعفات خطرة، إلا أن بعض الاستثناءات قد تحدث، وفي أحيان نادرة قد تتعرض حياة المرأة الحامل أو النفساء للخطر نتيجة لبعض المضاعفات المصاحبة.. ولاسيما المضاعفات العصبية، لكن ما هي أبرز المضاعفات العصبية للحمل والولادة، وما هي أعراضها، وكيفية الوقاية منها؟
د.خالد قرمش -استشاري الأشعة التشخيصية بمستشفى الحمادي بالرياض- يجيب على هذه التساؤلات فيقول: رصدت الدراسات عدداً من المضاعفات العصبية المصاحبة للحمل والولادة، وبعضها للأسف على درجة عالية من الخطورة، ومن أبرز هذه المضاعفات الجلطة الوريدية الدماغية، وهي ليست شائعة، ولكنها من المضاعفات الخطيرة التي قد تحدث خلال الحمل والنفاس، ويمكن أن تحدث خلال الثلث الأول من الحمل أو خلال فترة النفاس التي تلي الولادة، أو كنتيجة لتناول أقراص منع الحمل، وربما تحدث الجلطة ابتداءً من اليوم الثالث وحتى الأسبوع الرابع بعد الولادة، وفي 80% من الحالات تحدث الجلطة خلال الأسبوعين الثاني والثالث بعد الولادة.
وتشير الدراسات الإحصائية الحديثة إلى وجود تفاوت واضح في تقدير معدلات الإصابة بهذه المضاعفة، فبعض الدراسات تقول إن سيدة واحدة من بين كل ثلاثة آلاف سيدة حامل أو نفساء تتعرض لهذه المضاعفة، وثمة دراسات أخرى تخفض هذه النسبة إلى حالة واحدة لكل ستمائة ألف حالة ولادة، وربما يعزى هذا التفاوت الكبير في معدلات الإصابة إلى صعوبة تشخيص هذه الإصابة. وتبدأ أعراض الإصابة بالظهور فجأة ، وتحدث تلقائياً، وعلى عكس الجلطة الدماغية التي تحدث كاختلاط ناشئ عن الإصابة بإنتانات (التهابات) الأذن أو الوجه أو الجيوب الأنفية، وتتشابه الأعراض والعلامات السريرية لهذه المضاعفة مع بعض الأعراض والعلامات السريرية المرافقة لأورام الدماغ والنزيف الدماغي والاحتشاء (الجلطة) الدماغي، ويمكن التفريق بسهولة بين الجلطة الوريدية الدماغية والحالات المرضية الأخرى المشابهة باستخدام التقنيات الشعاعية الحديثة كالتصوير الشعاعي التقليدي للشرايين والأوردة الدماغية ، والتصوير الطبقي المحوري، والتصوير بالرنين المغناطيسي، وتصوير الشرايين الدماغية باستخدام الرنين المغناطيسي.
ويضيف د.قرمش: ومن المضاعفات العصبية للحمل والولادة أيضاً نقص التروية (الدموية) الدماغية.. والأدبيات الطبية القديمة كانت تعزو معظم حالات الإصابة بالسكتة الدماغية التي تحدث خلال فترة الحمل والنفاس إلى تجلط الأوردة الدماغية، إلا أن التصوير الشعاعي الملون للأوعية أثبت أن الانسداد الشرياني هو السبب الأكثر احتمالاً وحدوثاً خلال الحمل، وخلال الأسبوع الأول بعد الولادة.
كما ثبت أن معدلات الإصابة باحتشاء الدماغ ونوبات نقص التروية الدموية الدماغية العابرة أو المؤقتة ترتفع من 5 ـ 10 أضعاف خلال الحمل، وهو نفس معدل خطر الإصابة بنفس المرض المرافق لتعاطي حبوب منع الحمل.. وتشير أحدث الدراسات إلى أن 30% من السكتات الدماغية الناشئة عن نقص التروية الدماغية تحدث خلال الثلثين الثاني والثالث من الحمل، وأن 25% منها تحدث خلال الأسبوع الأول من النفاس، وفي هذه الحالات، فإن موضع الانسداد الشرياني يكون في الغالب على مستوى الشريان الدماغي الأوسط (35%)، بينما لا يحدث الانسداد في الشريان السباتي إلا في 20% من الحالات، وفي 25% من الحالات لا يمكن تحديد مكان معين للانسداد.
ورغم ندرة حدوث الجلطات في الشريانين الفقاري والقاعدي في السيدات الحوامل، إلا أن نسبة إصابة هذين الشريانين في السيدات اللواتي يتعاطين حبوب منع الحمل تصل إلى 25ـ40% من مجموع الإصابات بالجلطات الدماغية، ويجب أن تثير الإصابة بجلطة الشريان الدماغي الأوسط خلال فترة الحمل أو أثناء تناول حبوب منع الحمل الشك لدى الطبيب المعالج باحتمالية تشكل الجلطات بصورة أولية في القلب، بسبب تشوهات خلقية أو مكتسبة في صمامات القلب، ويلعب علم الأشعة السريري دوراً مهماً ومحورياً في التشخيص الدقيق والمبكر للسكتات الدماغية باستخدامه تقنيات حديثة على درجة عالية من الدقة والفاعلية مثل الرنين المغناطيسي، والتصوير الطبقي المحوري، وتصوير الشرايين الدماغية بالصبغة، أو بدون صبغة بواسطة التصوير الطبقي والرنين المغناطيسي.
ويتطرق استشاري الأشعة التشخيصية إلى مضاعفة عصبية ثالثة للحمل والولادة وهي الوذمة الدماغية، فيقول : تسمم الحمل يمكن أو يؤدي إلى مضاعفات عصبية خطيرة جداً خلال الحمل والنفاس، وهذه المضاعفات قد تأخذ شكل نقص تروية دماغية أو وذمة دماغية أو نزيف دماغي، وتعتبر الوذمة الدماغية والتي تعني زيادة في كمية الماء في نسيج الدماغ، من الأسباب المهمة لوفاة الأم أو إصابتها بمضاعفات وإعاقات عصبية دائمة أو مؤقتة، ويلعب التصوير الطبقي المحوري دوراً رئيسياً ومهماً في تشخيص الوذمة الدماغية، إذ يكشف وجود مناطق غير سوية، ناقصة الكثافة تتوضع في قشرة الدماغ وفي الأنوية القاعدية والمادة البيضاء للدماغ، وفي الحالات الخطيرة قد يظهر التصوير الطبقي وجود نزيف في الدماغ.. ويعطي التصوير بالرنين المغناطيسي ميزة مهمة جداً وهي التشخيص المبكر، متناهي الدقة لهذه الحالة المرضية، حتى بالنسبة لبعض الحالات التي قد لا يتمكن التصوير الطبقي المحوري من اكتشافها.
والحقيقة أن الأسباب الممرضة أو الآليات المرضية للوذمة الدماغية ما زالت غير محددة بدقة، وتظهر التحاليل النسيجية للعينات المأخوذة من سيدات توفين بالوذمة الدماغية، تلفاً بالأوعية الدموية وأذيات ناشئة عن نقص التروية الدموية للنسيج الدماغي، وكذلك وجود نزوفات في منطقة أو أكثر من الدماغ.. وفي جميع الأحوال لابد من الإشارة إلى ضرورة أن تهتم السيدة الحامل والنفساء بأية أعراض مرضية قد تظهر لديها، خاصة تلك التي قد تكون عصبية المنشأ مثل الصداع، والاستفراغ الصباحي، وزغللة البصر وضعفه، وتشنجات عضلية، وفقدان القدرة على التركيز، والدوخة، والدوران، وتنميل أو ضعف في أحد الأطراف أو في أحد جانبي الجسم أو اضطراب الوعي.. حيث إن التشخيص المبكر للاختلاطات العصبية خلال الحمل والنفاس أصبح الآن سهلاً، وبالتالي فإن إمكانية البدء في العلاج المبكر وما يترتب عليه من ارتفاع معدلات الشفاء صار الآن متاحاً وميسراً.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved