Monday 9th August,200411638العددالأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "محليــات"

نهارات أخرى نهارات أخرى
رسالة من امرأة قبل انتخابات المجالس البلدية!
فاطمة العتيبي

** لا أستطيع أن أتصور أن وطني سيصادر حقي في المواطنة كامرأة..
وسيجعل صناديق الاقتراع في أول مشروع ديمقراطي مدني يشهده الحي الذي أسكنه..
سيجعلها لا تستقبلني.. وسيمنعني من الإدلاء بصوتي لا أحسبه ينظر إلي نظرة تختلف عن أبي وزوجي واخواني وأبناء أختي وأبناء جيراني.
فقط لأنني امرأة..
** تعلمت.. وقرأت مئات الكتب..
وعملت.. وأجريت لي حسابا خاصا وأصدرت لي بطاقة شخصية.. وأنجبت للوطن رجالا ونساء..
وكتبت.. وناقشت..
ووقفت في لفح القيظ.. ومشيت في الصباحات الباردة..
وقطعت الطرقات ذهابا وإيابا..
خفق قلبي من أجل الوطن كثيرا..
وذرفت عيناني دمعا ساخنا في مواقف السراء والضراء حبا للوطن والناس والأهل..
** لن أحتمل أن يقصيني وطني عن الترشيح والتصويت في انتخاباته القادمة للمجالس البلدية..
ليس لأنني مصرة على ترشيح نفسي مثلا.. أو على التصويت لزوجي أو عمي أو قريبي أو صديق العائلة..
إنني لن أحتمل الإقصاء..
لأنني أشعر إنني مواطنة.. لا أقل بذلك عن أي رجل مخلص يحب وطنه وأرضه..
** قال خادم الحرمين الشريفين العام الماضي في خطابه الشوري الشهير: إن توسيع المشاركة الشعبية هي إحدى أهم سمات الإصلاح..
وأنا الشعب..
امرأة غيري ملايين النساء..
يردن المشاركة في كل شيء.. وفق ضابط شرعي نجده في كل مشاركاتنا مع أشقائنا الرجال.. وهو ليس بجديد علينا ولن يكون عصي علينا..
** لن أحتمل منظر الفتيان الصغار بقصات شعورهم وملابسهم الغربية يتجهون لصناديق الاقتراع.. يدلون بأصواتهم.. لأنهم ذكور..
بينما أجلس أنا..
خلف النافذة
أرقب ما يحدث دون أن أشارك فيه..
بحجة أنني امرأة!
** نحن بنات الوطن..
شقائق الرجال..
لنا نصف ما لكم في كل شيء..
** لنا دورنا في التنمية.. في النهضة.. في التطوير..
لم نشعر يوما أننا لا نشارك .. لا نعمل.. لا نعطي..
كنا نحترق.. وسنظل..
من أجل هذا الوطن النقي..
حين يجيء الشكل المدني الذي يبلور كل جهدنا ويعطيه مؤشر الاعتراف به وبقيمته أمام العالم..
من نقصى ونهمش.. فنوقع بأنفسنا على صحة ما يردده الكارهون لنا..
** لا أستطيع أن أتصور مجرد التصور..
أن نظام الانتخاب للمجالس البلدية سيعلن محددا شروط الترشيح والتصويت.. ذاكرا صفات الأهلية للمرشح أو المصوت بأن يكون ذكرا..
هنا سأفقد كل النقاط التي ظللت أحصل عليها منذ طفولتي والتي رفعت مؤشر أسهم افتخاري واعتزازي بتاء التأنيث التي ينتهي إليها اسمي..
سينهار المؤشر.. وسأفقد تباعا النقاط التي حصدتها..
وسأطفئ مصابيح احتفالي بأنني امرأة..
** فهل يفكر مصدرو النظام مليون مرة قبل أن يعلنوا تهميش النساء في وطنهن..
ويحرمونهن من المشاركة في كل قرار يخص وطنهن لأنهن جزء منه بل هن أكثر من نصفه.. فهن النساء وهن منجبات الرجال ومربياتهم ومنشآتهم.. فكيف يكن هن الأدنى في الأهلية.. في شؤون لها ارتباط بهن وبأسرهن وبوطنهن الكبير؟!

فاكس: 2254637


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved