Monday 26th July,200411624العددالأثنين 9 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

الصداع عرض أم مرض؟ الصداع عرض أم مرض؟
د.فواز عبد الرحمن الحوزاني ( * )

يُعتبر الصداع من أكثر الشكاوى التي يراجع بها المرضى قسم الطوارئ أو عيادات الباطنية والعصبية ويختلف في وصفه من مريض لآخر، وقد يكون الصداع عرضاً بسيطاً يسبب إزعاجاً خفيفاً لدى المريض أو قد يكون مرضاً هاماً في بعض الحالات يحتاج إلى تقييم خاص وعلاج فعال قد يكون جراحياً أحياناً. السؤال الأول الذي يتبادر إلى الذهن هو من أين يأتي الألم في الرأس والذي نسميه الصداع؟
إن مصدر الألم في الصداع يأتي من المستقبلات الموجودة في الشرايين والأوردة في قاعدة الدماغ ومن الأغشية السحائية التي تغلف الدماغ، ويأتي الألم أيضا من العروق الدموية المتوزعه في فروة الرأس.
أما الدماغ نفسه فإنه يخلو من أي مستقبلات للألم، وبالتالي لا يكون مصدرا للألم وبشكل عام فإن أغلب حالات الصداع تعتبر سليمة، ولكن يجب الانتباه أيضا الى أن بعض الحالات قد تنتج عن مرض هام داخل الدماغ أو خارجه، وهذا ما يحدده الطبيب عند سماعه شكوى المريض ومواصفات الألم الذي يشعر به، والأمور التي تحرض نوبة الصداع لديه أو تخففه ومدة هذا الألم وغيرها، وعند ذلك يقوم الطبيب بإجراء الفحوصات اللازمة من أشعة وغيرها لتحديد سبب الصداع.
هناك أشكال متعددة للصداع حسب شدته وطريقة بدئه التدريجية أو المفاجئة نذكر أهمها:
1 - الصداع التوتري أو صداع الشدة:
وهو صداع مزمن متكرر، وقد يشبهه المريض مثل رباط ضاغط يلف كامل الرأس، وينتج عن تشنج عضلات الفروة، ويشعر المريض بإحساس ضغط حول العينين مع نبضات في عروق الفروة، أحيانا يصف المريض الصداع وكأن شيئاً سينفجر داخل رأسه.
عوامل عديدة قد تحرِّض نوبة الصداع مثل القلق والضجة والتركيز البصري خلال العمل (مثل العمل على الكمبيوتر لساعات طويلة) والتدخين وحالة الاكتئاب النفسي، كما أن تصلب العمود الرقبي (مناقير عظمية في فقرات الرقبة) قد يسبب الصداع المزمن المتكرر.
وقد يحدث الصداع بسبب اضطراب الرؤية مثل حالة قصر النظر، خاصة إذا كان المريض لا يستعمل النظارات المناسبة.
عند إجراء الفحص الطبي للمريض قد نجد بعض التوتر والألم عند الضغط على فروة الرأس في مناطق معينة، ومعالجة هذا النوع من الصداع تكون أولاً بتطمين المريض وشرح الأسباب التي يمكن أن تكون وراء هذا النوع من الصداع ومحاولة تجنب العوامل المحرضة له.
وتفيد هنا بعض المسكنات ويمكن للمساحات الخفيفة لعضلات فروة الرأس مع الاسترخاء أن تساعد المريض، وعند الشك بطبيعة الصداع يمكن اجراء أشعة مقطعية لاستبعاد أي سبب عضوي عصبي.
2- صداع الشقيقة أو الصداع النصفي: MIGRAIN
ويتميَّز هذا النوع من الصداع بأنه يحدث بشكل نوب متكررة تستمر لساعات أو أيام وتتكرر كل فترة، تتراوح من عدة أشهر وحتى سنة وسنتين.
تتميَّز نوبة الصداع بحدوث بعض الاضطرابات البصرية أولاً مثل عتمة أو رؤية ضوء مبهر بشكل متقطع (فلاش) وحدوث خدران وتنميل في الأطراف مع غثيان وأحيانا اقياء ويبدأ الصداع في جانب واحد عادة وينتقل ليصبح شاملاً للرأس، وهنا يبدو المريض متهيجا ويشعر بنبضان العروق الدموية في جانبي الرأس تستمر النوبة عدة ساعات ثم يهدأ المريض وغالبا ينام بعدها.
قد تتحرض نوبة الصداع نتيجة عدة أسباب منها:
1- الأطعمة مثل الشوكولا (تحوي تركيزاً عالياً من فنيل ايتلامين)، والجبن (تحوي تيرامين) 2- الأدوية مانعة الحمل (هرمونات) 3- الدورة الشهرية 4- الحمل 5- الضوء الشديد.
لا يوجد سبب يدعو للاعتقاد أن الشقيقة قد تكون نتيجة مرض هام داخل الدماغ.
لمعالجة هذا الصداع نبدأ بالابتعاد عن العوامل المحرضة له والمذكورة آنفا. وهناك بعض الأدوية التي تفيد في الوقاية والتخفيف من تكرر النوبات مثل (Inderal)، ولمعالجة نوبة الصداع نفسها نبدأ باستعمال مركب الباراسيتامول مثل (Panadol) ثم نستعمل الأدوية الأقوى، وهناك دواء نوعي يُعطى بالحقن تحت الجلد وفموياً يُسمى (omatriptan) أو تجارياً (imigran) ويساعد في كثير من الحالات على إجهاض نوبة الصداع القوية.
3- نوبة الصداع الحاد المفاجئ: وهي عرض هام جدا يدفع المريض لمراجعة قسم الطوارىء وقد يُشير لوجود نزف داخل الدماغ (تحت الأغشية العنكبوتية) ويترافق هذا الصداع مع علامات هامة يكشفها الطبيب خلال الفحص الطبي مثل قساوة الرقبة وقد يحدث غثيان واقياء ايضا عند المريض، وهنا يجب إجراء الأشعة المقطعية لتأكيد التشخيص.
4- الصداع المعتدل الشدة لعدة أيام: وهذا النوع قد يستمر لأيام أو أسابيع وقد ينتج عن الحمى الشوكية (أو التهاب السحايا) والتهاب الدماغ، ويترافق مع ارتفاع درجة الحرارة وأعراض أخرى، وهناك أشكال أخرى للصداع أقل أهمية: مثل الصداع المزمن بعد إصابة الرأس في حادث، والصداع المرافق للحرارة والأمراض الإنتانية.
إذاً قد يكون الصداع عرضاً بسيطاً يحدث بشكل متكرر لدى الإنسان ويمكن التغلب عليه بالراحة والنوم الجيد وتخفيف القلق والتوتر حول أعباء الحياة واستعمال المسكنات العادية، وفي بعض الحالات قد يكون مرضاً مهماً يحتاج مراجعة الطبيب وإجراء الفحوصات الضرورية للتأكد من التشخيص وإعطاء العلاج اللازم.

( * ) اختصاصي الأمراض الباطنية


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved