Monday 9th August,200411638العددالأثنين 23 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "مدارات شعبية"

لن أرثيك يا عاقل!! لن أرثيك يا عاقل!!

* كتب - أحمد البخيت:
فُجعت كغيري من متابعي الساحة الشعبية.. ولكن فجيعتي الأكبر في أخي وصديقي (عاقل الزيد).. وسأروي بعض المواقف أو (المجالس) التي جمعتني بالفقيد.
كتبت قصيدة وطنية جديدة، وكنت فرحاً بها، وقد أسمعتها لبعض الشعراء الذين ألتقيهم بشكل شبه دائم، وهم شعراء يزعمون أنهم معروفون، وكان من بين الحضور الشاعر عاقل الزيد، وعندما أتاه الدور قرأ قصيدة وطنية. وحسب معلوماتي هذه آخر قصيدة نُشرت له في هذا المكان (مدارات شعبية).
المهم بعد قراءتي لقصيدتي أرسلتها إلى فاكس (الجزيرة)، وأعقبتها باتصال هاتفي بالأستاذ الحميدي الحربي؛ حيث فاجأني بقوله: إنك تسرعت في إرسال القصيدة!! ويجب إعادة النظر في أحد أبياتها، فناقشته في القصيدة فأعاد بسؤال آخر: هل أسمعت القصيدة قبل إرسالها؟!! فجاوبته: أسمعتها أكثر من شاعر.. فعدَّدت له عدة أسماء معروفة وشبه معروفة، ومنهم عاقل الزيد. فقال مستغرباً: ولم يناقشْك عاقل في ذلك؟!! فأجبته: (لا).
فاتصلت بالفقيد رحمه الله، (وتشرَّهت عليه)!!!
فأجاب: يا أحمد أنت أخوي.. فليس من الممكن أن أنتقدك أمام مجموعة من الشعراء، وقد حاولت الاتصال بك أكثر من مرة، ولكن جوالك مغلق، وأنا أتحمل خطأي بأنني لم أكلِّمْك في نفس الليلة.
عاقل الزيد إنسان شاعر بتعامله، بأخلاقه.. بسلامه.. بمواعيده في كل شيء..
عاقل الزيد ضد هذه (الكتابة) وضد القصائد التي ترثيه في موته..
ذات مساء طرح موضوعاً على معظم الموجودين بما فيهم الشعراء، فكان السؤال: أيهما أصدق قصائد المدح في حياة الشخص الممدوح أو بعد وفاته؟
فكلٌّ أدلى بدلوه في هذه القضية.. فقال عاقل الزيد رحمه الله وأسكنه فسيح جناته:
إن قصائد المدح في حياة الشخص أهم وأصدق من أن تمدحه بالوفاة؛ لأن هذه القصائد تحفِّز الممدوح وتدفعه إلى العطاء في مجالات الحياة المتعددة، فكانت عنده عدة قصائد بأشخاص يستحقونها، فكان يتعمد قراءتها في غيابهم، ويذكر مآثرهم ويعدِّد مناقبهم بكل فخر واعتزاز.
عاقل الزيد لن أرثيك!!
ليس عجزاً.. أو تجاهلاً.. لا حاشا لله. بل لأنك تعيش بيننا بكل شموخك وطول قامتك، بل لأنك تعيش فينا تنبض في شرايين قلوبنا.
أبا سلطان.. الموت غيَّبك جسداً.. ولكن لا يستطيع أن يغيبك عنا روحاً.. وحباً.. وشعراً..
أبا سلطان:


عاقل بشوفك أصبح اليوم مجنون!!
ومجنون شافك واصبح اليوم عاقل!!

هذا البيت لا أعرف قائله.. أتاني برسالة جوال من أحد الأصدقاء. ومن باب الطرافة أو لارتباط اسم (عاقل) بشكل وثيق بهذا البيت، أرسلته في وقت متأخر من الليل إلى عاقل.
ومن حرصه على أصدقائه وزملائه (أول ما قام من النوم) أرسل إليَّ الرد، فقلت له: يا أبا سلطان، هذا البيت ليس لي، ولكن أتاني برسالة وغيرها الكثير.
من (مجانين) عاقل!!
ما فيه عله ما لها طب وعلاج!!!
إلا ثلاثة ما لها.. طب للَّه!!!
ولا اعرف لها سيره.. وسكه.. ومنهاج!!!
المهزله.. والمسكنه.. والمذله!!
أبا سلطان، أنا لست أدري مَن أعزي فيك؟!
ابنك سلطان؟! أخاك سلطان؟!
أهلك وذويك؟! أصدقاءك الذين تعرفهم؟!
أو جمهورك الذين لا تعرفهم؟!
أبا سلطان، اعذرني لن أعزِّي فيك أحداً سوى نفسي.
وبمساعدة هذا القلم في بوح الكتابة.
رحمك الله أبا سلطان.. وأسكنك فسيح جناته.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved