Monday 26th July,200411624العددالأثنين 9 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الرأي"

تسع محطات في قراءة حوادث الإرهاب تسع محطات في قراءة حوادث الإرهاب
محمد إبراهيم فايع/خميس مشيط

حوادث الإرهاب التي شهدتها بلادنا السعودية على أيدي عدد من أبناء الوطن الذين كنا نعدهم بناة إصلاح لا معاول هدم وقد اعتنقوا فكراً ضالاً لم يصفق لها إلاَّ الحاسدون والحاقدون على بلادنا ممن جعلوا من الإعلام الفضائي بوقاً لنفخ سمومهم وأحقادهم، ولعل الأقنعة قد سقطت وانكشف أصحابها وحانت ساعة مواجهتهم فلا تسامح مع أعداء الوطن بعد اليوم.
ولكن ما حدث ينبغي ألاَّ يمر مرور الكرام من حولنا ونكتفي نحن بالمشاهدة والندب والاستنكار، بل يجب أن نقف لنأخذ الدروس والعبر ونسجِّل مواقفنا بصدق إزاء حوادث الإرهاب التي شهدها الوطن من أجل مستقبل مشرق لأجيال قادمة.
ولعلي أجنح في عجالة إلى الوقوف عند محطات مهمة ونحن نعيش ليل نهار مع أخبار الأحداث الإرهابية في وطن لم يكن يخطر في باله أن يأتيه الإرهاب من أولاده وممن كانوا يفترض أن يرسموا على جبينه لوحة البناء والازدهار والنماء والسلام، هذه المحطات كانت رصداً حول الأحداث الإرهابية في بلادنا.
المحطة الأولى
الله أكبر ما أجمل ذلك التناغم بين القيادة والشعب حينما تجسدت لنا صور وفود القبائل وهي تسارع الخطى بحب وعلى عجل لتلتقي مع قيادات الوطن وعلى رأسهم صاحب السمو الملكي الأمير عبد الله بن عبد العزيز ولي العهد وتعلن من جديد العهد والوعد على السير على نهج الأجداد والآباء قلباً وقالباً في بذل الغالي والنفيس ليحيا الوطن الذي لم تطأ ثراه قدم المستعمر ولله الحمد، ومن أوفى الوفاء كما يقال من يداوم على عهده ويحن إلى أوطانه ويشتاق إلى أهله وإخوانه ويحب ولاة أمره ولكأني بالوفود وهي قادمة إلى ولي العهد تردد قول شاعرها: (أنتي البلاد اللي ثراها نضمه، نفني لك أبدان ونهدي لك قلوب وأنت الملاذ وما يهمك نهمه).
المحطة الثانية
من خلال إعلان أسماء الإرهابيين كم توقفت كثيراً عند حصيلتهم الدراسية حينما عرفت أن بعضهم لم يكمل الدراسة وبعضهم توقف عند المرحلة الثانوية، وبعضهم عند المرحلة المتوسطة، وبعضهم ترك الدراسة بعد عجزه عن إكمالها وقلت في نفسي هؤلاء الذين لم يكملوا العلم الدنيوي فكيف سمحوا لأنفسهم بادعاء العلم الشرعي وهم بعيدون كل البعد بدليل عدم فهمهم للجهاد ومتى يفرض ومن يأمر به وعدم فهمهم للأحاديث الشريفة الواردة صراحة حول تحقيق الأمان للمعاهد والذمي وخصوصاً أن الإسلام مليء بالشواهد الحيَّة حول معاملة المستأمن وأخلاقيات المسلم في الحرب ناهيكم عن السلم، ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة حينما كان يزور جاره اليهودي ويعوده عند مرضه ليثبت خير البشر أن الدين المعاملة، والعرب قالت: (من جهل موضع قدمه مشى في ندامة).
المحطة الثالثة
نجاح المملكة في قطع دابر الإرهاب وملاحقته إنما يحسب الفضل فيه بعد الله لأولئك الجنود الذين ضحوا بأرواحهم عندما حملوها على أكفهم وهم يواجهون الإرهابيين بصرف النظر عمن يكونون، ونجاح الجنود في مهامهم الخطيرة إنما يبرز المواطنة الحقة وحب الوطن قولاً وعملاً، وكلما سمعت عن تضحياتهم وشجاعتهم وجدتني أردد قول الشاعر:
ومن كان في أوطانه حامياً لها
فذكراه مسك في الأنام وعنبر
فهنيئاً لهم.
المحطة الرابعة
لحمة المواطنين مع قيادتهم وفزعتهم للتضحية ورغبتهم في إبراز دورهم الوطني أشعر جنود الوطن بأن كل مواطن جندي وأن الشعب كله في خندق واحد مع قيادتهم ومع جنود الوطن الأصلاء صفاً واحداً لمواجهة العدو.
المحطة الخامسة
عفو الشعب السعودي الذين أقره خادم الحرمين الشريفين وأعلنه سيدي ولي العهد يعطي دلالة قوية أن قوة قيادتنا في حكمتهم وفي عطفهم وفي تقييمهم جميع الأمور وأنها قادرة على الضرب بيد من حديد على كل عابث، فكان بحق عفو الأقوياء، وهو شيمة العرب الأوفياء تجاه من ضلوا كفرصة سانحة لهم للعودة للطريق المستقيم.
المحطة السادسة
تراجع شيوخ الفكر التكفيري عن فتاواهم السابقة بعد أن أدركوا أنهم ضروا وطنهم وأضلوا أبناءه عن السبيل لأنها لا تستند إلى الكتاب ولا السنَّة ولا إجماع ولا قياس، وهذا يجعلنا أن ندعو كل من ضل ألاّ يكابر ويعاند إذا ما رأى ضلال طريقه فيعود إلى طريق الصواب، وقد قيل إن من أعظم الأخطاء أن تصر عليها وترى نفسك منزهاً عن الخطأ.
المحطة السابعة
بعض الإرهابيين الذين سلَّموا أنفسهم أو استسلموا أو قبض عليهم ثبت بما لا يدع للشك مكاناً بأنه قد غُرر بهم إمّا جهلاً من عند أنفسهم أو أجبروا على اعتناق أفكار هم غير مقنعين بها، وهذا يجعلني أتوقف عند أهمية اختيار الصحبة والبعد عن شياطين الإنس الذين يزيِّنون الفساد ويحرِّمون ما أحل الله ورسوله من زينة الدنيا، ولعلي بن أبي طالب كرَّم الله وجهه قول حكيم قال فيه: (لا تصحب المائق فإنه يزيِّن لك فعله ويود لو تكون مثله).
المحطة الثامنة
ردم الهوَّة بين العلماء الحقيقيين والذين هم يحملون العلم الشرعي الصحيح ومن منابعه الأصلية وبين الشباب الذين يرغبون في الفهم لكثير من أمور دينهم ودنياهم وفق أساليب تربوية جاذبة لا منفرة ووجود فجوة بين الطرفين ستكون منفذاً لدعاة الإرهاب داخل الوطن وممراً سهلاً لكثير من الأفكار التي تدغدغ عقول الشباب غير الناضج وتأتي عبر وسائل عدة.
المحطة التاسعة
آن الأوان أن تقف وسائل الإعلام في بلدنا بحزم في وجه كل من يحاول المس بقيادة الوطن أو مؤسساته أو شعبه لتحقيق مآرب، وأن تكشف ألاعيبهم وزيفهم ودعاواهم التي يرفعونها في وسائل الإعلام الأخرى وسط شعارات ثبت أنها وهم في وهم. وأن تبرز جهود المملكة في خدمة الإسلام والمسلمين وتقديم العون للمراكز الإسلامية والدعم لكتاب الله داخل الوطن وخارجه.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved