Monday 19th July,200411617العددالأثنين 2 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

لقاءات ولي العهد وسياسة القلب المفتوح لقاءات ولي العهد وسياسة القلب المفتوح
أحمد سالم بادويلان/المدير التنفيذي لدار طويق

دولة عريقة بشخصيتها وإرثها الحضاري، غنية بتاريخها المشرق المضيء على مدار عقود طويلة.. تزخر بواحة من الأمن والأمان فتضرب النموذج المتكامل والشامل الذي يستظل به الجميع.
المملكة العربية السعودية القدوة والنموذج والمثل تتحرك من نجاح لآخر، ومن إنجاز لمثيله، حتى كانت المحصلة أنواراً متكاملة تعانق في شموخها عنان السماء.
شعب عريق وطيب يحمل على كاهله الكثير من آفاق النبوغ ومظاهر التطور، لتصبح نهضته شاملة.. شعب يستمد قوته من الشريعة الإسلامية الغراء التي رسمت له أواصر السعادة في الدنيا ووضعته على طريق الفوز بجنة الله في الآخرة.
شعب تحرسه الشريعة منذ دعوة إبراهيم عليه السلام: {رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا..} (إبراهيم: 35)، فمنَّ الله عليه بالأمن وبنعم لا تعد ولا تحصى، ليصبح على رأس شعوب الدول الآمنة في العالم.
إن الأمن جزء لا يتجزأ من الإسلام، وقد قال الله تعالى: {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْنًا يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئًا وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ} (النور: 55).
وبرغم ذلك - وعلى حين غرة - ابتلينا بشرذمة قليلة تريد النيل من كيان هذه الأمة والطعن في عقيدتها.. قلة منحرفة اعتنقت أفكاراً باطلة وخالفت كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وخرجت على جماعة المسلمين وإمامهم بدعاوى باطلة وفاسدة، لتنشر الرعب.. قتلت الصغار، وروعت الكبار.. تريد النيل من كيان هذه الامة واستقرارها وتستخدم أساليب ملتوية في تنفيذ مخططتهم الذي يميل إلى قتل الأبرياء والتخريب والتدمير.. لتصبح نموذجاً معادياً لأمته.
تلك الفئة الفاسدة التي باعت نفسها وضميرها للشيطان للنيل من استقرار الأمة والوطن، لكن رجال الأمن البواسل كانوا لها بالمرصاد.. راقبوا أفرادها، ورصدوا تحركاتهم، وانقضوا عليهم في الوقت المناسب لينالوا جزاءهم.
ما فعله أولئك خروج على المجتمع، من خلال نشر أباطيل، وأفكار ضالة، فحاولوا الطعن في مسيرة أمة عمرها عقود طويلة.. أمة عقيدتها التوحيد، يسود فيها التعاضد والتلاحم والاستقرار لتكون النموذج والمثل والقدوة والكيان الآمن، تحرس وحدتها - بإذن الله - هذه المنظومة الأمنية المتكاملة من العيون الساهرة على راحة الوطن وأمنه، إنهم رجال الأمن البواسل، هم الدرع الواقي، والسلاح البتار في الدفاع عن الأمة ومن يحاول النيل من هدوئها واستقرارها، لتكون الموصلة -إن شاء الله- إلى المزيد من النجاحات والإنجازات.
كل تلك الجهود الأمنية البارزة والإنجازات المتواصلة رعاها ونماها وحرسها رجل الأمن والأمان صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبدالعزيز وزير الداخلية، ومؤسس أكاديمية نايف الأمنية التي أصبحت القدوة والمثل لتخريج أجيال شابة داعية تتسلح بالعلم الحديث لتستفيد منها الأمة الإسلامية.
الأمير نايف بن عبدالعزيز النموذج والقدوة والمثل على تطوير المنظومة الأمنية ومسايرتها لأحدث تطورات العصر، لتصبح مظلة تستظل بها الشعوب وتنعم -بإذن الله- خلالها بالاستقرار والأمان.
تلك الفئة الضالة كذَّبت العلماء، وخالفت الفقهاء والدعاة، وخرجت على النصوص الشرعية، وأولت الدين حسب أهوائها.. وحاولت الاساءة لبلادها ووطنها وأهلها.. تعطشوا للدماء وقتل الأبرياء دون ذنب اقترفوه.. فرفعوا لغة القتل والتخريب والدمار.
لكن رجال الأمن البواسل كانوا لأولئك المجرمين بالمرصاد.. تعقبوهم.. وطاردوهم، لتكون النتيجة -والحمد لله- إما قتلهم أو استسلامهم أو القبض عليهم ليدفعوا ثمن أفكارهم المنحرفة، ومخالفتهم للسنة النبوية، وخروجهم على جماعة المسلمين وإمامهم، والله تعالى يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ أَطِيعُواْ اللّهَ وَأَطِيعُواْ الرَّسُولَ وَأُوْلِي الأَمْرِ مِنكُمْ فَإِن تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللّهِ وَالرَّسُولِ إِن كُنتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً} (النساء: 59).
ومن هنا فالمسؤولية مشتركة ومتكاملة، والكل في خندق واحد رجال أمن، ومواطنون، ومقيمون، للتصدي لتلك الأفكار الدخيلة على مجتمعنا.
قيادة حكيمة: وهبت نفسها، وبذلت جهودها، وسخرت وقتها لخدمة الوطن من خلال رموز عظام وقادة كبار وزعماء تركوا بصمات كبرى محلياً وخليجياً وعربياً ودولياً.
قيادة تعتمد على سياسة الباب والقلب المفتوح بين الحاكم والمحكوم.. لا قيود ولا موانع بل اجتماع بشتى شرائح المجتمع، وتلاحم وطيد من خلال حوارات بناءة تنشد المحافظة على كيان الوطن وتؤكد على أهمية التماسك والتعاضد والتلاحم بين القيادة والشعب على مدار عقود طويلة.
تلك السياسة البناءة والعظيمة والرائدة التي طُقبت منذ عهد المؤسس الملك عبدالعزيز - طيب الله ثراه- وتوارثها من بعده أبناؤه البررة الملوك العظام الذين تركوا رصيداً هائلاً من الحب والمودة مع شعوبهم، ولذلك فمن حقنا أن نفتخر بقادتنا وزعمائنا، ومن واجبنا أن نسعد بهم ونعتز بدورهم الرائد.
من حقنا أن نشكر تلك القيادات التي وحدت مجتمع الجزيرة تحت راية التوحيد لتصبح الشريعة أساسها والشرع بنيانها والتمسك بالراية أساس تقدمها وتحضرها.
نعم هي قيادة رائدة سخرت جهودها ووقتها لخدمة شعوبها فانتقلت بهم -بفضل الله- من حياة صعبة المستوى، إلى الرفاهية ورغد المعيشة - والحمد لله- ليصبح المواطن في الجزيرة العربية متنعماً في رفاهية واستقرار، ويسبق غيره من الشعوب التي تقول انها ذات حضارة عمرها سنوات طويلة.
إن حكومة خادم الحرمين الشريفين -حفظها الله- نالت التقدير، وفرضت حضورها على المستوى العربي والعالمي، وكان لها دور فعَّال وعملي في الدفاع عن الكثير من القضايا الإسلامية والعربية في العالم كله، وساهمت في تغيير الكثير من مسارات القضايا الدولية بما يخدم الوعي العربي والإسلامي.
ولعل الدور المتواصل والمستمر لسمو ولي العهد في استقبال العديد من طوائف المجتمع والمثقفين وشيوخ القبائل والعلماء والمسؤولين عن الجمعيات يظهر استمرار مسيرة التواصل والثبات على المبدأ ويؤكد على أهمية اللحمة بين القيادة والشعب وأن الكل في مسار واحد.
وما يحدث في تلك اللقاءات من نقاشات واستفسارات يتسع لها قلب سمو ولي العهد يبين كيف تنجلي الكثير من القضايا، وتستمر الحقيقة ناصعة في مسيرة مملكتنا الحبيبة، ويزداد التلاحم بين الراعي والرعية.
أقول ذلك وقد رصدت -عن قرب- لقاء سمو ولي العهد بأعضاء جمعية الناشرين السعوديين التي أتشرف بالانتساب إليها، وأعرف مدى جهود القائمين عليها وإخلاصهم وشفافيتهم، إذ تحولت الجمعية في فترة قصيرة إلى منتدى ثقافي يرفع ويساند ويعضد حركة النشر في جميع مناطق المملكة.
لقد استقبل أصحاب الرأي والمثقفون والمهتمون تلك الجمعية الوليدة بالترحاب والتشجيع، وبرزت جهود رئيسها الزميل الأستاذ أحمد بن فهد الحمدان -صاحب الجهود المتواصلة والخبرة الطويلة في أمانة صندوق اتحاد الناشرين العرب- برزت جهوده واضحة للعيان، متألقة، بناءة.
لقد قامت هذه الجمعية بدور بارز في دفع الحركة الثقافية والنشر إلى الأمام وكان لها الكثير من الأفكار النشيطة في تنظيم المعارض، ومواجهة القرصنة، وتكريم الرموز من قادة النشر في الأسواق المحلية والعربية.
وعندما أصابت الوطن بعض الغصات والشظايا من قلة ممن باعوا أنفسهم وضمائرهم للشيطان ليصبحوا مجرد يد منفذة لجهات خارجية تريد النيل من هذا الوطن والطعن فيه.
هنا تحركت الجمعية واجتمعت وقررت التواصل مع قادة البلاد لإعلان رأيها على الملأ، والتأكيد على دورها البارز في مواجهة التطرف والإرهاب وأنها من خلال رأي واحد تؤكد على دعمها ومساندتها ومعاونتها لقيادتنا في مواجهة تلك الفئة الضالة، وبالفعل تم اللقاء دون حواجز والتقى الناشرون بسمو ولي العهد، وسمو وزير الداخلية، ومعالي وزير الإعلام في احتفاليات كبرى رصدتها وسائل الإعلام المحلية والعربية والأجنبية وأثنت عليها وعلى دورها البارز في التعبير عن صوت الناشرين ورأيهم في قلب الحدث دائماً، وأن ما يحدث للوطن هو طعنة مرفوضة.
تلك اللقاءات الطيبة هي رصد وتأكيد على أن رجل الأمن والمواطن في خندق واحد، فالقضية واحدة والعدو واحد وبالتالي فلابد من التوحد لمواجهته بحسم وقوة.
كان لابد من التأكيد على عظم الجرم ومواجهة المنكر من تلك الفئة الضالة التي روعت الآمنين وقتلت الصغار ورملت النساء فارتكبت جرائم بشعة تنكرها شريعتنا السمحة.
لابد من التصدي لتلك الفئة الضالة لأن ما قامت به هو تعدٍ على حدود الله، واعتداء على الآمنين بغير حق، وفيه إفساد في الأرض بعد إصلاحها، وزعزعة للأمن، وزرع للفتنة، وبث للفرقة، مما يستوجب أن يكون الجميع على قلب رجل واحد للتصدي لهذا الخطر الداهم، ومن هنا فقد أكد الناشرون للمجتمع أن الجميع في بوتقة واحدة وهي خندق واحد مع رجال الأمن في بلد التوحيد والأمان.
وتستمر سياسة الباب المفتوح بين القيادة والشعب في صورة رائعة استقرت في القلوب وكان لها الأثر الطيب -بفضل الله- في زيادة أواصر الحب والوفاء والتلاحم بين القيادة والشعب.
ولعل ما أصدره مولاي خادم الحرمين الشريفين -حفظه الله- من فتح باب العفو أمام بعض من غُرِّر بهم في بيان جامع مانع أعلنه سمو ولي العهد في موقف يرصد مظاهر القوة والعظمة، لعل ذلك البيان يكون حافزاً لأولئك ليعودوا لرشدهم، ويبتعدوا عن غيهم، ويدركوا أهمية وطنهم وما قدمه لهم من وسائل طيبة، سواء في توفير المرافق والخدمات، أو في توفير حياة كريمة يحسدنا عليها الغير.
ومع ذلك ما زال الحرب على الرافضين لهذه المكرمة، المستمرين في قتلهم للأبرياء متواصلة لا تعرف العجز.
إن تواصل الحملات الأمنية في معظم مناطق المملكة واستمرار تساقط تلك الجماعات واحدة تلو الأخرى ليبين الدور العملي والنشيط للجهات الأمنية في المحافظة على أمن هذا المجتمع واستقراره.
قيادة حكيمة من حقنا أن نعتز بها ونفتخر بدورها على المستوى الإقليمي والدولي.
وشعب عظيم يحب وطنه ويدرك أهمية التواصل والتلاحم وقت الخطر.
وأرض طاهرة، لأنها موطن للأنبياء والرسل والحرمين الشريفين وملجأ الزوار من الحجاج والمعتمرين للمشاعر المقدسة على مدار العام، فاللهم احفظ بلادنا من كل شر ومكروه وأدم علينا نعمة السعادة والأمان واحفظ ولاة أمورنا، ووفقهم لما فيه الخير والسداد.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved