Monday 26th July,200411624العددالأثنين 9 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مقـالات"

تعداد التعداد.. مَن سيُحصي مَن؟!! تعداد التعداد.. مَن سيُحصي مَن؟!!
محمد أبو حمرا

طريقة التعداد للسكان هي أن يطرق المدرس المكلف الباب ويسأل صاحب المنزل عن عدد سكان منزله، وسرعان ما يغيّر الساكن مسكنه من حي إلى حي آخر، وهكذا يعد ويتعدد التعداد، مما يعني أنه غير مضبوط كما تريد مصلحة الاحصاءات العامة.
والذي نعرفه أن أي سعودي لا بد أن يكون معه حفيظة نفوس كما تسمى سابقاً، أو ما يسمى الآن دفتر العائلة، وهذا الدفتر قد استخرج من الأحوال المدنية في أية مدينة من مدن المملكة، فلو تم بدقّة وتمعن واستعمال للحاسب الآلي إحصاء الذين لديهم بطاقات عائلة، ورجعت مصلحة الإحصاءات إلى تتبع هذا الدفتر منذ أن كان حامله أعزب إلى أن تزوج وأنجب، لكان أسلم وأكثر دقة وضماناً، أي أنه يستحيل أن تجد سعودياً ينتمي لهذا الوطن دون أن يكون مسجلاً في الأحوال المدنية، وهنا ينتفي ويصبح نوعاً من التبذير وتضييع الوقت ما تتبعه المصلحة من تكليف مدرسين وغيرهم للقيام بتعبئة نماذج ربما يفرغ ما فيها بدقة أو لا يفرغ بكل دقة، إذن لا داعي لأن نذهب للأذن الشمال ونؤشر عليها باليد اليمين في حركة طويلة لا مبرر لها سوى أن نكون ننجز عملاً لا نعلم دقته بالضبط.
لدينا أحوال مدنية، ولدينا هيئات حكومية ينتسب إليها مواطنون كل في مجال عمله سواء أكان مدنياً أو عسكرياً، وهذه يمكن أن نستعين بها أيضاً ما دامت الإحصاءات تهتم بالأرقام فقط، أي نسأل وزارة الزراعة مثلاً: كم عدد المنسوبين لديك؟ وكم هنا وهكذا حتى نحصي الموظفين في الحكومة، وإن كان هذا المدخل غير سليم أو تعتريه السرية، فهناك كما قلنا الأحوال المدنية، ولن تزيد الإحصاءات أعداد السكان عما هم عليه لدى الأحوال بطريقتها تلك، لكن المشكلة التي قد نعذر الإحصاءات هي، أن ليس هناك من هم أكفاء لكي يصمموا برنامجاً للكمبيوتر يستخرجون به ما يريدون، وهذا بسيط جداً، فكم سيكلف هذا البرنامج لو أعطيناه شركة (وطنية) لتصميمه؟ لنقل عشرة ملايين أو خمسة عشر أو حتى خمسين بما في ذلك الأجهزة، ونقارن من حيث الأهداف والدقة والوقت بينه وبين ما تقوم به مصلحة الإحصاءات من الطرق على البيوت ويأتيهم الجواب: ما هوب فيه، تلقاه بالشغل، أو تلقاه بالاستراحة، أو سافر.
ثم ماذا؟ سيقول العدّاد أو المعدّد: لن أعود مرتين أو ثلاثا، وسوف أضع رقماً مقارباً من عندي، مثل عداد الكهرباء تماماً!!
مشكلتنا هنا أننا نعمل دون أن يكون لدينا مسألة مهمة وهي (مسألة الترشيد والرشد) أي لم نقارن بين ما سنقوم به وبين البدائل، فخسائر المصلحة المالية والتي رصدت لها ميزانية للإعلان والدعاية في الصحف ومكافآت وسيارات وووو الخ لن تساوي النتائج التي أظن أنها ستكون غير دقيقة أبداً.
مجرد رأي اطرحه، وأرجو أن لا يغضب مسؤولو المصلحة من الوضوح، فكلنا نعمل من أجل وطن نريد أن تكون أعماله متقنة جداً، والتوفيق بيد الله.

فاكس 2372911


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved