Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الثقافية"

الشاعر خالد الخنين: الشاعر خالد الخنين:
ديواني «عشيات الحمى» غلبت عليه القصيدة المناسباتية

*حوار: عبدالحفيظ الشمري
الشاعر خالد الخنين ظل وطوال مشواره الإبداعي وفياً للقصيدة العربية.. بل حريصاً على تكوينها التقليدي في البناء والأغراض، فهو شاعر ربي في بيت علم ومعارف لتكون تجربته في هذا السياق معبرة عن مكانة القصيدة العمودية وأهميتها في ضمير الأمة.
صدرت للشاعر الخنين عدد من الدواوين الشعرية جاء آخرها بعنوان «عشيات الحمى» لتغلب عليه قصائد مناسباتية، وأخرى وجدانية معبرة لتعتمد هذه الطروحات على ثقافة قوية وأصيلة.. بل انه والى جانب انتصاره للقصيدة العمودية كتب التفعيلة.
حول تجربة الشاعر خالد الخنين كان لنا معه هذا الحوار الذي جاء على هذا النحو:
* الشاعر خالد الخنين فاتحة الحديث تجربتكم الشعرية التي تجسدت بصدور ديوانكم «عشيات الحمى».. لماذا غلب على هذا الديوان طابع المناسباتية..؟
ديواني «عشيات الحمى» غلبت عليه موضوعات معينة تدور حول واقع عشته وتفاعلت معه مما جعل الأمر في هذا الديوان يأخذ شكل «المناسبة» التي تظهر بوضوح، فالغربة التي أعيشها عن الوطن، وحبي لمدينتي ورثائي لوالدتي هي أسباب حقيقية دفعت هذا الديوان إلى الخروج نحو القارئ إلا أن هناك قصائد أخرى تذهب في معاني الغزل، والوصف حتى أنك إذا اطلعت على الديوان تدرك أنني وزعته بشكل متوازن بين أغراض الشعر وهذا ما جعله واضح المعالم وأهدافه مباشرة أمام القارئ.
* هل أسهم النقد الأدبي في خدمة مشروعكم الشعري! وهل ترى ان النقاد أنصفوا القصيدة الحديثة...؟
فيما يتعلق بمشروع قصائدي لم أضع النقد والنقاد أمامي أبداً، فالقصيدة بقوة طرحها لا بقوة ما يكتبه النقاد عنها، فالحقيقة أن مشروع النقد الحالي لا يمكن ان تحتكم إليه لأنه قائم وللأسف على أهواء شخصية، فالنقاد في معظم العالم العربي يرفعون من يريدون وان كان لا يستحق، وبفعلهم هذا تدرك ان القصيدة التي تكتب اليوم تمر بمأزق حقيقي يسمى النقد.
* هل تكتبون القصيدة الحديثة.. أعني هنا «قصيدة التفعيلة» و«قصيدة النثر»..؟
القصيدة في إطار التفعيلة لا تختلف كثيراً عن مشهد القصيدة العمودية فقد كتبت قصائد كثيرة في هذا الإطار، فقد كتبت قصيدة تفعيلية في رثاء والدتي رحمها الله لأنني وجدت ان هذا النوع من الشعر الأقرب إلى نفوس الناس بل ان الأحداث والمواقف هي التي تحدد معالم كتابة القصيدة، فلكل موقف حالة شعرية تناسبه.
أما ما يسمى «قصيدة النثر» فإنني أصدقك القول بأنها لا ترقى إلى مستوى ان تكون قصيدة بمعناها المتكامل والمؤثر في ذائقة القارئ، فأنا لا أصفها حقيقة إلا «نثر فني»، والقصيدة المؤثرة في ثقافتنا ووعينا العربي هي القصيدة العمومية التي تحمل تاريخ الشعر منذ مئات السنين ولا تزال هي المصدر الحقيقي للخطاب الشعري العربي الذي تميز بفضل ما برع به هؤلاء الشعراء الذين أذكوا نار الولع في مفردة الشعر حتى صارت خطاباً إنسانياً يعكس قدرات هؤلاء الذين لمعت أسماؤهم منذ عهد الجاهلية وحتى اليوم.
* ما هي دوافع الشعر لدى الشاعر خالد الخنين..؟ وهل فضلت غرضاً شعرياً على الآخر في تجربتك التي تركزت على قول الشعر..؟
ما يحرك فيني الشعر ويجعلني مدفوعاً إلى البوح هو رؤيتي للجمال والإبداع، وقد يكون الأمر لدي رغبة في كتابة الشعر الغزلي، وقد يكون ذلك الحنين الذي يسكنني حينما أتذكر الوطن، فقد ذهبت قصائدي إلى طرق هذه الأغراض الشعرية ولاسيما ما له علاقة بالحنين والوجد فأنا بعيد عن الوطن منذ أكثر من خمسة عشر عاماً فلماذا لا تكون قصائدي حاملة لهذا الهاجس الإنساني الرائع، أما «الغزل» فإنني كتبت فيه رغم أنني أواجه بعض «الحرج» لأنني كما تعلم من بيت دين وعلم فعائلتي معروفة بتمسكها الديني الذي لا يسمح لي بطرق مثل هذه الأغراض الشعرية التي تعرض بالأنثى وبالجمال والوصف الحسي الدقيق.
ومما وصفته في قصائدي وبغزل متوازن لا يخدش الحياء كقصيدة «النمسا»:
«هويتك منذ أن رأيتك تخطرين»
وكتبت في وصف المضيفات والممرضات، ومن يقابلني وما يقابلني من جمال يدفعني للبوح شعراً.
* هل الشعر هو «ديوان العرب» فعلاً..؟ وماذا تقول رؤية حديثة تضع العمل الروائي في إطار هذا المنظور أو المفهوم..؟
أنا أوافق من يذهب إلى هذا الاعتقاد، فالقصيدة هي ظاهرة العرب القوية لأنها تخرج من وجدان صادق ومن قريحة صافية حتى أخذ الشعر مكانته بين الفنون الأخرى، «الشعر ديوان العرب» مفهوم فيه من الصحة الشيء الكثير.
أما عن قولك أود سؤالك عن وضع الرواية في هذه المكانة التي يتمتع بها الشعر منذ عدة قرون فإنني ضد هذه الفكرة لأن الرواية لها فنها الخاص، وتوجهها المحدد فلا يمكن لنا ان نؤكد ان الرواية أقوى من الشعر لأن لكل فن سياقه الخاصة به.
* أستاذ خالد أود أن أذكركم بأن هناك شعراء ومفكرين تحوّلوا عن الشعر إلى الرواية أو زاوجوا بين هذين الفنين.. ألا ترى أن الرواية أخذت في التمكن من خارطة الأدب العربي..؟
لقد تابعت هذا التحول واطلعت على بعض الأخبار الصحفية والكتابات حول هذه الأعمال الروائية إلا أنني لا أوافق الأديبين الشاعر الدكتور غازي القصيبي والمفكر الدكتور تركي الحمد والشاعر علي الدميني على هذا التحول من الشعر والفكر إلى الرواية لأنني أعرف كما يعرف القارئ الكريم أنهم شعراء مبدعون فليسوا هم بحاجة إلى طرق مثل هذه التجارب التي لا زالت في بداياتها الأولى.
أود التأكيد على أنني أميل إلى القصة القصيرة لأنها تعطيك خلاصة ما يريده الكاتب وتختصر عليك مشقة القراءة الطويلة والشاقة ولاسيما أننا في زمن متسارع يندر فيه أن تجد الوقت.
مما سبق أود أن أشير إلى أن ما أقوله الآن هو مجرد رأي شخصي لشاعر يرى ضرورة أن نتمسك بالشعر ونحرص على القصيدة لأنها هي فرس رهاننا في هذا الزمن.
* في ختام هذا الحوار نود ان نتعرف على رأيكم في قضية الشعر الشعبي... كيف تراها الآن..؟
أود أن أوضح أولاً ان هناك تجارب شعرية متميزة في مجال «الشعر الشعبي» قديماً من أمثال حميدان الشويعر والقاضي وابن لعبون وحديثاً الشاعر الأمير خالد الفيصل وبدر بن عبدالمحسن وآخرين الا أن هناك تهالكاً في كتابة الشعر الشعبي وتجارب لم تنضج بعد.
كما أنني أرفض أن يكون هذا الشعر المتواضع هو ثقافة أمّتنا أو انه يدرس بالجامعات، فنحن بحاجة إلى مزيد من تدريس اللغة العربية والشعر الفصيح ليكون عوناً لنا في تعلم ثقافتنا وتقديمها للأجيال القادمة.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved