Sunday 8th August,200411637العددالأحد 22 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "الطبية"

عوامل نجاح العمليات الجراحية عوامل نجاح العمليات الجراحية
التجهيزات الطبية..التقنية الحديثة.. الكفاءة الطبية..
تعقيم غرف العمليات.. استخدام الأدوات الجراحية لمرة واحدة

في ظل التطورات والتقنيات العلمية المتلاحقة لم يعد للعمليات الجراحية التقليدية أي أهمية، ففي السابق كانت هذه العمليات الجراحية التقليدية هي المتوفرة بالرغم مما تحدثه من إنتان وتأخر التئام للجروح وغير ذلك من المضاعفات التي تحدثها مسببة خطراً على صحة المريض, إضافة إلى أن الكثير من الناس يضطرون لعدم إجراء العملية خوفا مما قد يسببه إجراؤها من إحداث العديد من المضاعفات التي قد تكون نتائجها مؤلمة، ولكن بفضل الله ثم بفضل التقنيات الحديثة ومن أهمها تقنية المنظار والذي بدأ استعماله حديثاً في إجراء العديد من العمليات خصوصاً داخل الجسم حيث أصبح الأمر لا يحتاج لإجراء شق جراحي كبير كما هو الحال بالنسبة للجراحات التقليدية، وهذا يعني أن الجراحة في وقتنا الحالي والتي تعتمد على التقنيات الحديثة الحل الأمثل لإجراء العديد من العمليات الجراحية دون تعريض المريض لأي من المضاعفات بإذن الله.
ومن خلال صفحة الحبيب الطبية أكد أطباء الجراحة العامة بالمركز على أهمية استخدام أحدث التقنيات الحديثة لإجراء العمليات الجراحية لضمان نجاح العمليات دون حدوث مضاعفات.
تطور الجراحة
* الأستاذ الدكتور عبد الكريم بودنا أن تحدثونا عن العمليات الجراحية وأهمية تأثير التقنيات الطبية عليها ؟
- لا شك أنه مع مرور الوقت وتقدم التقنيات العلمية في هذا العصر واستخدام تطبيقاتها في مجال الطب فقد ازدادت الكفاءة في علاج الكثير من الأمراض وفي نفس الوقت تقليل الخطورة والمضاعفات على المريض. وهذا ما يسعى إليه الأطباء والباحثون في هذا المجال، وذلك بفضل الله ثم بفضل استمرار التطورات العلمية والتقنية الطبية بهذه السرعة المتلاحقة وسيظل المستقبل يحمل الكثير من الآمال المفرحة في كل ما هو جديد للمرضى، وفي الوقت الراهن بدأ التسابق بين مختلف القطاعات الطبية في أنحاء العالم بالتركيز والاهتمام بإدخال التقنية الحديثة على الجراحة فبدأ استخدام المناظير في مختلف التخصصات الطبية, لمختلف الجراحات لما تحققه هذه المناظير من نتائج طيبة وممتازة، وقد كانت الجراحة على مر العصور إحدى ركائز العلاج والتداوي، وقد شهدت نهاية القرن التاسع عشر الميلادي تطوراً هائلاً في إجراء العمليات الجراحية وذلك باستخدام وسائل التخدير المختلفة. إلا أنه رغم كل التطورات بقي التدخل الجراحي يشكل قلقاً للمرضى وأطبائهم لما قد يصاحبه من مضاعفات وآلام. وعلى مدى العقود الماضية تطورت جراحة المناظير تدريجياً وخاصة في وجود فتحات طبيعية كالفم ومجرى البول وفتحة الشرج.
وأصبحت هذه العمليات تُجرى بأمان وكفاءة حتى استبدلت الكثير من العمليات الجراحية التي كانت تتم عن طريق الفتح (البضع) الجراحي في جدار البطن أو الصدر.
لا حاجة للمضادات الحيوية
* يقال إن من يجري عملية جراحية بواسطة المنظار لا يحتاج للكثير من المضادات الحيوية كالذي يجري عملية تقليدية؟
- بالطبع وهذا الكلام صحيح لأن احتياج المريض للأدوية والمسكنات والمضادات الحيوية وما يترتب على ذلك عند إجراء العملية بالمنظار من خدمات طبية وغير طبية داخل المستشفى يعتبر أقل لو أجرى المريض جراحة تقليدية بدون استخدام المنظار، لعدة أسباب أهمها أن الجراحة التقليدية تتطلب إجراء فتحات كبيرة جدا في البطن لاستكشاف المرارة وإجراء استئصالها مما يترتب على ذلك وجوب مضاعفة الجهود الإجرائية خوفا من تلوث الجروح أو إنتانها، أما إذا كانت العملية أجريت بالمنظار فإنها لن تترك بإذن الله أي آثار جراحية أو ندوب أو تشوهات مقارنة بما قد تخلفه العمليات الجراحية التقليدية، لذلك فإن التوسع في إدخال المناظير يأتي بهدف تطوير الخدمات الصحية والرقي بها انتهاجا لمبدأ ضمان الجودة والتميز في الأداء.
أهمية التشخيص والعلاج
* كيف يتم تطويع التقنيات المتطورة في علاج الأمراض وجراحاتها ؟
- كما هو متعارف عليه طبيا فإن الأمراض الباطنية تحتل نسبة كبيرة من الأمراض التي يعانى منها الكثيرون، ولكن بفضل الله ثم بفضل التطور في الوسائل التي تستخدم في تشخيص مثل هذه الأمراض فقد أمكن السيطرة على العديد من الأمراض، وأصبح بالإمكان إجراء العديد من العمليات الجراحية بواسطة المنظار خصوصا في الأجزاء الباطنية للمرضى حيث يوجد في المنظار قنوات يمكن من خلالها إدخال المعدات المختلفة مثل جفت أخذ العينات وجفت الكي الكهربائي وإبرة الحقن وجفت التقاط المعادن والأشياء التي تبلع على سبيل الخطأ كما يحدث مع الأطفال ومصيدة الزوائد اللحمية وسهولة التقاط الحصوات المرارية وكذلك استئصال المرارة، كما يمكن من خلال المنظار الرؤية من خلال العدسة الموجودة في طرفه الخارجي لنقل الصورة على شاشة تليفزيونية وهذا يسهل على الطبيب مهمته ويمكن أيضاً تسجيل الصورة على أشرطة والاحتفاظ بها لدى المريض أو لدى الطبيب كعمل توثقي، وهناك مزايا عديدة يحتوي عليها المنظار تساعد على التشخيص دون اللجوء للعملية التقليدية التي قد يصاحبها مضاعفات خطيرة قد تودي لا سمح الله بحياة المريض ليس نتيجة عدم نجاح العملية ولكن بسبب ماقد يترتب عليها من مضاعفات عقب إجرائها حتى ولو كانت ناجحة 100%.
التشخيص بالمنظار
* ما هي الحالات التي يمكن تشخيصها بالمنظار؟
- هناك العديد من الحالات التي يمكن تشخيصها من خلال المنظار التي تعجز الوسائل التقليدية عن معرفة أسبابها، والمنظار يساعد على تشخيص الحالات التي يصعب تشخيصها إلا بجراحة استكشافية وهو ما يؤكد أن استخدام المناظير في العديد من الجراحات ساهم بقدر كبير في سرعة اكتشاف أمراضها والقضاء عليها، كما أن أهم مميزات الطريقة المنظارية أنها لا تؤدي لمضاعفات ولا تسبب حدوث وفيات بإذن الله.
أهمية جراحة المناظير
* د - نادر ماهي أهمية الجراحة وخاصة بالمناظير لكبار السن؟
- عند إجراء الجراحة التقليدية قد يصاحبها مضاعفات، وهنا تظهر أهمية جراحة المناظير في مثل هذه الحالات وخاصة مع كبار السن حيث إن العملية إذا عملت بالطرق التقليدية فإن ذلك يتطلب إحداث جروح كثيرة وكبير لا يقل طولها عن 10سم على الأقل إما لاستئصال المرارة أو أي نوع آخر من هذا النوع، وهذا بالطبع قد يؤدي إلى مضاعفات كثيرة وقد يحتاج المريض لأجله البقاء في المستشفى لمدة أسبوع على الأقل، ولكن مع استخدام جراحة المناظير يمكن عمل هذه العملية عبر جروح صغيرة في البطن مما يقلل الآلام بعد العملية ويقلل احتمال حدوث مضاعفات ناتجة عن جروح كبيرة في البطن مثل حدوث التهابات في الصدر أو جلطة رئوية والتهابات الجروح أو حدوث فتق في الجرح الكبير وهذه المضاعفات تكون شبه معدومة تقريبا إذا تمت الجراحة بواسطة المنظار وتمكن المريض من الحركة والخروج من المستشفى في وقت قصير بإذن الله.
جراحة مصاب السمنة
* وما مدى إمكانية استئصال المرارة بالمنظار لمريض يعاني من السمنة؟
- تعتبر الجراحة بواسطة المنظار نعمة كبرى للمريض السمين ويتميز المريض السمين بوجود طبقة شحم عميقة في جدار البطن، وكان في السابق وقبل أن يتم استعمال المناظير الجراحية حين يتم عمل عملية جراحية للمريض السمين فإننا نحتاج لجرح طوله ضعف الجرح الذي يتم عمله المريض ذو الوزن الطبيعي لنفس العملية، وبالتالي يحتاج المريض السمين لفترة أطول في المستشفى ويكون عرضة لمضاعفات مختلفة مثل التهابات الصدر أو تجلط أوردة الساقين وغير ذلك.
أما الآن وحيث يتم عمل العملية بالمنظار وعبر جروح صغيرة في جدار البطن فإنه يمكن تجنب حدوث العديد من هذه المضاعفات لأي مريض وبالذات المريض السمين.
الجراحة التقليدية
* كيف كانت طريقة العملية بالجراحة التقليدية؟
- كانت الجراحة التقليدية هي المتعارف عليه قبل ظهور تقنية المنظار فمثلا كان في السابق يتم اسئصال الزائدة الدودية عن طريق جرح صغير في الجانب السفلي الأيمن من البطن يتراواح طول الجرح بين 2سم إلى 5 سم حسب عمر ووزن المريض، قد يحتاج الجراح لوضع انبوبة ( درنقة) داخل البطن إذا كان هناك صديد داخل البطن خلال العملية، وعادة يخرج المريض من المستشفى خلال يومين إلى خمسة أيام، ويتم إزالة الغرز بعد أسبوع من إجراءالعملية.
ميزات المنظار
* استئصال المرارة كانت تجرى بالجراحة التقليدية أما الآن فبواسطة المنظار ما هي مميزات اسئصالها بالمنظار؟
- عملية استئصال المرارة بالمنظار لها العديد من المميزات منها أن الجروح الصغيرة بالبطن ما بين 5ملم - 10ملم، والعملية تستغرق حوالي 40 دقيقة، ويتم إعطاء مخدر موضعي في الجروح بعد العملية لكي لايشعر المريض بأي ألم، ويتم خياطة الجرح بطريقة تجملية لكي لايترك أثراً، كما أن الجروح الصغيرة تقلل احتمالات حدوث التهاب بالجرح أو فتق بالجرح كما يحدث في الجراحة التقليدية، وهي مفيدة جداً لكبار السن والمرضى الذين يعانون من السمنة، وتجنب حدث التهابات بالصدر أو جلطات بالأوردة بعد العملية لأن المريض يتحرك ويتنفس دون ألم مباشرة بعد العملية، ويسمح للمريض بالأكل بعد العملية ببضعة ساعات، ويمكن للمريض أن يعود للبيت في نفس يوم العملية، ويمكن للمريض أن يعود للعمل خلال بضعة أيام.
الحامل ولكن بشروط !!؟؟
* د - عزة هل يمكن إجراء أي نوع من الجراحات واستخدام المنظار خلال الحمل ؟
- بصفة عامة لا ينصح الجراح بعمل أي نوع من العمليات الجراحية خلال فترة الحمل، وإذا كان بالإمكان تأجيلها لما بعد الولادة فهو أفضل، ولكن في بعض الأحيان يكون إجراء العملية ضروريا حيث إن حالة المريضة لا تستجيب للعلاج فإنه بهذه الحالة يصبح من الضروري إجراء العملية حتى مع وجود الحمل وذلك حسب تقرير الجراح المعالج، والعملية تكون أسهل خلال الثلث الأوسط من الحمل لأن في الأشهر الثلاثة الأولى يكون احتمال حدوث إجهاض أكثر من باقي فترات الحمل، وفي الأشهر الثلاثة الأخيرة يكون حجم الرحم كبير ويملأ حيز كبير من تجويف البطن وبالتالي تصبح حرية استعمال الأدوات الجراحية غير المنظار محدودة، وفي حالة تقررإجراء العملية خلال فترة الحمل فإن المريضة تحتاج لمتابعة دقيقة من قبل طبيب التخدير لمتابعة حالة المريضة والجنين خلال وبعد العملية، واليوم بفضل الله ثم بفضل تقدم العلوم الطبية التشخيصية منها والعلاجية فقد بات بالإمكان إجراء مثل هذه العمليات ضمن عمليات اليوم الواحد بواسطة المنظار، ومن مميزات استخدام المناظير أنها لا تترك أي آثار للخياطة بعد العملية حيث يتم إجراء هذه العمليات بطريقة تجميلية لا تترك أثرا للجرح بإذن الله.
أهمية التعقيم
تقول السيدة دورثي المشرفة على أقسام الجراحة بالمركز عن غرف العمليات والتعقيم: هناك نقطة في غاية الأهمية ألا وهي الاهتمام والمحافظة التامة على عدم انتقال العدوى للمريض من مريض آخر ويأتي ذلك من خلال الحرص على التعقيم المستمر لغرف العمليات، ويجب أن تكون مواصفات غرف العمليات مطابقة للمواصفات العالمية من تجهيزات طبية وتقنية حديثة وأيدي طبية عاملة على مستوى عالي من الكفاءة حيث إن ذلك يعد من أهم الخطوات لنجاح أي عملية ويجب أن يهتم المختصون في غرف العمليات بالتعقيم الدقيق وتنقية الهواء بواسطة تمريره عبر مرشحات (فلتر) لتصل درجة نقاوة 99.9% كما يجب أن يتم التخلص من الأدوات ذات الاستعمال الواحد ولا يعاد تمريرها مرة أخرى حسب ماهو متبع في المراكز الطبية العالمية لضمان عدم انتقال الأمراض المعدية من مريض لآخر خاصةً في عمليات العيون وعمليات المناظير غيرها من العمليات.
*****
المشاركون
أ. د. عبد الكريم البكري
أستاذ واستشاري الجراحة العامة والمناظير
د. نادر حسين
استشاري الجراحة العامة وجراحة المناظير بالمركز
د. عزة عادل زمو
استشارية الجراحة العامة والمناظير بالمركز
السيدة دورثي
المشرفة العامة على الأقسام الجراحية بالمركز


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved