Tuesday 10th August,200411639العددالثلاثاء 24 ,جمادى الثانية 1425

     أول صحيفة سعودية تصدرعلى شبكة الانترنت

انت في "دوليات"

معبر رفح تحول تدريجياً إلى معبر الموت معبر رفح تحول تدريجياً إلى معبر الموت

* رام الله - نائل نخلة :
لا أحد يصدق أن مسافة 30م تحتاج من المواطن الفلسطيني (فقط) أكثر من أسبوعين حتى يقطعها ولو كانت مليئة بالأشواك والعوائق، إلا أن هذه الغرابة تزول عندما نتحدث عن معبر رفح والمعاناة التي يلاقيها المواطن الفلسطيني منذ حوالي 17 يوماً.
فمنذ تاريخ 18-7-2004م تقوم سلطات الاحتلال بإغلاق كامل لمعبر رفح الحدودي (معبر العودة) وتمنع المغادرين من الأراضي الفلسطيني والقادمين إليها من المرور، الأمر الذي أدى إلى تكدس وتزاحم آلاف المواطنين على الجانب المصري، فيما يقبح حوالي 300 مواطن في حالة الوصول في المعبر وسط ظروف قاهرة ومأساوية، حيث يمنع هؤلاء المواطنون من العودة حيث أتوا، علماً أن بعضهم لا يمتلك مالاً لشراء حاجاته ولو ليوم واحد وخاصة في ظل غلاء السلع التي يقتاتون بها ويشترونها من الباعة في الجانب المصري. وقد عبّر أحد القادمين والذي جاء لقضاء فترة الإجازة الصيفية، وقد علق على الجانب المصري منذ أسبوعين بأنها إجازة مميتة وليست ترفيهية، وهذا حال معظم القادمين الذين قدموا لقضاء إجازاتهم الصيفية عند أقاربهم وأهليهم في الأراضي الفلسطينية.
ويشعرون بأنه قد تنتهي فترة الإجازة وهم عالقون ويعودون من حيث أتوا دون ملاقاة ذويهم وأقاربهم.
ولعل المعاناة تزداد في ظل الجو الصيفي الحار والتزاحم الشديد بين المواطنين، وتتكرس عندما نعلم أن هناك مئات الأطفال والنساء والمرضى.
وقد تجلت هذه المعاناة عندما ولدت إحدى النساء طفلاً في المكان وقد أسمته (معبر) تخليداً لهذه الذكرى المريرة. هؤلاء المواطنون يفترشون الأرض ويلتحفون السماء، حيث لا يسمع أحد عن معاناتهم، خاصة في ظل التداعي الدولي الحالي حول مسألة دارفور في السودان والتي يتذرع فيها المجتمع الدولي بحمايته للإنسانية وحفاظه على حقوق الإنسان على مستوى العالم.
هذا الإغلاق لم يحدث منذ حرب 1973م حيث لم يغلق المعبر لهذه المدة منذ تلك الأيام.
علماً أن مبررات الاحتلال لإغلاقه غير شرعية ولا تتصف بالقانونية، حيث يقول الجيش الإسرائيلي إنه يحاول اكتشاف أنفاق في المنطقة رغم عدم ثبوت ذلك خلال الفترة الطويلة الماضية.


[للاتصال بنا][الإعلانات][الاشتراكات][الأرشيف][الجزيرة]
توجه جميع المراسلات التحريرية والصحفية الىchief@al-jazirah.com عناية رئيس التحرير
توجه جميع المراسلات الفنية الىadmin@al-jazirah.com عناية مدير وحدة الانترنت
Copyright, 1997 - 2002 Al-Jazirah Corporation. All rights reserved