Sunday 25th July,200411623العددالأحد 8 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "وَرّاق الجزيرة"

طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبدالعزيز طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبدالعزيز
دراسة تحليلية وقائمة ببليوجرافية

قامت دارة الملك عبدالعزيز مشكورة بطباعة كتاب للباحث الأستاذ عبدالرحمن الشقير بعنوان: (طباعة الكتب ووقفها عند الملك عبدالعزيز). وهي دراسة جادة أظهر فيها الباحث ما قام به الملك عبدالعزيز من جهد في تسهيل وتهيئة الكتب لتكون في متناول طلبة العلم في المملكة وخارجها، حيث أشار أكثر من عالم من علماء الإسلام إلى الجهد الذي قام به الملك عبدالعزيز في هذا الجانب، وذكروا أن الملك عبدالعزيز نهج -رحمه الله تعالى- في مجال نشر الكتب نهجاً إسلامياً معروفاً، عرفه التاريخ الإسلامي منذ بداية اهتمام الخلفاء والسلاطين والأمراء بنشر العلم وتشجيع العلماء، فكان لنا في بعض خلفاء بني العباس أكبر مثل يدل على العناية بالعلم ونشره، فكان الخليفة يعهد إلى عالم من العلماء أن يكتب في أي فرع من فروع العلم المختلفة، ويتكفل بعد ذلك بمكافأة العالم، وتسهيل عملية ايجاد أكثر من نسخة من الكتاب بدعوة من يشتهر بالنسخ وجمال الخط إلى تكرار كتابة ما ألّف.
وقد كان الملك عبدالعزيز ممن اتخذ هذا التقليد ببعد وفهم مختلف، فرحمه الله تعالى وأجزل له المثوبة على ما قدم لخدمة العلم وأهله. ويكفي من ذلك أن هذا الملك الصالح من توفيق الله له أن وفقه لنشر كتب مذهب الحنابلة نشراً لم يسبق إليه، بل ان هناك من أشار إلى أنه لولا الملك عبدالعزيز لم تقم لهذا المذهب قائمة، مع ما كان هناك من كتب مخطوطة له، إلا ان عملية الطباعة وما يلحق بها من تكاليف مادية، ثنت الناشرين عن المجازفة بطباعة كتب المذهب، لضعف المشترين، وقلة المهتمين، ومع ما تتميز به كتبه الفقهية خاصة باليسر والسهولة، بل ان احدها كالمغني يعد من كتب الفقه المقارن ان صحت العبارة نتيجة ما يحمله هذا الكتاب من آراء فقهية متعددة، وليست مذهبية محدودة أو ضيقة.
ويعد هذا الكتاب الذي نعرضه من أكمل الأعمال التي تناولت عناية الملك عبدالعزيز بطبع الكتب ووقفها، ومع انه سبق ان تمت دراسات متعددة أشار الباحث إليها في مقدمته، إلا انها كانت إما مقيدة وإما مخصصة، وإما انها اعتمدت على النقل دون الوقوف على الكتب مباشرة. لهذا كانت هذه الدراسة في ظني من أشمل الدراسات التي تناولت هذا الموضوع.
أما الكتاب فقد قسمه الباحث إلى ثلاثة أقسام، بعد مقدمة ضافية تعرّض فيها للدراسات السابقة له.
جاء القسم الأول منه تحت عنوان: الدراسة التحليلية: وقد تضمن هذا القسم عناوين جانبية: أولها: منهج الملك عبدالعزيز في نشر الكتب، وقد أشار الباحث إلى أنه بعد الدراسة الببليوجرافية لما تم نشره تبين له أن: (منهج النشر عند الملك عبدالعزيز يتسم بمميزات شمولية ذات علاقة بالجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية داخل البلاد وخارجها، وله صلة مباشرة بالأوضاع السائدة في تلك الفترة). ثم ذكر ان عملية الطباعة عند الملك عبدالعزيز كانت قد مرت بثلاث مراحل: الأولى منها بدأت في 1319هـ وانتهت في عام 1337هـ، والثانية من 1337هـ إلى 1351هـ، أما الثالثة والأخيرة فكانت من 1351هـ إلى وفاة الملك عبدالعزيز -رحمه الله تعالى- عام 1373هـ.
ثانيها: أسباب ظهور بعض الكتب ومضمونها:
أشار الباحث إلى بعض الأسباب، ومنها الذب عن الدولة والدعوة التي نعتت بالدعوة الوهابية بهدف تنفير الناس منها، وبهذا نشطت كتب الردود ورد الشبهات التي ألصقت بالدولة السعودية، فكان التوجه أولاً إلى الهند التي كانت الطباعة فيها مزدهرة، إضافة إلى وجود تجار نجديين هناك فضلاً عن انتشار الدعوة السلفية فيها.
ثم استعرض الباحث بعض الكتب ومضامينها: فكان أول كتاب طبع هناك هو (الصواعق المرسلة الشهابية على الشبه الداحضة الشامية)، وكانت سنة طبعه 1335هـ. ثم تتابعت الكتب، ثم تناول الباحث بعد ذلك الكتب التي طبعت في مصر وحلل مضامين بعضها وكانت أول سنة تمت بها الطباعة في مصر هي سنة 1340هـ والكتاب هو (إرشاد الطالب إلى أهم المطالب). فكانت الطباعة في مصر تعد نقلة نوعية غير التي كانت في الهند، إضافة إلى أن الاهتمام هنا بدأ بالكتب الكبيرة، كالمغني والشرح الكبير وتفسير ابن كثير والبغوي، وغيرها من المميزات التي أشار إليها الباحث في الصفحات 55 إلى 56. ولما ازدهر نشر الكتب فكرت المكتبة السلفية بمصر بفتح فرع لها في مكة، وبذلك بدأت الطباعة في مكة المكرمة سنة 1348هـ وأول كتاب فيما يبدو هو (مختصر الصواعق المرسلة على الجهمية والمعطلة). أما القسم الثاني من الدراسة فكان تحت عنوان: (الدراسة التطبيقية: طباعة كتاب المغني نموذجاً). تناول الباحث في هذا القسم قصة كتاب (المغني) وكيف طبع وأشياء كثيرة، ولي مع هذا الجزء من الكتاب وقفة سوف أذكرها في الملاحظات.
أما القسم الثالث فكان بعنوان: الدراسة الببليوجرافية.
وتضمن هذا القسم ثلاث قوائم مهمة جداً، وفق الباحث فيها جميعاً إلا ان القائمة الثالثة منها هي التي لفتت نظري كثيراً، وظهر بها جهد الباحث وتميزه.فالقائمة الأولى بعنوان: الكتب المطبوعة على نفقة الملك عبدالعزيز الخاصة.
والقائمة الثانية: الكتب التي ساعد الملك عبدالعزيز على نشرها.
أما القائمة الثالثة فهي: الكتب المنسوبة إلى مطبوعات الملك عبدالعزيز. وقبل أن يختم الباحث كتابه استعرض نتائج الدراسة، ثم جاءت قائمة المصادر والمراجع.
وقد تميزت دراسة الأستاذ الشقير بمميزات كثيرة أذكر منها:
1 - انها الدراسة الوحيدة وشبه المتكاملة حول الموضوع.
2 - تنبيه الباحث ص44 إلى خطأ وقع فيه كثير من الباحثين، إضافة إلى الأمانة العامة للاحتفال بمرور مائة عام على تأسيس المملكة، حيث خلطوا بين كتابين متشابهين هما: الأول: مجموعة التوحيد. والثاني: مجموعة التوحيد النجدية.
واختلافهما في المحتوى ظاهر، فالأول فيه من غير علماء نجد الكثير. أما الثاني فخاص بعلماء نجد فقط.
3 - وجود قائمة مهمة عن الكتب المنسوبة للملك عبدالعزيز، كما انها نبهت إلى أن هناك كتباً طبعت - وللأسف الشديد- ضمن الأمانة العامة للاحتفال بمئوية المملكة، وأشير فيها إلى أنها من مطبوعات الملك عبدالعزيز متابعة لبعض الباحثين، وهي ليست من مطبوعاته: مثل كتاب (الإقناع) ص153
4 - إشارة المؤلف إلى الخطاب العثماني الذي نعت الدعوة بالخوارج بدلاً من الوهابية، ويحمد للباحث انه أول من أشار إليه، مع انني كنت أفضل لو نشرت صورة ذلك الخطاب كما نشر غيره من وثائق.
5 - الإخراج الداخلي للكتاب جميل جداً.
6 - الوثائق التي جاءت في الكتاب كانت داعمة للمادة دعماً مباشراً ودقيقاً.

عبدالرحمن بن عبدالله الشقير الرياض: دارة الملك عبدالعزيز، 1424هـ (137)


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved