المنزل الصحي
محمد بن صالح الحمادي ( * )

حالما يشرع أحد بالتفكير في بناء منزل يتبادر إلى ذهنه أولويات عديدة تتعدد وتتباين وتختلف من شخص لآخر بحسب الاهتمام الشخصي والمؤثرات، وللمنزل الصحي شروط ومواصفات لا يمكن تحديدها في بنود محددة ونقاط معينة ولكن هناك أموراً بديهية يجب ألا تغيب عن ذهن صاحب المنزل ومن ذلك قضية التهوية ودخول الشمس، وأقول ذلك ليس من باب التخصيص والتحديد ولكن على سبيل المثال، ان دخول الشمس والتعرض لها ضروري من أجل تركيب الفيتامين (د) وأن الكثير من أمراض الحساسية الصدرية لها ارتباط بمكونات دقيقة من غبار وغيره عالقة في الجو وموجودة في الأثاث المنزلي، وقد كان لكثرة الأثاث الموجود في المنزل، وهو دون شك مؤشر لدى البعض على المستوى الاجتماعي لصاحب المنزل وأنه بذل الكثير حتى يظهر منزله بالصورة اللائقة فنجد (الموكيت) والسجاد وغيره من ستائر قماشية وكنبات، وكلها تساعد على زيادة تلوث الجو المحيط، لتدخل أجسامنا وتستقر في الشجرة التنفسية مسببة لنا الكثير من المشاكل الصحية وأهمها الحساسية والربو الشعبي، هذا من ناحية، ومن ناحية أخرى فإن خطورة المكيفات لا تقتصر فقط على تحريك العوالق الموجودة في البيئة والأثاث بل في ضلوعها في الوقوع والتسبب في عدد من الأمراض التي تصيب الإنسان.
لقد آن الأوان للتفكير من جديد في المنزل الصحي بأقل تكلفة مالية وأكثر ملاءمة لعاداتنا وتقاليدنا وبما لا يسبب لنا التعب البدني والتعب المالي.