|
|
انت في
|
|
كنت سادراً غافلا.. في لهوي أتقلب.. وفي عبثي أُسامر الضحكات.. وأداعب البسمات.. رسالة جوالية بدّدت لحظات السكون.. ورسمت في الأجواء غيمات حزن.. ولحظات كمد: أختك يا (بدر) ماتت ومضت!؟ - ويحي.. أأصدق أم أني في عالم الأحلام ودنيا المنام؟ - أهاتفك لأتطلع هل أختك ماتت من مرضٍ عضال.. أم داءٍ أنهك الجسد وأدمى الضمير.. لأرى أن أخيتك ماتت بحادث آلم الفؤاد.. وأوجع الحشا.. أوّاه يا زفرات الحزن.. أوّاه يا بحر الدموع الزاخر.. ويح نفسي وهي تجهش بالبكاء.. وتعتصر الدم في العيون قبل الدموع.. أنا لا أعرفها.. ولم أكن أسمع بها لكني بكيت بمرارة.. وفجعت بها وكأنها منّا.. وبنا.. تسائلني: ما الداعي الذي أبكاك.. وما الدافع الذي أشجاك؟ لتسمع مني أنني أقول: كيف لا أبكي وأنا أتخيل أني بعلها.. تموت بين يديّ، هي وحشاشة قلبها.. كيف لا أبكي؟! وقد ولت في ريعان شبابها.. وعنفوان عمرها.. بدفنها.. دُفنت معها الآمال والآلام.. بدفنها طويت صفحات عمرها.. وهزت شجرة سنيّها حتى لم يبق منها ورقة.. كيف لا أسكب العبرات وأنا أتأمل في نهايتها العابقة بالذكر؟ فجمع كبير من المصلين دلف للصلاة عليها.. أخواتها.. زميلاتها يرمقنها في نعشها قبل أن تحط في مثواها الأخير.. وكأني بهن وهن يتذكرن ضحكاتها.. وبسماتها.. وساعات الأنس معها.. كأني بأمها.. وهي تودّعها وتقول لها حين خروجها من المنزل: إلى اللقاء، وما درت أن (إلى اللقاء) ستصير في الآخرة.. إذ إن لقاءها في الدنيا ولّى وراح.. آهٍ عليك يا جوهرة وأنت تولين عن هذه الحياة في ساعات الجمعة.. وأنت تصدحين بتلاوة سورة الكهف؛ لتكون شاهدة عند بارينا - بإذن الله -. |
![]()
[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة] |