Monday 26th July,200411624العددالأثنين 9 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "عزيزتـي الجزيرة"

الفكرة لم تأتِ من فراغ الفكرة لم تأتِ من فراغ
دمج ذوي الاحتياجات الخاصة في التعليم العام نقلة حضارية

تابعت في أعداد متفاوتة في صفحة عزيزتي الجزيرة موضوعاً مهماً يتعلق بالجوانب التربوية والاجتماعية والنفسية للفرد والمجتمع وهو موضوع (دمج ذوي الاحتياجات الخاصة مع منسوبي التعليم العام) وكانت معظم الآراء والغالب منها تنادي بعدم دمج هذه الفئة الخاصة بالتعليم العام لاعتبارات وطروحات ضيقة في الأفق والنظر عبر زوايا ضيقة دون تقديم الحلول المناسبة والبدائل الملائمة لوضع هذه الفئات ومكانهم المناسب تعليمياً وباعتباري أحد المشرفين على أحد برامج الدمج الفكرية بالمدارس، لديَّ بعض المداخلات التالية:
أولاً: فكرة الدمج لم تأتِ من فراغ أو فكرة ارتجالية بل وضعت وفق معايير وأنظمة ومقاييس مدروسة من قبل المختصين والمهتمين بذوي الاحتياجات الخاصة.
ثانياً: الفكرة ما زالت في طور التجربة الميدانية ولا يمكن الحكم عليها بالنجاح والفشل نتيجة لمعيار معين، وتأتي من شخص لا يفقه كثيراً في هذا الجانب.
ثالثاً: الدولة حفظها الله بذلت قصارى جهدها منذ عهد مؤسس هذا الكيان واهتمت اهتماماً منقطع النظير في توجهها نحو تعليم ذوي الاحتياجات الخاصة من معاقين فكرياً (قابلين للتعلم) مكفوفين - ضعاف سمع.
رابعاً: من أجل هذه الفئة الغالية على قلوب الجميع وضعت لهم أمانة عامة للتربية الخاصة تابعة لوزارة التربية والتعليم تضم المتخصصين في جميع مسارات ذوي الاحتياجات الخاصة وخبراء على قدر كبير من الكفاءة والدراية.
خامساً: نحن في مجتمع متكافل بعضه مع بعض ويجب أن تدرك ما تعانيه أسر هذه الفئات الخاصة والمؤمن الشكور هو الذي يشكر الله سبحانه وتعالى أن وهبه الله ذرية صالحة، أصحاء في عقولهم.
سادساً: البعض الذي ينادي بإعادة النظر في فكرة الدمج لخوفه على ابنه الذي يدرس في التعليم العام خصوصاً في الصفوف الأولية من بعض طلاب التربية الخاصة نقول له: يا رعاك الله إن ابنك الذي أودعته المدرسة ليس وحده بل أعداداً كثيرة من الطلاب وضعت أمانتهم في أعناق مدير ووكيل ومرشد ومدرسين أكفاء، ابنك ابنهم ويخافون عليه مثلما تخاف عليه داخل محيط المدرسة لأن مثل هذا الابن هو رسالتهم السامية.
سابعاً: فكرة الدمج لها انعكاسات إيجابية على الطالب نفسه وعلى أسرته وعلى المجتمع وكم يتصور الإنسان عندما كانت المعاهد الفكرية هي المكان المناسب لفئات التربية الخاصة بمثل فكرة البرامج الفكرية الملحقة بمدارس التعليم العام ما يعانيه أولياء أمور هذه الفئات من مشقة وعناء في سبيل إيصالهم إلى المعهد والعودة به يومياً خصوصاً إذا كانت المسافة بعيدة بين سكن الأسرة ومقر المعهد.
ثامناً: اعتبر ان فكرة الدمج نقلة حضارية وتربوية لأنها خففت من المعاناة والمشاق التي كانت تقف حجر عثرة أمام الأسر في سبيل التحاق أبنائهم في معاهد التربية الفكرية وهذه بادرة طيبة يشكر عليها المسؤولون في وزارة التربية والتعليم والأمانة العامة للتربية الخاصة.
تاسعاً: لا يخلو أي نظام أو فكرة في دنيا الناس من جوانب سلبية والمدرك لِكَنَهِ الأمور ومسوغات الحياة في هذا العصر يجب ان يغلب الجوانب الإيجابية على الجوانب السلبية ولا يحكم على الأشياء من تصورها، لأن الحكم على الشيء فرع عن تصوره (قاعدة فقهية).
عاشراً: وفق الله الجميع وشكر الله لكل قلم ساهم بمداده وفكره في هذا الجانب مدركين ان (اختلاف الرأي لا يفسد للود قضية). فهذه شريحة من شرائح مجتمعنا الغالي يجب الوقوف معها ومع أسرها لا عطفاً ولا شفقة بل إدراكاً بأن لهم حقوقاً وعليهم واجبات وان لهم الحق في التعلم والعيش مثل أقرانهم الأسوياء.
أعان الله الجميع وسدد على دروب الخير الخطى... إنه سميع مجيب الدعوات.

عبدالمحسن بن محمد المحيسن
مشرف برنامج تربية فكرية
بمحافظة رياض الخبراء


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved