Monday 19th July,200411617العددالأثنين 2 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

نمط هزيل.! نمط هزيل.!
سلوى أبو مدين

* لقد ابتعد كثير من الناس عن جوهر الإسلام الحقيقي ، الذي نظم حياتهم وقيض لهم الصلاح والفلاح ، في اتباع منهجه وهما كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم.
وقد أصبحنا في زمن القابض على دينه كالقابض على الجمر قلة.. ولهث أكثرهم وراء رغباتهم ونزواتهم وشهوة المال الجامحة ، التي لا تشبع طالبه وتناسوا يوم العرض العظيم الذي صوره الحق بقوله : { وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا } وقوله : { وَإِن كَانَ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِّنْ خَرْدَلٍ أَتَيْنَا بِهَا وَكَفَى بِنَا حَاسِبِينَ }.
لعل الغفلة سرقت الكثيرين.. وأعني هنا الرجال ، لأن ديننا الحنيف خصهم بأمور شتى منها القوامة وتحملهم أعباء المسؤولية في هذه الحياة ، من إنفاق وعطاء وكد من أجل لقمة العيش.. وخص المرأة بشؤون زوجها ورعاية أطفالها وتربيتهم التربية الحسنة.
* فجأة تتبدل وتنقلب الموازين.. وتصبح تلك الزوجة التعيسة المغلوبة على أمرها وتذوق الأمرين تصبح نبع عطاء متدفقا سواء مادي أو معنوي دون توقف.!
ولعلي أورد هذه القصة للبعض من الرجال خاصة ، فهناك القلة منهم الذين تأبى كرامتهم أن يتعدى على حقوق زوجته ، لأنه تحصن بدينه الإسلامي.. ولعل رجولته ترفض أن يكون مجرد صورة أمام المجتمع الذي وضعه في إطار تحمل كامل للمسؤولية.
وللأسف الشديد أصبحنا في زمن غابت فيه قوامة الرجال وكرامتهم أيضاً.
ومهما يكن من ضغوط الحياة ومصاعبها لا يحق على الإطلاق لرجل مقتدر لديه مبالغ طائلة من الأموال أن يتعدى على ميراث زوجته القليل إذا ما قورن بأمواله.. وهذا الأمر لا يتم إلا بمحض إرادتها هي ، ولقد جاءت الآية القرآنية صريحة توضح هذا الأمر إذ يقول سبحانه في محكم كتابه : { فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا }.
غير أن الغني بالمال ، فقير في نفسه ، فيتسلط على مال الزوجة المسكينة ، وإن هذا التصرف المقيت لظلم فادح.!
* ولعل هذا النمط من أشباه الرجال ، هؤلاء تناسوا منهج الدين الرباني الذي أرسل به سيد المرسلين عليه الصلاة والسلام ، في حثه الرجل على معاملة المرأة بالحسنى في خطبته في حجة الوداع ، إذا قال عليه السلام : (استوصوا بالنساء خيراً). ولكن هيهات.!
فإن ذلك لا يجدي مع أنماط رجال ذوي جبروت وقسوة على زوجاتهم لأنهن امتنعن عن إعطائهم ميراثهن.. وحقوقهن المادية الخاصة ، رغم أنهن ينفقن كل مرتباتهن على متطلبات بيوتهن وأسرهن.!
ومع هذا بعض الرجال يمارسون عنفوانهم على أزواجهم أمهات أولادهم ، وجميع وسائل الضغط ليرضخن لإرادتهم المتدنية ، فيذيقونهن كؤوس المرارة ، في أسوأ معاملة حتى أصبحت حياتهن جحيماً لا يطاق من أجل سلب ما لديهن من مال!
أقول لهذا النمط من الرجال هل هذه الأمانة التي حملتها عندما تقدمت خاطباً؟ أم أن الجشع ديدنك ، لأنك بلا حس ؟!
* وأتساءل لماذا إذاً يمارس قسوته وجبروته على ما لا يرضى به لأخته؟
وإلى متى تنمو هذه الممارسات السيئة ، حين نرى بعض النفوس تهلع نحو الاستحواذ والاحتيال على من هم أضعف مقاومة. وتناسوا يوماً مهماً يوم العرض على الله يقول سيدنا محمد عليه السلام : (تعس عبد الدرهم ، تعس عبد الدينار ، تعس عبد القطيفة ، تعس عبد الخميصة).


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved