3-7-1391هـ الموافق 24-8-1971م العدد 357
أحاديث الشباب

حوار..
الأول: هل تزوجت يا أخي؟
الثاني: حتى الآن..
الأول: عجيب وكم يبلغ عمرك؟
الثاني: قرابة أربعين سنة!
الأول: هذا أعجب ولكن ما سبب هذا التأخر في الزواج؟
الثاني: ألا تدري ما وصل إليه الناس من الطمع والجشع في المطالبة بأرقام خيالية مهراً لبناتهم.
الأول: على علمي انك موظف منذ أكثر من عشر سنوات فكيف لم تستطع توفير مبلغ للزواج.
الثاني: يا أخي الوضع كما تعلم مرتب محدود ومتطلبات المعيشة ترتفع وتزداد يوماً بعد آخر.. فلو حسبنا ما نصرفه شهرياً للأكل والشرب والملبس والكهرباء وغيرها وهي كثيرة لوجدنا انها لا تقل عن المرتب فكيف تريد مني ان أوفر مبلغاً للزواج.
الأول: لم لا تستدين فالزواج نصف الدين وهو الحياة السعيدة.
الثاني: هذا ما لا احتمله، فاذا كنت عاجزاً عن توفير مبلغ ما قبل الزواج فكيف تريدني ان استطيع تسديد مثل هذا المبلغ الكبير بعد الزواج.
الاول: وماذا ستعمل إذاً؟
الثاني: ليس لي إلا ان أبقى عازباً طوال حياتي اللهم الا اذا عاد المسؤولون على حمل الناس على الالتزام بالأمر السامي الذي حدد المهر بألفي ريال.
الأول: ليس على المسؤولين فقط يقع العبء، ولكن يجب ان يتعاون كل من المسؤول والمواطن لتحقيق هذه الغاية.
الثاني: لا تنس يا أخي دور الاعلام في هذا فهو الأهم اذ يجب على جميع وسائل الاعلام بكافة اجهزتها اذاعة وصحافة وتلفزة ان تتكاتف لحل مشكلة المجتمع الأولى.
الأول: يجب ان نقف عند حد هذه الكلمة (مشكلة المجتمع الأولى) حقاً انها أمُّ المشاكل التي تجثم على صدر المجتمع وتكلفه ما لا يطيق.
الثاني: تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على أولياء أمور الفتيات لأنهم السبب الأول والمباشر.
الأول: ما من مشكلة الا ولها حل ولكل لون من هذه المشاكل علماء مختصون فلم لا يدعون لحل هذه المشكلة.
الثاني: ليس الامر كما تتصور، فالمشكلة لا تحتاج لعلماء او مختصين، فالحل واضح وضوح الشمس.. وهو مرهون بايدي بعض الآباء فليحدوا من الغلو في مهور بناتهم، وليخففوا من صلفهم فتنحل المشكلة.
الأول: الواقع ان هذا حل مناسب ومجد وله تأثيره المباشر لكن لا تنسى دور التوعية بين صفوف المواطنين.
فيجب على العلماء المسلمين (المشايخ) وحملة الأقلام ان يولوا هذه المسألة عناية كبرى فيجردوا اقلامهم لخدمة هذه القضية الاسلامية والاجتماعية.. ولا تنس دور المواطن نفسه وتجاوبه وتعاونه مع المسؤولين والمواطنين على السواء.
الثاني: صدقت يا أخي ولا تنس ما للمبادرة السريعة في علاج الموقف من أثر حسن بالغ.
الأول: ان سؤالا يخطر ببالي الآن وهو ما حكم الغلو في المهور وهل هو جائز؟
الثاني: حقاً ما حكم الشرع في هذا، سؤال نطرحه على أصحاب الفضيلة العلماء راجين ان يبينوا بوضوح حكم الاسلام في مطالبة الأولياء بمهور فاحشة مرتفعة؟